سقوط الأسد وحرية دمشق بعد 50 عاماً من الحكم
استولت قوات المعارضة على دمشق، منهيةً حكم الأسد الذي دام 50 عاماً. مع اقترابهم من العاصمة، شهدت المدينة احتفالات واسعة بعد تحريرها، بينما أهالي صيدنايا يستعيدون حريتهم. تعرف على تفاصيل هذا التحول التاريخي في خَبَرَيْن.
كيف سقط نظام الأسد: لحظات رئيسية في انهيار "الطاغية" السوري
استولت قوات المعارضة على دمشق في وقت مبكر من يوم الأحد، منهيةً بذلك حكم عائلة الأسد الذي دام 50 عاماً في هجوم مفاجئ وصل إلى العاصمة في غضون 12 يوماً فقط.
بدأ الهجوم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما شنت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومًا من قاعدتها في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا ثم توجهت جنوبًا للإطاحة ببشار الأسد.
إليكم كيف تكشفت مجريات القتال في اليومين الأخيرين.
7 ديسمبر: الاقتراب من العاصمة
درعا تستيقظ: يوم السبت، استولت قوات المعارضة على معظم منطقة درعا في جنوب سوريا - مهد انتفاضة 2011.
ووفقاً للمحلل السياسي والناشط نور عادة، فقد انضم الناس إلى القتال وانضموا إلى المقاتلين في الشمال.
السويداء تحذو: تم تحرير السويداء من قوات النظام وأصبحت تحت سيطرة الفصائل الدرزية بحلول صباح السبت.
الاقتراب من دمشق: اتجهت المجموعات الجنوبية شمالاً بينما اقترب المقاتلون الشماليون الغربيون من حمص، المدينة التالية على الطريق السريع المؤدي إلى دمشق.
وكان النظام يشعر بالضيق وهو يراقب مقاتلي المعارضة وهم يقتربون من جميع الجهات.
كانت قواته في حالة انهيار تنظيمي، بحسب وكالة "سند"، وهي وكالة التحقيقات الرقمية التابعة لقناة الجزيرة، حيث ظهرت صور لجنود تخلوا عن أسلحتهم وبزاتهم العسكرية بينما فرّ العديد منهم سيراً على الأقدام من مواقعهم العسكرية.
انتفض الشعب: أدى هذا الانهيار في الروح المعنوية إلى اندلاع مظاهرات واسعة النطاق في المناطق الريفية المحيطة بدمشق، حيث مزق المحتجون صور الأسد وهاجموا المواقع العسكرية.
8 ديسمبر: الساعات الأخيرة
تحرير حمص: بعد أن يئس النظام من إيقاف المعارضة، قام النظام بقصف جسر الرستن، لكن قوات المعارضة سيطرت على حمص رغم ذلك، في الساعات الأولى من يوم الأحد.
وبذلك يكونون قد عزلوا الأسد عن معاقله الساحلية، حيث توجد قاعدتان عسكريتان روسيتان.
وقال الأستاذ في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس للجزيرة إن السيطرة على حمص كانت "ناقوس موت لما تبقى من إمكانية أن يعزز الجيش السوري قوته ويثبت أقدامه".
في الطريق إلى دمشق: مع تضييق جماعات المعارضة المسلحة الخناق على دمشق من جميع الاتجاهات، غرقت المدينة في الفوضى.
وقد نشرت غرفة العمليات العسكرية فرقة "الهلال الأحمر" المدربة خصيصًا على شن هجمات في المدن، في حين طُلب من العديد من القوات الحكومية الانسحاب إلى مطار دمشق الدولي والمراكز الأمنية في وسط دمشق، ولكن دون جدوى.
أولاً، المزة: قال مقاتلو المعارضة إنهم سيطروا على قاعدة المزة الجوية في دمشق، وهو انتصار استراتيجي ورمزي لأن الحكومة كانت تستخدم القاعدة لشن هجمات صاروخية وغارات جوية على الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة طوال فترة الحرب.
ثم، ساحة الأمويين: في غضون ساعتين، ظهرت لقطات جديدة من ساحة الأمويين في قلب دمشق، تظهر احتفال المواطنين بدخول قوات المعارضة إلى العاصمة دون معارضة، مع إطلاق نار احتفالي وهتافات تشير إلى سقوط الأسد.
"سوريا حرة" بحلول الساعة السادسة صباح يوم 8 ديسمبر، أعلن المقاتلون تحرير دمشق، مؤكدين أن بشار الأسد قد فرّ من البلاد.
وسرعان ما قام الناس بتفكيك رموز الحكم القاسي لعائلة الأسد.
عزا ديفيد دي روش، الأستاذ المشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، نجاح الهجوم إلى "انعدام الروح المعنوية والقيادة" في الجيش السوري "المحبط، ضعيف القيادة، سيئ القيادة، سيئ التجهيز، الفاسد تماماً".
خروج السجناء من صيدنايا: بعد فترة وجيزة من قيام مقاتلي المعارضة بتحرير آلاف الأشخاص الذين كانوا مسجونين منذ بدء الانتفاضة السورية في عام 2011 أو قبل ذلك.
تأسس سجن صيدنايا في أوائل الثمانينيات شمال دمشق، وهو المكان الذي احتجزت فيه عائلة الأسد المعارضين لعقود من الزمن. وقد وصفته منظمات حقوق الإنسان بأنه "مسلخ بشري".