اشتباكات عنيفة في سوريا تثير مخاوف جديدة
في أسوأ اندلاع للعنف منذ تولي الحكومة الانتقالية، قُتل أو جُرح العشرات في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الأسد. التوترات الطائفية تتصاعد في اللاذقية وطرطوس، مما يهدد استقرار النظام الجديد في سوريا. تفاصيل مثيرة هنا. خَبَرَيْن

سوريا تشهد أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بالأسد مع مقتل العشرات في اشتباكات بين الجيش وموالي النظام السابق
في أسوأ اندلاع للاضطرابات منذ تولي الحكومة الانتقالية في سوريا السلطة، قُتل أو جُرح العشرات من الأشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس السابق المخلوع بشار الأسد هذا الأسبوع.
واندلعت الاشتباكات يوم الخميس في منطقتي اللاذقية وطرطوس على ساحل البحر المتوسط، وهي مناطق كان التأييد للأسد قوياً بين العلويين السوريين وشهدت اندلاع أعمال عنف طائفية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وحكمت عائلة الأسد، التي تنتمي إلى الأقلية العلوية، سوريا لأكثر من نصف قرن إلى أن أطيح بالأسد أواخر العام الماضي على يد متشددين إسلاميين سنة سعوا إلى إعادة تشكيل النظام السياسي والطائفي في البلاد.
شاهد ايضاً: والدة الناشطة المصريّة البريطانية المسجونة تحتفل بمرور 100 يوم على إضرابها عن الطعام، حسبما أفادت العائلة
كان العلويون في سوريا - حوالي 10% من السكان - من أبرز رموز نظام الأسد، وفي حين أن العديد من العلويين سلموا أسلحتهم منذ ديسمبر الماضي، إلا أن كثيرين غيرهم لم يسلموا أسلحتهم.
وتسلط الموجة الأخيرة من العنف الضوء على التحديات التي يواجهها النظام السوري الجديد في استرضاء الجماعات المحرومة من حقوقها، خاصة تلك التي لا تزال مدججة بالسلاح.
وقالت وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة "إننا نقف على عتبة مرحلة حرجة تتطلب وعياً وانضباطاً".
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إنه بعد مقتل عدد من عناصر الشرطة والأمن، "تحركت حشود كبيرة غير منظمة باتجاه الساحل".
وقال أنس خطاب، رئيس المخابرات السورية، إن "قادة عسكريين وأمنيين سابقين محسوبين على النظام البائد كانوا وراء التخطيط والتنفيذ لهذه الجرائم".
وقال إن "العملية الغادرة" أودت بحياة "العشرات من خيرة رجالنا في الجيش والأمن والشرطة".
وأضاف خطاب: "إلى الذين لم يستجيبوا لتحذيراتنا السابقة: لقد خدعتكم أيادٍ خبيثة لتقوموا بما تقومون به اليوم"، ملقياً اللوم على أفراد خارج سوريا.
ويبدو أن مقاطع الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم الخميس تُظهر خسائر كبيرة في صفوف قوات الأمن السورية والشبان الذين يرتدون ملابس مدنية.

أظهر أحد الفيديوهات عدة رجال ممددين على الأرض بجانب سيارة شرطة. وأظهر مقطع فيديو آخر تم تحديد موقعه الجغرافي من قبل شبكة سي إن إن نساءً يندبن بين جثث ما لا يقل عن عشرين رجلًا بملابس مدنية يبدو أنهم قتلوا بالرصاص في قرية بالقرب من بلدة الجندرية. وأظهر مقطع فيديو آخر قوات الأمن وهي تطلق النار بشكل مكثف ليلاً باتجاه مصدر نيران قادمة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، الجمعة، إن "كبار مجرمي الحرب" "منتشرون في الجبال ولا ملجأ لهم إلا المحاكم، حيث ستواجهون العدالة".
وأضاف متوجهاً إلى أنصار الأسد الآخرين: "لا تصبحوا وقوداً لحرب خاسرة... الخيار واضح: سلموا أسلحتكم أو واجهوا مصيركم المحتوم".
كما أظهرت لقطات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة تعزيزات عسكرية كبيرة تتدفق على المنطقة. وقد تم فرض حظر التجول على مدينة طرطوس حتى يوم السبت.
وتشير مقاطع الفيديو إلى أن قوات الأمن وصلت إلى مدينة جبلة الساحلية، بالقرب من القاعدة الجوية الروسية في حميميم، وأظهرت اشتباكات وأعمدة من الدخان تتصاعد من قرب القاعدة.
كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى دخول القوات الحكومية إلى القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، وسط انفجارات وأعمدة من الدخان. وأظهر أحد الفيديوهات التي تم تحديد موقعها الجغرافي على الساحل بالقرب من جبلة قنابل بدائية الصنع يتم إسقاطها من مروحية عسكرية.
وأصدرت وزارة الداخلية السورية بياناً يوم الجمعة حثت فيه "جميع المدنيين على الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية".

وقالت إنه تم إصدار أوامر لجميع الوحدات العسكرية والأمنية "بالالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين المعمول بها لحماية المدنيين".
وقالت وزارة الصحة السورية إن ستة مستشفيات في مناطق ريف اللاذقية وطرطوس تعرضت لهجوم ليلة الخميس من قبل عناصر موالية للأسد، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.
شاهد ايضاً: هل تعتبر معركة حلب جزءًا من الحرب في سوريا؟
وقال عبد الرحمن طالب، وهو ناشط وصحفي مقيم في اللاذقية، إنه تعرض لهجوم من قبل موالين للأسد يوم الخميس أثناء تغطيته للاشتباكات مع قوات الأمن السورية.
"حوصرنا لمدة 12 ساعة تقريبًا في أحد أحياء اللاذقية، وانتشرت فلول المسلحين حولنا. لم أكن أتوقع أننا سنخرج أحياء".
وأضاف أنه كان يحتمي بعلويين آخرين في المنطقة "إلى أن وصلت التعزيزات الأولى وأجلونا".
أثارت أعمال العنف مظاهرات مؤيدة ومعارضة للحكومة في عدة مدن سورية.
وأدانت المملكة العربية السعودية، وهي داعم قوي للحكومة الجديدة، ما وصفته بـ"الجرائم التي ترتكبها الجماعات الخارجة عن القانون" في سوريا.
أخبار ذات صلة

تشير الفيديوهات إلى تورط نظام الأسد في تجارة المخدرات على نطاق واسع

قوات المعارضة تسيطر على درعا في سوريا، واجتماع مسار أستانا سيعقد قريباً
