احتجاجات الشباب في المغرب تعكس الغضب المتزايد
اجتاحت المظاهرات المناهضة للحكومة المغرب، حيث يعبر الشباب عن غضبهم من تدهور الخدمات الاجتماعية. رغم الاستثمارات لكأس العالم 2030، تظل المطالب بتحسين التعليم والصحة قائمة. هل ستستجيب الحكومة؟ تابعوا التفاصيل على خَبَرَيْن.


اجتاحت المظاهرات المناهضة للحكومة المغرب لليلة الرابعة على التوالي، حيث ملأ الشباب شوارع المدن في جميع أنحاء البلاد واندلعت أعمال تخريب وعنف في عدة أماكن.
ومع تدفق المليارات من الاستثمارات من أجل الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030، لم تفلح الوعود بإصلاح الخدمات الاجتماعية المتردية في المغرب في تهدئة غضب الشباب الذين أطلقوا بعضاً من أكبر الاحتجاجات في شوارع البلاد منذ سنوات.
فقد خرج الشباب المغربي إلى الشوارع يوم الثلاثاء واشتبكوا مع قوات الأمن ونددوا بالحالة المزرية للعديد من المدارس والمستشفيات. وبعد اعتقال العشرات من المحتجين السلميين خلال عطلة نهاية الأسبوع، اندلعت أعمال عنف يوم الثلاثاء في عدة مدن، خاصة في أجزاء من المغرب حيث تندر الوظائف وتنعدم الخدمات الاجتماعية.
وكتب منظمو الحركة الاحتجاجية "الحق في الصحة والتعليم والحياة الكريمة ليس شعارًا فارغًا بل مطلبًا جديًا"، كما كتب منظمو حركة "جيل 212" الاحتجاجية في بيان نُشر على موقع "ديسكورد". واستشهدوا بالملك محمد السادس، وناشدوا المحتجين الالتزام بالسلمية وانتقدوا "المقاربات الأمنية القمعية".
إلا أن الاحتجاجات تصاعدت وتيرتها وأصبحت أكثر تدميراً خاصة في المدن البعيدة عن أماكن تركز جهود التنمية في المغرب. تُظهر وسائل الإعلام المحلية واللقطات التي صورها شهود عيان المحتجين وهم يقذفون الحجارة ويشعلون النار في السيارات في مدن وبلدات في شرق وجنوب البلاد، بما في ذلك في إنزكان وأيت عميرة. وفي وجدة، أكبر مدن شرق المغرب، قالت جماعات حقوقية محلية إن سيارة شرطة صدمت متظاهرين أسفرت عن إصابة شخص واحد.
{{MEDIA}}
وقالت وزارة الداخلية المغربية إن الاحتجاجات التي نظمها مجهولون لم تحصل على ترخيص وتم التعامل معها وفقًا للقانون، مشيرة إلى أن من يثبت خرقه للقانون سيتم التعامل معه "بصرامة وحزم". وقالت إن 409 أشخاص تم احتجازهم لدى الشرطة. بالإضافة إلى ذلك، أصيب 263 من أفراد قوات إنفاذ القانون خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد والتي ألحقت أضرارًا أيضًا بـ 142 من سياراتهم. كما تضررت 20 سيارة خاصة وأصيب 23 مدنيًا بجروح، بحسب الوزارة.
وقال فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في وجدة إن 37 متظاهراً اعتقلوا يوم الاثنين، من بينهم ستة قاصرين، سيمثلون أمام المحكمة في وجدة يوم الأربعاء.
وهم من بين المئات الذين قالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إنه تم اعتقالهم، بما في ذلك العديد ممن عرضت وسائل الإعلام المحلية مقاطع فيديو لاعتقالهم، وبعضهم تم اعتقالهم من قبل رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية أثناء المقابلات.
وقال المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء: "مع استمرار الاحتجاجات المقررة، نحث السلطات على التعامل مع المطالب المشروعة للشباب من أجل حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومعالجة مخاوفهم بشأن الفساد".
وتعكس احتجاجات "الجيل زد" اضطرابات مماثلة تجتاح بلداناً مثل نيبال ومدغشقر. وفي بعض من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في المغرب منذ سنوات، استغلت الحركة التي لا قيادة لها الغضب بشأن الأوضاع في المستشفيات والمدارس للتعبير عن الغضب من أولويات الإنفاق الحكومي. وفي إشارة إلى الملاعب الجديدة قيد الإنشاء أو الترميم في جميع أنحاء البلاد، هتف المتظاهرون "الملاعب هنا، لكن أين المستشفيات". بالإضافة إلى ذلك، أصبحت وفاة ثماني نساء مؤخراً في المستشفى العام في أغادير صرخة احتجاج ضد تدهور النظام الصحي في المغرب.
وقد حظيت الحركة، التي نشأت على منصات مثل تيك توك وديسكورد التي تحظى بشعبية بين اللاعبين والمراهقين، بدعم إضافي منذ أن بدأت السلطات في اعتقال أشخاص خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك من حارس مرمى المغرب النجم ياسين بونو ومغني الراب الأشهر في المغرب "إل غراندي توتو".
شاهد ايضاً: كيف يؤدي تجميد المساعدات الخارجية الأمريكية إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم
ونفى المسؤولون إعطاء الأولوية للإنفاق على كأس العالم على حساب الإنفاق على البنية التحتية العامة، قائلين إن المشاكل التي تواجه القطاع الصحي موروثة من الحكومات السابقة. وفي البرلمان المغربي، قالت الأغلبية الحاكمة إنها ستجتمع يوم الخميس لمناقشة إصلاحات الرعاية الصحية والمستشفيات في إطار اجتماع برئاسة رئيس الوزراء عزيز أخنوش.
أخبار ذات صلة

ثلاثة متهمين بعد الاحتجاج أمام مطعم مملوك لإسرائيليين في أستراليا

الرئيس السابق لبنما مارتينيلي يغادر السفارة النيكاراغوية لطلب اللجوء في كولومبيا

المشتبه به في إطلاق النار في الجبل الأسود يموت متأثراً بإصابات ذاتية بعد قتله 12 شخصاً على الأقل
