زيارة تاريخية للرئيس السوري إلى البيت الأبيض
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة لعقد اجتماع تاريخي مع ترامب. الزيارة تحمل آمالاً بإلغاء عقوبات قيصر وتعزيز التعاون ضد داعش. هل ستعيد سوريا بناء اقتصادها المدمر؟ تابعوا التفاصيل على خَبَرَيْن.

وصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة يوم السبت، قبل لقاء تاريخي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ 80 عاماً على الأقل.
ويكتسب الاجتماع أهمية خاصة بالنظر إلى قوة الولايات المتحدة في رفع العقوبات، وهو أمر تحتاجه سوريا بشدة لتحريك اقتصادها.
شاهد ايضاً: الولايات المتحدة ترفض أدوار حماس ووكالة الأونروا في غزة مع استمرار حصار المساعدات الإسرائيلية
ما الذي سيكون على جدول الأعمال عندما يلتقي الزعيمان؟ إليكم ماتحتاجون معرفته.
ما هي أهداف هذه الزيارة بالنسبة لسوريا؟
بالنسبة لسوريا، من المرجح أنها تتعلق باتخاذ خطوات لإلغاء قانون قيصر أخيراً، وهي سلسلة من العقوبات التي طبقتها الولايات المتحدة على سوريا في عام 2019، خلال حكم الديكتاتور بشار الأسد، الذي أطيح به في هجوم خاطف قاده الشرع في ديسمبر من العام الماضي.
وفي حين أصدرت إدارة ترامب أمرًا تنفيذيًا برفع العقوبات عن سوريا، يتعين على الكونجرس الأمريكي التصويت على إلغاء قانون قيصر.
ويعود تاريخ العقوبات الأمريكية على سوريا إلى أواخر السبعينيات، على الرغم من تطبيق المزيد منها في عام 2004 ومرة أخرى في عام 2011.
ويقال إن عضو الكونغرس الجمهوري المثير للجدل براين ماست، الذي سبق له أن قارن المدنيين الفلسطينيين بالنازيين، كان عقبة أمام إلغاء قانون قيصر.
ومع ذلك، أفادت التقارير أن ماست التقى بالشارع البالغ من العمر 43 عاماً في الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين وعقدا اجتماعاً "إيجابياً وبناءً"، حسبما أفاد الصحفي السوري فريد المهلول على حسابه على إنستغرام.
شاهد ايضاً: مجلس الأمن الدولي يقرر عدم رفع العقوبات عن إيران، لكن لا يزال هناك وقت للتوصل إلى اتفاق بشأن التأجيل
ويعني رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا أن بإمكان البلاد العودة إلى النظام المالي العالمي، مما يجعل الاستثمارات والأعمال التجارية أكثر سلاسة.
كما سيساعدها أيضاً على إعادة بناء نظام الرعاية الصحية المدمر والبنية التحتية التي تضررت خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عاماً والتي اندلعت بعد الثورة السورية عام 2011 ورد حكومة الأسد القاسي عليها.
وتفيد التقارير أن الشرع يسعى أيضاً للحصول على أموال لإعادة إعمار سوريا بعد الحرب.
فقد تحولت العديد من الأحياء إلى ركام ولا تزال أكوام من الأنقاض. ويقدر البنك الدولي أن البلد المنكوب يحتاج إلى ما لا يقل عن 216 مليار دولار لإعادة الإعمار.
ماذا عن الولايات المتحدة؟
بالنسبة للولايات المتحدة، فإن للرحلة أهمية مختلفة.
فواشنطن لديها آمال كبيرة في إقناع دمشق بالانضمام إلى تحالفها ضد تنظيم داعش المسلح.
يتكون التحالف من 89 دولة من جميع أنحاء العالم، ويضم أكثر من 12 دولة عربية.
وسيكون انضمام سوريا إلى التحالف مؤشراً إضافياً على اندماجها الإقليمي في ظل الإدارة الجديدة بقيادة الشرع.
هل ستنضم سوريا؟
ذكرت وسائل الإعلام العربية أنه من المرجح أن تنضم سوريا إلى الحرب ضد داعش.
فمع وصول الشرع إلى واشنطن، أعلنت وزارة الداخلية السورية عن إطلاق "عملية أمنية واسعة النطاق"، حيث نفذت 61 غارة استهدفت خلايا داعش في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الوزارة إن العمليات نُفذت في حلب وإدلب وحماة وحمص ودمشق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، إن الشرع "يأمل" أن يوقع اتفاقاً "على أمل" أن تنضم سوريا إلى التحالف الدولي ضد داعش.
لماذا هذه الزيارة تاريخية للغاية؟
إنها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس سوري البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عن الحكم الاستعماري الفرنسي عام 1946.
وكان الشرع وترامب قد التقيا من قبل في المملكة العربية السعودية، حيث وصف الأخير الأول بأنه "رجل جذاب وقوي".
لكن هذه هي المرة الأولى التي سيزور فيها الشرع أو أي رئيس سوري آخر البيت الأبيض، مما يشير إلى دفء العلاقات بين البلدين بعد أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد.
شاهد ايضاً: إيران تهاجم قاعدة جوية أمريكية في قطر
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة الشرع لمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك في سبتمبر/أيلول، وهي المرة الأولى التي يزور فيها الولايات المتحدة.
وهو تطور غير متوقع، بالنظر إلى أن الشرع حارب القوات الأمريكية في العراق ثم أُسر وقضى ما بين عامي 2006 و 2011 في معسكرات الاعتقال الأمريكية.
كما يأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي تفيد فيه التقارير بأن الولايات المتحدة بصدد إنشاء وجود عسكري في قاعدة المزة الجوية في دمشق.
وتشير بعض التقارير إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم هذا الوجود للعمل على التوسط في اتفاق سلام بين إسرائيل وسوريا، على الرغم من أن المسؤولين السوريين نفوا ذلك.
من جانبه، تحدث باراك بانتظام عن حمل سوريا وإسرائيل على التوقيع على اتفاقية عدم اعتداء.
أخبار ذات صلة

ما أهمية خطوة المملكة المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، ولماذا الآن؟

"نحن ننتمي إلى هذه الأرض": السوريون يتنقلون بين الألغام لمواجهة حرائق الغابات

ماذا سيحدث لإمبراطورية الكبتاغون التي يملكها الأسد الآن؟
