انفجار مميت يستهدف حافلة حكومية في سوريا
استشهد أربعة أشخاص وأصيب تسعة آخرون في انفجار استهدف حافلة حكومية شرق سوريا. الحادث هو الأكثر دموية منذ سقوط الأسد، ويعكس التوترات المتصاعدة بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية. تفاصيل مثيرة في خَبَرَيْن.

استشهد أربعة أشخاص على الأقل وأصيب تسعة آخرون بجروح إثر انفجار استهدف حافلة تابعة للحكومة في شرق سوريا، وفقًا لمصادر.
وذكرت مصادر في منشور على موقع X يوم الخميس أن العبوة الناسفة انفجرت أثناء مرور الحافلة التابعة لوزارة الطاقة السورية على الطريق السريع الذي يربط دير الزور بالميادين.
وكان الشهداء الأربعة جميعهم من عناصر الأمن في منشأة نفطية في دير الزور، معقل النفط في البلاد وسابع أكبر مدنها، والتي كانت مسرحًا لمعارك عنيفة ضد تنظيم داعش خلال الحرب الأهلية المدمرة في البلاد.
وأضافت مصادر أن عمال المنشأة النفطية وكذلك المدنيين كانوا من بين المصابين في الهجوم، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأظهر مقطع فيديو عددًا من أفراد الأمن وهم يتفقدون حافلة متضررة على جانب الطريق.
ووفقًا للمصادر، فإن أفراد الأمن كانوا جزءًا من فرقة من الجيش تقوم بتأمين حقل التيم النفطي. وأفادت التقارير أنهم كانوا عائدين إلى منازلهم بعد انتهاء نوبتهم في المنشأة النفطية عندما وقع الانفجار.
ويقال إن هذا الحادث هو أكثر الانفجارات دموية في المحافظة الشرقية، التي تنتج أيضاً معظم القمح السوري، منذ سقوط الديكتاتور بشار الأسد الذي حكم البلاد لفترة طويلة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي مايو/أيار الماضي، أسفر انفجار عن استشهاد ثلاثة أشخاص على الأقل استهدف مركزاً للشرطة في الميادين، وذلك بعد يوم من إعلان السلطات السورية أن قوات الأمن قتلت ثلاثة من مقاتلي تنظيم داعش واعتقلت أربعة آخرين في حلب.
وفي شهر يونيو، اتهمت السلطات أيضاً تنظيم داعش بالوقوف وراء هجوم انتحاري مميت في كنيسة في دمشق أودى بحياة 25 شخصاً، رغم أن التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم.
وخلال الحرب الأهلية في سوريا، التي اندلعت في عام 2011، نفذ داعش هجمات مماثلة على حافلات استهدفت قوات الأسد.
إلا أنه منذ تولي الحكومة المؤقتة للرئيس أحمد الشرع السلطة بعد هجوم خاطف للمعارضة، أصبحت الهجمات على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة نادرة.
يقع موقع الهجوم المميت الأخير أيضًا بالقرب من منطقة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الكردية المدعومة من الولايات المتحدة شرق الفرات، حيث تصاعدت المناوشات والتوترات بين القوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية في الأسابيع الأخيرة.
تقع المنطقة على طول الحدود مع العراق ويقسمها نهر الفرات بين المناطق التي تسيطر عليها الدولة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على حقول النفط السورية شرق النهر.
وفي أغسطس/آب، اتهمت وزارة الدفاع السورية قوات سوريا الديمقراطية بشن هجوم صاروخي على موقع عسكري في شمال سوريا، مما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد الجيش وثلاثة مدنيين.
مخاوف داخلية وخارجية على الشرع
قام الرئيس السوري بمهمة مضنية لمحاولة توحيد البلاد التي دمرتها الحرب، محققاً نجاحات كبيرة في إنهاء عزلة سوريا الدولية، وتوجها بزيارة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وهي الأولى لسوري منذ ستة عقود، حيث دعا إلى إنهاء جميع العقوبات المفروضة على بلاده.
كما تجتذب دمشق أيضاً استثمارات اقتصادية كبيرة من دول الخليج العربية، وهي شريان حياة اقتصادي مهم.
وهز القتال في محافظة السويداء الجنوبية في يوليو تموز الحكومة الوليدة مما دفعها إلى نشر قواتها هناك لتنظيم الاضطرابات بين القبائل البدوية والميليشيات الدرزية.
كما أن هناك أيضاً مشاكل أمنية تتعلق بالتدخل الخارجي، حيث هاجمت إسرائيل مواقع سورية خلال ذلك القتال بحجة حماية الدروز. لكن إسرائيل نفذت عدة عمليات قصف وتوغلات داخل سوريا قبل ذلك وبعده.
وتنطوي رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لـ"إسرائيل الكبرى"، التي أدانتها الدول العربية والإسلامية، على مخططات للهيمنة على الأراضي السورية، من بين أمور أخرى.
وذكرت مصادر يوم الجمعة أن القوات الإسرائيلية قامت بعمليات توغل وغارات في الصمدانية الشرقية وعفانية في ريف القنيطرة.
ووفقًا للمصادر، فإن العملية الإسرائيلية تألفت من ثماني آليات عسكرية وجرافة ثقيلة ودبابتين تقدمت من قرب تل كروم جبا باتجاه شرق الصمدانية، قبل أن تنسحب بعد ساعات باتجاه مدينة القنيطرة المدمرة في جنوب غرب سوريا في هضبة الجولان المحتلة.
أخبار ذات صلة

عقوبات المستوطنين هي مسرحية. جريمة عودة هذالين تكشف التستر

تجاوز عدد الشهداء في حرب إسرائيل على غزة 60,000

الهجمات الإسرائيلية تودي بحياة العشرات في غزة، بينهم 15 شخصاً كانوا يحرسون شاحنات المساعدات
