نهب مساعدات غزة يفاقم الأزمة الإنسانية الحادة
نهب 97 شاحنة من قافلة مساعدات الأمم المتحدة في غزة يزيد من معاناة المحاصرين، وسط مخاوف من مجاعة وشيكة. الأونروا تؤكد انهيار النظام المدني، وإسرائيل تتجاهل مسؤولياتها. التفاصيل الكاملة على خَبَرَيْن.
كيف تم سلب قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة بالقرب من مواقع الجيش الإسرائيلي؟
أدى نهب 97 شاحنة من قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة على مرأى من المنشآت العسكرية الإسرائيلية في معبر كرم أبو سالم إلى تفاقم معاناة قطاع غزة المحاصر الذي يعاني أصلاً من أزمة إنسانية حادة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن مسلحين اعترضوا قافلة المساعدات المكونة من 109 شاحنات من عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة وأجبروا السائقين على تفريغ حمولتها تحت تهديد السلاح، وأصابوا عمال الإغاثة وألحقوا أضراراً بالمركبات.
ولم تحدد الأونروا هوية الجناة، واكتفت بالقول إن السبب هو "الانهيار التام للنظام المدني" بين السكان الذين تتحمل السلطات الإسرائيلية، بحسب الوكالة، مسؤولية ضمان حصولهم على ما يكفي من المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وذكرت قناة الأقصى التلفزيونية أن مصادر وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة أكدت مقتل أكثر من 20 من أفراد العصابة المشتبه بهم في تنفيذ عملية السطو على يد قوات الأمن التابعة لحماس التي تعمل بالتنسيق مع اللجان العشائرية.
وقالت إن أي شخص يُقبض عليه وهو يشارك في عمليات نهب مماثلة سيتم التعامل معه "بقبضة من حديد".
ما مدى خطورة هذا الأمر؟
خطير جدًا.
وبحسب مراسلة الجزيرة مرام حميد، فإن مخاوف الفلسطينيين تتمحور حول احتمال حدوث "مجاعة وشيكة" في جنوب قطاع غزة، إضافة إلى المجاعة التي تواجهها مناطق الشمال المحاصر.
ويكاد يكون من المستحيل الحصول على المواد الغذائية، بما في ذلك المواد الأساسية مثل الدقيق والخضروات، وفي الحالات النادرة التي يمكن العثور عليها، غالبًا ما تكون أسعارها بعيدة عن متناول الكثيرين.
ما مدى سوء الوضع من قبل؟
سيئًا للغاية.
انخفضت كمية المواد الغذائية التي سمح الجيش الإسرائيلي بإدخالها إلى غزة في شهر تشرين الأول/أكتوبر إلى حوالي ربع متوسط ما تم إدخاله خلال بقية العام.
وفي شمال قطاع غزة، الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وصف رؤساء الأمم المتحدة الأوضاع بأنها "مروعة".
وعلى الرغم من فشل إسرائيل في الوفاء بجميع الشروط التي حددتها حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة الأمريكية، لتحسين الأوضاع البائسة في غزة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء.
وعلاوة على ذلك، فإن نية إسرائيل في حظر الأونروا بشكل أساسي، وهي وكالة الإغاثة الرئيسية التابعة للأمم المتحدة في غزة، استمرت هي الأخرى دون رادع على الرغم من الاحتجاجات الدولية.
وقد صرح رئيس الأونروا، فيليب لازاريني لوكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول" يوم بأنه لا توجد "خطة بديلة" لإيصال المساعدات إلى غزة، وهي المساعدات التي تدعم نحو 2.2 مليون شخص محاصرين داخل القطاع.
لماذا لم يفعل الجيش الإسرائيلي أي شيء عندما هاجمت الجماعات المسلحة القافلة؟
الأمر غير واضح.
وقعت الغارة بالقرب من معبر كرم أبو سالم شديد التحصين - من قبل إسرائيل - بين غزة وإسرائيل.
وقد عبّر الفلسطينيون في غزة عن حيرتهم من كيفية عدم اكتشاف وجود هذا العدد الكبير من المسلحين في واحدة من أكثر المناطق الخاضعة للمراقبة في العالم.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنها حصلت على مذكرة داخلية للأمم المتحدة تعود لشهر أكتوبر/تشرين الأول تقول إن العصابات في غزة "ربما تستفيد من تساهل سلبي إن لم يكن نشطاً" أو "حماية" من الجيش الإسرائيلي.
وقالت المذكرة إن أحد قادة العصابات أنشأ "مجمّعاً شبيهاً بالمجمع العسكري" في منطقة "محظورة ومسيطر عليها ويقوم الجيش الإسرائيلي بدوريات فيها".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريراً عن قيام عصابات فلسطينية مسلحة بمداهمة قوافل المساعدات التي تدخل عبر كرم أبو سالم، وهي منطقة تخضع ظاهرياً لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
وقال مسؤول كبير في إحدى المنظمات العاملة في غزة للصحيفة: "رأيت دبابة إسرائيلية واحدة وفلسطيني مسلح ببندقية كلاشينكوف على بعد 100 متر فقط منها".
وأضاف: "يقوم المسلحون بضرب السائقين ويأخذون كل الطعام إذا لم يحصلوا على أموال الحماية".
هل منع الإسرائيليون المساعدات بشكل غير قانوني من قبل؟
نعم.
في أيار/مايو، قال قائد الشرطة الإسرائيلية المنتهية ولايته كوبي شبتاي إن بن غفير منعه من حماية قوافل المساعدات من اليمين الإسرائيلي المتطرف والمتظاهرين من المستوطنين الذين يسعون لمنع وصول المساعدات إلى غزة.
وفي الشهر نفسه، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن أفرادًا من الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي كانوا يرشدون المتظاهرين عن توقيت ومرور شاحنات المساعدات إلى غزة للسماح باعتراضها.
وفي أواخر الأسبوع الماضي، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير في تصريح له إنه يعارض دخول أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وانتقد الوزير اليميني المتطرف قرار مجلس الوزراء بزيادة المساعدات بشكل هامشي في ضوء الإنذار الأمريكي، وقال الوزير اليميني المتطرف للقناة: "أعتقد أنه طالما لدينا رهائن في غزة، يجب ألا نقدم أي تنازلات للقطاع، ولا حتى للسكان المدنيين".