شي وبوتين يعززان العلاقات رغم التغيرات الدولية
أكد شي جين بينغ وبوتين على عمق العلاقات الصينية الروسية في مكالمة هاتفية، مشددين على أن تحالفهما لن يتأثر بالتغيرات الدولية. يأتي ذلك في ظل تقارب واشنطن مع موسكو، مما يثير تساؤلات حول مستقبل السياسة العالمية. تابعوا التفاصيل على خَبَرَيْن.

مكالمة شي جين بينغ وبوتين: تأكيد على العلاقات الصينية الروسية
قال الزعيم الصيني شي جين بينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين إن الصين وروسيا "لا يمكن أن تبتعدا" عن بعضهما البعض، وذلك في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ أن قلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السياسة الخارجية الأمريكية رأسًا على عقب بتوجهه الكاسح نحو موسكو في الوقت الذي يدفع فيه باتجاه السلام في أوكرانيا.
الرسالة الصينية في ظل التوترات الدولية
وتأتي هذه المكالمة، التي جرت في الوقت الذي أحيت فيه كييف الذكرى الثالثة للغزو الروسي الوحشي، كرسالة واضحة من بكين بأن علاقاتها مع شريكها الدبلوماسي الرئيسي لن تهتز بسبب تقارب واشنطن مع الكرملين.
التاريخ والواقع: صداقة دائمة بين الصين وروسيا
وقال شي لبوتين: "التاريخ والواقع يظهران أن الصين وروسيا جارتان جيدتان لا يمكن إبعادهما، وصديقتان حقيقيتان تتشاركان في السراء والضراء"، وفقًا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية شينخوا، مستدعيًا عبارة كان الزعيم الصيني قد استخدمها للاحتفال بالذكرى السبعين ذات الأهمية الرمزية لعلاقاتهما الدبلوماسية في عام 2019.
وأضاف: "إن استراتيجيات التنمية والسياسات الخارجية للصين وروسيا هي من أجل المدى الطويل"، مؤكداً أن علاقاتهما لن تتأثر "بأي طرف ثالث".
استقرار العلاقات في وجه التحديات الدولية
وقال الزعيم الصيني: "على الرغم من التغيرات في الوضع الدولي، فإن العلاقات الصينية الروسية ستمضي قدماً بكل سهولة".
تأثير السياسة الأمريكية على العلاقات الصينية الروسية
ووصف الكرملين في بيانه الختامي المكالمة بـ"الدافئة والودية"، لكنه لم يوضح مدى قوة العلاقات بينهما بنفس الدرجة التي وصفها بها بكين.
"أكد الزعيمان بشكل خاص على أن العلاقة في السياسة الخارجية الروسية الصينية هي أهم عامل استقرار في الشؤون العالمية. وهي استراتيجية بطبيعتها، ولا تخضع لتأثيرات خارجية، وليست موجهة ضد أحد".
التحولات في موقف موسكو على الساحة الدولية
وتأتي هذه المكالمة المنتظرة بين الشريكين المقربين في الوقت الذي شهد فيه موقف موسكو على الساحة الدولية تحولًا كبيرًا في الأسابيع الأخيرة، حيث سعى ترامب إلى ضم بوتين إلى جانبه في مسعاه لإنهاء القتال في أوكرانيا في تحول كبير في السياسة الأمريكية.
فقد التقى مسؤولون كبار في إدارة ترامب بنظرائهم الروس في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي بعد أن أشاروا إلى أنهم قد يتنازلون عن بعض مطالب موسكو الرئيسية، مما أثار مخاوف من أن السلام سيتم التوسط فيه على رؤوس كييف وشركائها الأوروبيين. كما ردد ترامب أيضًا خطاب الكرملين حول الحرب وأطلق وابلًا من الانتقادات ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
جهود حل النزاع الأوكراني: دور الصين
شاهد ايضاً: ترامب أطلق أحدث جولة من الرسوم الجمركية على الصين. هل بكين مستعدة لتحويلها إلى حرب تجارية؟
وقد أطلع بوتين شي على آخر الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة خلال مكالمتهما، وفقًا لما جاء في قراءات الجانبين.
وقال شي إن "الصين مسرورة لرؤية روسيا والأطراف الأخرى المعنية تبذل جهودًا إيجابية لحل الأزمة"، وفقًا لما ذكرته وكالة شينخوا.
وجاء في البيان الصادر عن الكرملين أن "الجانب الصيني أعرب عن دعمه للحوار الذي بدأ بين روسيا والولايات المتحدة، وكذلك الاستعداد للمساعدة في إيجاد سبل لحل النزاع الأوكراني سلمياً".
الصين: دعم دبلوماسي واقتصادي لروسيا
شاهد ايضاً: الصين تنفذ حكم الإعدام بحق رجل صدم حشوداً بسيارته في أكثر الهجمات دموية خلال عقد من الزمن
وأشار البيان الصادر عن بكين إلى أن الاتصال كان بمبادرة من بوتين.
الشراكة الاستراتيجية بين شي وبوتين
على الرغم من إعلانها الحياد في النزاع، برزت الصين كداعم دبلوماسي واقتصادي رئيسي لروسيا منذ غزوها، حيث يتهم حلف شمال الأطلسي بكين بتزويد القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية بالسلع ذات الاستخدام المزدوج. وتدافع الصين عن تجارتها "الطبيعية".
ولطالما اعتبر كل من شي وبوتين - الذي أعلن قبل أسابيع من الغزو شراكة "لا حدود لها" - أن الآخر شريك رئيسي في صراع القوة المشتركة مع الغرب.
التحديات الأمريكية: هل تنجح واشنطن في دق إسفين؟
شاهد ايضاً: يتوجه الشباب الصينيون إلى "الحانات الأكاديمية" كمساحة للتعبير الحر في ظل تضاؤل المساحات المتاحة لذلك
لكن الجهود الأمريكية الأخيرة أثارت تساؤلات حول ما إذا كان بإمكان واشنطن دق إسفين بين الرجلين القويين.
وفي أعقاب اجتماع لكبار المسؤولين الأمريكيين والروس في الرياض الأسبوع الماضي، أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إمكانية "التعاون الجيوسياسي والاقتصادي" المستقبلي بين واشنطن وموسكو من بين أربع نقاط رئيسية تمت مناقشتها.
وقبل ذلك بأيام، قال مبعوث إدارة ترامب إلى روسيا وأوكرانيا كيث كيلوغ في حلقة نقاش في ميونيخ إن الولايات المتحدة تأمل "إجبار" بوتين على اتخاذ إجراءات "لا يرتاح لها"، والتي قد تشمل تعطيل تحالفات روسيا مع إيران وكوريا الشمالية والصين.
وقد أعطى المسؤولون الصينيون إشارات أولية إلى أنهم يشاطرون المخاوف بشأن الدبلوماسية الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا التي تجري فوق رؤوس قادة بكين والقادة الأوروبيين.
دعوات للسلام: موقف الصين من المفاوضات
وفي كلمة ألقاها وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مؤتمر أمني في ميونيخ عقب مكالمة ترامب-بوتين في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن دعمه للجهود الأمريكية الروسية نحو السلام، لكنه أضاف أنه يجب إشراك "جميع الأطراف وجميع أصحاب المصلحة" في محادثات السلام.
غير أن هذه اللغة حول المشاركة كانت غائبة عن تصريحات الدبلوماسي الصيني في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ يوم الخميس، حيث عقد وانغ اجتماعًا على هامش الاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأشاد الاثنان بالتعاون المتنامي بين بلديهما.
تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا
شاهد ايضاً: الولايات المتحدة تفرض أول عقوبات على شركات صينية لتصنيعها أسلحة لصالح الحرب الروسية في أوكرانيا
وقال وانغ لنظرائه في مجموعة العشرين في الاجتماع إن الصين "تدعم جميع الجهود المكرسة للسلام، بما في ذلك التوافق الأخير الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا". وأضاف أن "نافذة للسلام تُفتح" بشأن الحرب.
الآثار الإنسانية والاقتصادية للحرب
وكانت روسيا قد بدأت غزوها الشامل لأوكرانيا منذ ثلاث سنوات في هجوم أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 10 ملايين شخص. كما أدى الغزو إلى تدمير مدن أوكرانية وأثار مزاعم بارتكاب جرائم حرب من قبل قوات موسكو، التي تتحصن في أجزاء من شرق وجنوب أوكرانيا.
أخبار ذات صلة

الصين تشدد القيود على ما يمكن مشاركته عبر الإنترنت حول جيشها

شنغهاي تتعرض لأقوى عاصفة تضرب المدينة منذ سبعين عاماً وفقاً لما أعلنته الصين

شظايا صاروخ صيني مشتبه به يُرى وهو يسقط فوق قرية بعد الإطلاق.
