جرائم إنسانية في غزة ونداءات للمساعدة
تقرير يحذر من تدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث يواجه المدنيون قسوة لا حدود لها. الأمم المتحدة تدعو لفتح طرق المساعدات بينما تتواصل الجرائم ضد الإنسانية. هل ستتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ الأرواح؟ تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.
رئيس المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة يحذر من "أخطر الجرائم" المرتكبة في الحرب الإسرائيلية على غزة
قال منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن "أفعالاً تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية" تُرتكب في غزة حيث يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه وحصاره ومنع وصول المساعدات إلى السكان المدنيين.
ووصفت جويس مسويا، المديرة المؤقتة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، في كلمة لها أمام مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء، الهجوم البري الإسرائيلي المستمر منذ شهر والحصار المستمر على شمال غزة بأنه "نسخة مكثفة ومتطرفة ومتسارعة من أهوال العام الماضي" في الأراضي الفلسطينية.
لقد تم طرد المدنيين الفلسطينيين من منازلهم من قبل الجيش الإسرائيلي و"أجبروا على مشاهدة أفراد عائلاتهم يُقتلون ويحرقون ويدفنون أحياء" في غزة التي وصفتها مسويا بأنها "أرض قاحلة من الأنقاض".
وحذرت في اجتماع المجلس قائلة: "إننا نشهد أعمالاً تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية".
وقالت: "يبدو أن القسوة اليومية التي نراها في غزة لا حدود لها"، مشيرةً بأصابع الاتهام بحزم إلى إسرائيل لمنعها دخول المساعدات إلى شمال غزة المحاصر.
وقالت: "كما أطلعكم، فإن السلطات الإسرائيلية تمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، حيث يستمر القتال ولا يزال حوالي 75,000 شخص يعانون من تضاؤل إمدادات المياه والغذاء".
كما نددت مسويا بالتدمير العشوائي الذي لحق بغزة بعد أكثر من عام من الهجمات الإسرائيلية.
"ما هو التمييز الذي تم اتخاذه وما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها، إذا كان أكثر من 70 في المئة من المساكن المدنية إما متضررة أو مدمرة".
وجاء اجتماع مجلس الأمن الدولي بدعوة من غيانا وسويسرا والجزائر وسلوفينيا في أعقاب تقرير لخبراء دوليين في مجال الأمن الغذائي يوم الجمعة قالوا فيه إن الوضع الإنساني في غزة "خطير للغاية ويتدهور بسرعة" وحذروا من مجاعة وشيكة في أجزاء من الشمال.
ووصف سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون التقارير عن مجاعة محتملة في شمال غزة بأنها "لا أساس لها من الصحة وافتراء".
وقال للصحفيين قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي أن الوضع في غزة، بما في ذلك الشمال، أظهر تحسناً منذ تشرين الأول/أكتوبر.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن شهر أكتوبر/تشرين الأول شهد أقل كمية من المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة هذا العام، وأن القطاع الذي مزقته الحرب "لم يتلق أي شيء قريب مما نحتاجه لدعم أكثر من مليوني فلسطيني".
وقال دوجاريك إنه للشهر الثاني على التوالي، لم يتمكن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من الوصول إلى نصف الأشخاص الذين يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة في غزة إلا بحصص مخفضة.
وكان من المقرر أن تقوم قافلة مكونة من 14 شاحنة بتوصيل الإمدادات الإنسانية إلى مراكز إيواء النازحين في بيت حانون شمال غزة والمستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا للاجئين يوم الاثنين، ولكن لم تصل إلى مركزين للإيواء سوى شاحنتين فقط تحملان وجبات جاهزة للأكل ودقيق القمح وواحدة تحمل المياه.
وقال دوجاريك إن الشاحنات الأخرى في قافلة المساعدات لم تتمكن من إيصالها بسبب التأخير في الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية وكذلك بسبب حشود الجوعى الذين كانوا ينتظرون على طول طريق القافلة.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من شهر التي يتلقى فيها سكان بيت حانون أي مساعدات غذائية.
كان برنامج الأغذية العالمي قد خطط لإرسال بعثة أخرى إلى بيت حانون للوصول إلى بقية الملاجئ والمستشفى يوم الثلاثاء، لكنه قال إن "هذه البعثات قد تم رفضها" من قبل إسرائيل.
وقال دوجاريك: "ما زلنا ندعو إلى فتح المزيد من الطرق البرية إلى غزة على الفور ورفع القيود الإدارية والمادية داخل غزة للوصول بكفاءة إلى الأشخاص والمناطق الأكثر ضعفًا".
وقال مبعوث فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي إن إسرائيل اختارت ارتكاب "المجاعة كأسلوب من أساليب الحرب" في عملية تطهير عرقي في غزة.
وقال: "كل ما حذرنا منه وكل ما أنكرته إسرائيل يحدث أمام أعيننا".
"نحن في المراحل الأخيرة من خطة مدبرة لتفريغ مناطق واسعة من غزة من سكانها الفلسطينيين."