خَبَرَيْن logo

أحلام غزة بين الواقع والدمار المستمر

في خضم الحرب، تُهدم الأحلام وتُفقد الطموحات. قصة محاسن الخطيب تبرز كيف أن القنابل لا تدمر فقط المباني، بل تحطم آمالاً ومشاعر. رغم الألم، نستمر في الحلم والمقاومة. اكتشفوا كيف تُحارب الحياة في غزة. خَبَرَيْن.

صورة فنية تعبر عن الألم والمعاناة تحت عنوان \"نحن نحترق\"، بجانب صورة شخصية للفنانة محاسن الخطيب، التي قُتلت في الحرب.
آخر رسم نشرته محاسن الخطيب (يمين) كان لشعبان الدلو وهو يحترق في ساحة مستشفى الأقصى [الجزيرة العربية]
شارك الخبر:
FacebookTwitterLinkedInEmail

الإبداع والفن كوسيلة للتعبير عن الألم

على مدى السنوات العشرين ونيف الماضية، كتبتُ سلسلة من القصائد. وقد احتفظت بها في مجلد، وكنت أحلم بنشرها مصحوبة برسوم توضيحية من شأنها أن تبعث الحياة في كل قصيدة. كنت بحاجة إلى شخص يساعدني في تحويل كلماتي إلى صور قوية.

اكتشاف الفنانة محاسن الخطيب

في إحدى أمسيات شهر أكتوبر، في وقت سابق من هذا العام، كنت أتصفح موقع إنستغرام عندما صادفت صورة جميلة للصحفي الفلسطيني وائل دحدوح وهو يحتضن ابنته.

كانت الصورة من أعمال محاسن الخطيب، أحد أكثر الفنانين غزارة في الإنتاج الفني. منشور واحد قادني إلى منشور آخر وسرعان ما وجدت نفسي منجذبة إلى أعماق فنها.

شاهد ايضاً: استشهاد خمسة صحفيين من غزة على يد إسرائيل يُستنكر عالمياً

حتى تلك اللحظة، لم أكن قد سمعت بها من قبل. ولكن كلما أمضيتُ وقتاً أطول على صفحتها، كلما شعرتُ بارتباط أكبر برسوماتها البسيطة والقوية والنابضة بالحياة. مثل معظم متابعيها، شعرتُ أن الفن الذي أنتجته محاسن يضرب على وتر حساس في أعماقي. تساءلت لاحقًا عما إذا كان الوقت قد حان لاسترداد ملفي القديم وإحياء الحلم الذي كاد أن يُنسى بنشر أعمالي. ربما كان بإمكان محاسن أن ترسمها لي؟

وسرعان ما دونت اسمها على هاتفي وقررت التواصل معها بمجرد انتهاء الحرب، متحمسًا لاحتمال التعاون معها.

مأساة فقدان الفنانة محاسن

بعد بضعة أيام فقط، في ليلة 18 أكتوبر، شنت إسرائيل غارة جوية وقتلت محاسن. وهي واحدة من عشرات الفنانين والمصممين وصانعي الأفلام الوثائقية الذين قتلتهم إسرائيل في الأشهر الـ 14 الماضية. كانت محاسن في الشمال، في جباليا، حيث لم يكن هناك وسائل إعلام أو وصول جاهز لمجموعات الإغاثة أو الغذاء والماء.

شاهد ايضاً: الهجمات الإسرائيلية تودي بحياة 82 شخصًا وسط خطط التهجير القسري ومحادثات الهدنة في غزة

كل وفاة هي مأساة بلا قياس. استشهدت محاسن مع جميع أفراد أسرتها؛ كما استشهد 20 شخصًا آخر في جباليا في نفس الليلة. لكن القنابل الإسرائيلية لم تقتل محاسن فقط؛ بل قتلت فنها وتطلعاتها وآمالها - إلى جانب كل ضحية استشهدت معها.

الإبادة الجماعية وتأثيرها على المجتمع الفلسطيني

وفقًا للإحصاءات الرسمية، فقد أكثر من 45,000 فلسطيني أرواحهم في الإبادة الجماعية المستمرة. ما لا يعكسه هذا الرقم هو الأثر المضاعف الذي يتركه كل موت واحد على الأحياء - على أولئك الذين أحبوا الضحية، الذين اعتمدوا عليها، الذين وجدوا الأمل في كيانها. إن التأمل في هذا الواقع يغرق العقل والقلب في تمزق مؤلم.

لم أكن أعرف محاسن، لكنني تأثرت كثيرًا بوفاتها. لا يسعني إلا أن أتخيل شعور أولئك الذين عرفوها.

الأحلام المفقودة في ظل الحرب

شاهد ايضاً: إسرائيل ترسل فريقًا للتفاوض إلى قطر لبحث هدنة غزة

كم عدد الأحلام الأخرى التي ستهلك في هذه الحرب؟ كم من الطموحات التي خُطّت على هوامش الدفاتر أو دُوّنت في المذكرات أو دُفنت في زاوية هادئة من العقل، ستتحول إلى لا شيء في لحظة؟ القنابل لا تحطم المباني ومخيمات اللاجئين فقط. إنها تطمس الأحلام أيضًا.

أحلام أطفال أصغر من أن يفهموها. أحلام التعليم في المدارس التي انتزعت أحشاءها بالكامل. أحلام الوظائف والمهن. أحلام السفر خارج الشوارع الضيقة في مخيمات اللاجئين التي دفنت تحت الدخان والركام. أحلام نجاح مشروع صغير انهار في غمضة عين. أحلام الحب والرفقة التي خنقتها الأعراس المؤجلة إلى أجل غير مسمى أو الملغاة إلى الأبد.

الحياة في غزة: تحديات وآمال

نحن ندرك بألم كل هذا الموت. تأتي الحياة في غزة على شكل شذرات، لحظات قصيرة نحاول استيعابها بالكامل. نحن لا نخطط لأننا لا نعرف إن كان هناك غد.

القوة في الاستمرار: الأحلام كفعل مقاومة

شاهد ايضاً: الحوثيون في اليمن يدرسون كيفية مساعدة حليفتهم إيران ضد إسرائيل

ومع ذلك، ما زلنا نحلم. نرسم ونكتب ونحب ونقاوم. كل ابتسامة نشاركها، وكل قصة نرويها، وكل قصيدة نكتبها، هي فعل تحدٍ، وإعلان بأن الحياة لا تزال تنبض في قلوبنا رغم الدمار.

أحلامنا ليست كبيرة أو خطيرة. لكنها بطريقة ما ترعب مضطهدينا. إنهم يخشون أحلامنا لأننا نسعى للحرية ونثابر رغم كل الصعاب. إنهم يخشون أحلامنا لأنها تتحدى الوضع الراهن. لكن الأحلام لا يمكن قمعها إلى الأبد، مهما أريقت من دماء.

التمسك بالأمل في الأوقات الصعبة

بينما أعيد الآن ملف القصائد إلى المكان الذي كنت أحتفظ به فيه، يدرك جزء مني ضرورة اغتنام كل لحظة قبل أن يسلب منا بصاروخ أو قذيفة أو رصاصة.

رؤية مستقبلية: غزة بعد الحرب

شاهد ايضاً: قوات الاحتلال الإسرائيلية تقتل العشرات في غزة وسط تحديات مفاوضات وقف إطلاق النار

ما زلتُ أحلم باليوم الذي ستتحول فيه غزة من ساحة معركة إلى وجهة للجمال، مدينة تقف شامخة بعد أن نجت من الفناء. ومعي، يواصل جميع الفلسطينيين الحلم بالتحرر، حتى عندما يبدو ذلك بعيدًا ومستحيلًا.

أخبار ذات صلة

Loading...
عائلة فلسطينية تتجمع في لحظة مؤثرة، حيث يحتضن الأب ابنه بينما تحيط بهم نساء وأشخاص آخرون، معبرة عن مشاعر الفقد والأمل في ظل الظروف الصعبة.

إسرائيل تحرم الأسرى الفلسطينيين من الطعام

في حكم تاريخي، أكدت المحكمة العليا الإسرائيلية أن الحكومة تتعمد حرمان الأسرى الفلسطينيين من الطعام الكافي، مما يهدد حياتهم اليومية. هذا القرار يسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في ظل الحرب على غزة. تابعونا لاكتشاف المزيد عن هذه القضية المثيرة للجدل.
الشرق الأوسط
Loading...
دورية من رجال الأمن المسلحين تسير في شارع ترابي في هايتي، في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة وارتفاع العنف.

الأمم المتحدة: الجهود لمعالجة الاضطرابات في هايتي تم تمويلها بأقل من 10 بالمئة

تواجه هايتي أزمة خانقة، حيث تظل جهود الأمم المتحدة لمعالجة العنف والخلل الاقتصادي غير كافية، إذ لم يتم تمويل خطة الاستجابة سوى بنسبة 9.2%. انضموا إلينا لاستكشاف تفاصيل هذه الأزمة.
الشرق الأوسط
Loading...
تجمع رجال يجلسون بجوار صورة للطفل وديع الفيومي، الذي قُتل في حادثة عنف بدافع الكراهية، في مكان مخصص لتكريمه.

مقتل رجل أمريكي أدين بجريمة كراهية ضد صبي فلسطيني-أمريكي في السجن

في ظل تصاعد الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة، تأتي وفاة جوزيف تشوبا، القاتل المدان في مقتل الطفل الفلسطيني-الأمريكي وديع الفيومي، لتسلط الضوء على جروح عميقة لا تزال تنزف. هل ستستمر هذه الدائرة المظلمة من العنف؟ تابعوا التفاصيل المؤلمة في هذه القصة التي لا تنتهي.
الشرق الأوسط
Loading...
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث في البرلمان، محاطًا بمساعدين، مع التركيز على التقدم في محادثات الأسرى.

نتنياهو: "تم إحراز بعض التقدم" في صفقة غزة أمام الكنيست

في خضم التصعيد المستمر في غزة، يبدو أن الأمل في اتفاق قريب لوقف إطلاق النار يلوح في الأفق. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار إلى تقدم ملحوظ في المفاوضات، مما يثير تساؤلات حول مصير الأسرى والمساعدات الإنسانية. هل ستنجح الجهود في إنهاء هذه الأزمة؟ تابعوا التفاصيل لتعرفوا المزيد عن مستقبل غزة.
الشرق الأوسط
الرئيسيةأخبارسياسةأعمالرياضةالعالمتكنولوجيااقتصادصحةتسلية