احتجاجات ضخمة في سوريا تندد بالتمييز الطائفي
تظاهر الآلاف في سوريا احتجاجاً على هجوم على مزار علوي، وسط مخاوف من تصاعد التوترات الطائفية. المتظاهرون يطالبون بالسلام والمحاسبة، بينما تفرض السلطات حظر التجول. "لا للطائفية، نعم لسوريا الحرة" هو شعارهم. خَبَرَيْن.

احتجاجات في سوريا: خلفية الأحداث
تظاهر آلاف الأشخاص في عدة مدن في أنحاء سوريا بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر هجومًا على مزار علوي في الشمال، بحسب ما أفاد مرصد الحرب وشهود عيان.
تفاصيل الفيديو القديم وتأثيره على الاحتجاجات
وقال حكام سوريا الجدد إن الفيديو "قديم" وإن "جماعات مجهولة" تقف وراء الهجوم، قائلين إن "إعادة نشر" الفيديو يهدف إلى "إثارة الفتنة"، وذلك بعد يوم من تظاهر المئات في دمشق احتجاجاً على إحراق شجرة عيد الميلاد.
مناطق الاحتجاجات الرئيسية
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "آلاف الأشخاص" خرجوا إلى الشوارع يوم الأربعاء في مظاهرات كبيرة في مدينتي طرطوس واللاذقية الساحليتين، وهما محافظتان تمثلان معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن خروج مظاهرات في مدينة حمص وسط البلاد ومدينة القرداحة، مسقط رأس الأسد.
شهادات من الشارع: هتافات المتظاهرين
وقال شهود عيان إن مظاهرات اندلعت في طرطوس واللاذقية وجبلة القريبة، حيث أظهرت الصور حشوداً كبيرة في الشوارع مع بعض الأشخاص الذين رددوا هتافات من بينها "علوية سنية نريد السلام".
إجراءات الحكومة: حظر التجول والرد الأمني
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الشرطة في وسط حمص فرضت حظر التجول من الساعة السادسة مساء (15:00 بتوقيت غرينتش) حتى الساعة الثامنة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش) يوم الخميس بينما أعلنت السلطات في جبلة ومدينتين أخريين حظر التجول ليلا أيضا.
ردود الفعل الرسمية على الاحتجاجات
شاهد ايضاً: تحليلات: هل ستنتقل روسيا إلى ليبيا بعد سوريا؟
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاحتجاجات اندلعت بعد تداول مقطع فيديو يوم الأربعاء يظهر "هجوماً شنه مقاتلون" على مزار علوي مهم في حي ميسلون في حلب ثاني أكبر المدن السورية. وقالت إن خمسة عمال قتلوا وأضرمت النيران في المقام.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الفيديو تم تصويره في وقت سابق من هذا الشهر بعد أن شن مقاتلو المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً خاطفاً وسيطروا على مدن رئيسية من بينها حلب في الأول من ديسمبر وأطاحوا بالأسد بعد أسبوع.
تصريحات وزارة الداخلية حول الفيديو
إلا أن وزارة الداخلية قالت على حسابها الرسمي على تطبيق تلغرام إن الفيديو يعود إلى هجوم الثوار على حلب في أواخر نوفمبر الماضي، وأن أعمال العنف التي تم تداولها من قبل مجموعات مجهولة، مضيفة أن من قام بتداول الفيديو الآن يبدو أنه يسعى إلى التحريض على الفتنة الطائفية.
تداعيات الهجوم على قوات الأمن
وقالت الوزارة أيضا إن بعض عناصر النظام السابق هاجموا قوات وزارة الداخلية في المناطق الساحلية السورية يوم الأربعاء، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
الرسائل التي يحملها المتظاهرون
وقال المتظاهر علي داوود إن الآلاف شاركوا في المظاهرة في جبلة، مضيفاً: "نحن نطالب بمحاسبة الذين اعتدوا على المقام".
رمزية العلم واللافتات في الاحتجاجات
وأظهرت الصور حشداً كبيراً من الناس يسيرون في الشوارع وهم يلوحون بعلم الثوار ذي النجوم الثلاثة الذي يعود إلى عهد الاستقلال.
"لا لحرق الأماكن المقدسة والتمييز الديني. لا للطائفية. نعم لسوريا الحرة"، كما كُتب على إحدى لافتات الاحتجاج.
التعبير عن القلق من الانفجار الطائفي
وفي مدينة اللاذقية، ندد المتظاهرون ب "الانتهاكات" ضد الطائفة العلوية، على حد قول المتظاهرة غيداء مايا، 30 عاماً.
وقالت: "في الوقت الحالي... نحن نستمع إلى دعوات التهدئة"، محذرة من أن الضغط الشديد على الطائفة "قد يؤدي إلى الانفجار".
وأعرب المتظاهر علاء، 33 عاماً، وهو من سكان طرطوس، عن قلقه من تدهور الوضع، قائلاً إن "قطرة دم واحدة قد تعيدنا إلى سيناريو سيء للغاية".
المخاوف من ردود الفعل العنيفة
لطالما قدم الأسد نفسه على أنه حامي الأقليات في سوريا ذات الأغلبية المسلمة السنية.
ويخشى العلويون من رد فعل عنيف ضد طائفتهم كأقلية دينية وبسبب ارتباطها الطويل بعائلة الأسد.
احتجاجات في دمشق: حرق شجرة عيد الميلاد
يوم الثلاثاء، احتج مئات المتظاهرين في المناطق المسيحية في دمشق على حرق شجرة عيد الميلاد بالقرب من حماة وسط سوريا. ووعدت هيئة تحرير الشام بإعادتها على الفور.
التعهدات بحماية الأقليات الدينية
وقد وعد القادة الجدد في البلاد مراراً بحماية الأقليات الدينية التي تخشى أن يسعى المتمردون السابقون إلى فرض شكل محافظ من أشكال الحكم.
أخبار ذات صلة

مقتل ثلاثة أطفال جراء البرد القارس في مخيم للاجئين في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي

الثوار السوريون يتقدمون نحو حماة بينما تشن قوات النظام هجمات مضادة
