باراك يعتذر عن وصف الصحفيين اللبنانيين بالوحشيين
أعرب الدبلوماسي الأمريكي توم باراك عن أسفه لوصفه الصحفيين اللبنانيين بـ"الوحشيين"، لكنه دعاهم للتصرف بـ"تحضر". تصريحاته أثارت غضبًا واسعًا، حيث اعتبرها البعض تعبيرًا عن نهج واشنطن المتعالي تجاه المنطقة. تفاصيل أكثر على خَبَرَيْن.

أعرب الدبلوماسي الأمريكي توم باراك عن أسفه لوصفه الصحفيين اللبنانيين بـ"الوحشيين"، وذلك بعد أيام من تصريحاته التي أثارت غضبًا عارمًا في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، كرر باراك، في مقابلة أجراها يوم الخميس مع الإعلامي ماريو نوفل على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوته للصحفيين اللبنانيين بأن يكونوا "متحضرين".
ومع ذلك، فقد أقرّ بأنه كان ينبغي أن يكون أكثر "تسامحاً" في تصريحاته للصحفيين الذين صرخوا بأسئلة بعد لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون في وقت سابق من هذا الأسبوع.
شاهد ايضاً: محامو طالب اللجوء الفنزويلي الذي تم ترحيله بشكل خاطئ يسعون لإجراءات ازدراء جنائي بعد تبادل السجناء
"كلمة "وحشي" لم أستخدمها بطريقة مهينة. أنا أقول فقط: هل يمكننا أن نهدأ؟ هل يمكننا أن نجد بعض التسامح والطيبة؟ دعونا نكون متحضرين." هذا ما قاله باراك، الذي يشغل منصب سفير لدى تركيا ومبعوث خاص لسوريا ولبنان.
وأضاف: "ولكن كان من غير المناسب القيام بذلك عندما تقوم وسائل الإعلام بعملها فقط."
وقد استغل باراك، وهو من أصل لبناني، ظهوره عبر البودكاست للحديث عن التصريحات التي أدلى بها يوم الثلاثاء، بعد خروجه من اجتماعه مع عون في القصر الرئاسي قرب بيروت.
وبينما كان يلتقي بالصحفيين في غرفة الإحاطة الإعلامية، قوبل بوابل من الأسئلة التي جعلته غاضبًا بشكل واضح.
وقال باراك: "أرجو أن تكونوا هادئين للحظة".
وتابع: "وأريد أن أخبركم شيئًا: في اللحظة التي يبدأ فيها هذا الأمر بالتحول إلى فوضى مثل، وحشية سنرحل. لذا، هل تريد أن تعرف ماذا يحدث؟ تصرفوا بتحضر، وتصرفوا بلطف، وتصرفوا بتسامح، لأن هذه هي المشكلة فيما يحدث في المنطقة".
شاهد ايضاً: ترامب يجد روحاً شبيهة في ميلوني الأوروبية
أثارت هذه التعليقات غضبًا واسع النطاق، حيث اعتبر بعض المنتقدين أن تصريحات باراك تلخص نهج واشنطن المتعالي تجاه المنطقة.
نزع سلاح حزب الله
ليس من غير المألوف أن يصرخ المراسلون بأسئلة على المسؤولين قبل أو بعد الاجتماعات الدبلوماسية. وتُعرف هذه الممارسة في الولايات المتحدة باسم "الرذاذ" الصحفي.
وقد زار باراك لبنان مرارًا وتكرارًا كجزء من الجهود المبذولة لتأمين اتفاق يقضي بنزع سلاح حزب الله مقابل وعود بانسحاب إسرائيل الكامل من البلاد وإنهاء هجماتها اليومية.
شاهد ايضاً: DOGE تحصل على وصول إلى معهد السلام الأمريكي بعد إعادة هيكلة مجلس الإدارة في عهد إدارة ترامب
وفي الشهر الماضي، أصدرت الحكومة اللبنانية قراراً بتكليف الجيش بوضع خطة لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام.
وقد ندد حزب الله بالقرار، قائلاً إن الحزب "سيتعامل مع القرار وكأنه غير موجود".
وقد واصلت إسرائيل التي تتلقى مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية هجماتها اليومية في جميع أنحاء لبنان، مما أدى إلى منع سكان جنوب لبنان من العودة إلى بلداتهم الحدودية التي طمس الكثير منها في القصف.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل خمس مناطق داخل الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها والتي يدعي لبنان أنها تابعة له.
وقد التزم حزب الله الذي تضرر من حرب العام الماضي التي أسفرت عن مقتل كبار قادته السياسيين والعسكريين إلى حد كبير باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 على الرغم من الانتهاكات الإسرائيلية.
لكنه رفض الدعوات لنزع سلاحه، بحجة أن سلاحه يحمي لبنان من أهداف إسرائيل التوسعية. واتهمت الجماعة الحكومة اللبنانية باتباع الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية.
كما يؤكد حزب الله أن الجيش اللبناني وحده غير قادر على الدفاع عن جنوب لبنان.
غير أن الحكومة اللبنانية قالت إن الدولة وحدها هي القادرة على حماية جميع مواطنيها، وأصرت على أن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة التي تملك السلاح في البلاد.
ويهدد هذا المأزق بحدوث مواجهات داخلية في لبنان الذي يعاني من أزمات أمنية واقتصادية منذ سنوات.
رد حزب الله
في وقت سابق من هذا الأسبوع، انتقد عضو كتلة حزب الله البرلمانية إبراهيم الموسوي تصريحات باراك للصحفيين، قائلاً إنها تمثل "حماقة وغطرسة" النهج الأمريكي تجاه لبنان.
وقال الموسوي: "إن هذا المبعوث يجسد، وبصدق مطلق، حقيقة الولايات المتحدة الأميركية وجوهر الفلسفة الهمجية العدوانية التي قامت عليها".
كما انتقد الحكومة اللبنانية لعدم اتخاذها موقفاً قوياً ضد باراك، بما في ذلك استدعاء السفير الأميركي في بيروت.
وكان باراك قد قطع بالفعل هذا الأسبوع زيارته إلى جنوب لبنان، حيث يتمتع حزب الله بدعم شعبي، وسط احتجاجات على تصريحاته.
ومع ذلك، لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها باراك الجدل في لبنان.
فقد أشار الشهر الماضي إلى أن لبنان قد يصبح جزءًا من سوريا الكبرى لتسليط الضوء على المخاطر التي تواجهها البلاد.
وقال: "يقول السوريون إن لبنان هو منتجعنا الشاطئي. لذا علينا أن نتحرك. وأنا أعلم مدى إحباط الشعب اللبناني. وهذا الأمر يحبطني."
كان هذا التأكيد تعليقاً نادراً من مسؤول غربي يشكك في جدوى لبنان كدولة.
وقال باراك في وقت لاحق إن سياسة الولايات المتحدة هي دعم سوريا ولبنان كجارين "متساويين وذوي سيادة".
وكتب في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي رداً على رد الفعل العنيف: "لقد أشادت تعليقاتي بالأمس بالخطوات المثيرة للإعجاب التي اتخذتها سوريا، وليس تهديداً للبنان".
أخبار ذات صلة

بوركينا فاسو ومالي والنيجر يتفقون على فترة سماح لسحب القوات من الإيكواس

المانحون الكبار يحققون نفوذًا كبيرًا في إدارة ترامب القادمة

الاحتجاز الجماعي وإعادة المهاجرين إلى المكسيك: تتضح ملامح خطط دونالد ترامب بشأن الهجرة
