تعديلات دستورية تثير جدلاً في باكستان
وافقت الحكومة الباكستانية على تعديلات دستورية جديدة تمنح المشرعين صلاحيات أكبر في تعيين القاضي الأعلى، مما يثير مخاوف من تهميش القضاء. هل ستؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من التوترات بين الحكومة والمحكمة؟ اكتشف المزيد على خَبَرَيْن.

التعديلات الدستورية في باكستان: منح البرلمان صلاحيات جديدة
وافقت الحكومة الباكستانية على تعديلات دستورية جديدة لمنح المشرعين مزيدًا من الصلاحيات في تعيين القاضي الأعلى وهي خطوة يُنظر إليها على أنها تهميش للمحاكم التي يُزعم أنها تفضل رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان.
تفاصيل مشروع قانون التعديل الدستوري السادس والعشرين
وقد تم تمرير مشروع قانون التعديل الدستوري السادس والعشرين في وقت مبكر من يوم الاثنين فيما يمثل تتويجًا لأشهر من المفاوضات التي أعقبتها جلسة ليلية استمرت لساعات في الجمعية الوطنية، كما يُعرف مجلس النواب في البلاد.
اختيار رئيس المحكمة العليا: آلية جديدة
وينص التعديل على أن رئيس المحكمة العليا سيتم اختياره الآن من قبل لجنة برلمانية وستكون مدة ولايته محددة بثلاث سنوات.
التوترات بين الحكومة والمحكمة العليا
ومنذ أن شابت الانتخابات العامة التي جرت في فبراير من هذا العام مزاعم بالتزوير، توترت العلاقات بين الحكومة والمحكمة العليا حيث دعمت أحكام قضائية متعددة خان وحزبه حزب حركة الإنصاف الباكستانية.
التعديلات قبل تقاعد القاضي فائز عيسى
وجاء التعديل قبل أيام فقط من موعد تقاعد رئيس المحكمة العليا قاضي فائز عيسى. وبموجب القانون السابق، كان سيحل محل عيسى القاضي منصور علي شاه، الذي أصدر باستمرار أحكامًا تعتبر مؤيدة لخان وحزب PTI، وهو القاضي الأقدم الذي يليه في السن، والذي كان سيحل محله منصور علي شاه.
إنشاء مجموعة جديدة من القضاة للنظر في القضايا الدستورية
كما سيتم إنشاء مجموعة جديدة من كبار القضاة للنظر حصريًا في القضايا الدستورية وهي قضية كانت في صميم الخلافات الأخيرة بين الحكومة وحزب PTI في المحكمة العليا.
ردود الفعل على التعديلات: قادة حزب PTI
شاهد ايضاً: الأمير الياباني البالغ من العمر 18 عامًا، الثاني في ترتيب العرش، يعقد مؤتمره الصحفي الأول
ومع تمرير مشروع القانون في جلسة ما قبل الفجر، قال رئيس الوزراء شهباز شريف إنه "يوم تاريخي يؤكد سيادة البرلمان".
"إن التعديل اليوم، السادس والعشرين، ليس مجرد تعديل، بل هو مثال على التضامن والتوافق الوطني. وستشرق شمس جديدة تنبثق في جميع أنحاء البلاد".
وقد حصل حزب الرابطة الإسلامية-نواز الذي يتزعمه على أغلبية الثلثين لصالح مشروع القانون بدعم من منافسه القديم الذي تحول إلى شريك، حزب الشعب الباكستاني. كما صوت بعض نواب حزب PTI المتمردين لصالح الإصلاح.
انتقادات حزب PTI للتعديلات الجديدة
لكن قادة حزب PTI، أكبر كتلة في البرلمان، ردوا على التعديلات.
"هذه التعديلات أقرب إلى خنق القضاء الحر. فهي لا تمثل الشعب الباكستاني"، قال عمر أيوب خان، زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية. وأضاف: "لا يمكن لحكومة تشكلت من خلال التزوير أن تعدل الدستور".
تحليلات حول تأثير التعديلات على القضاء
وقال المحلل بلال جيلاني، الذي يرأس وكالة استطلاعات الرأي الرائدة في باكستان، إن التعديلات تنطوي على بعض "المكاسب" بما في ذلك تحقيق التوازن في نشاط القضاء. وأضاف: "هناك جانب أكثر شراً من هذا التعديل يخلق قضاءً أكثر مرونة مع مخاوف الحكومة".
توقعات الصحف حول المواجهة بين الحكومة والقضاء
شاهد ايضاً: تايلاند تقطع الكهرباء عن المناطق الحدودية مع ميانمار التي تضم مجمعات احتيال مع تصاعد الضغوط الصينية
يوم الاثنين، توقعت صحيفة "داون" القطرية أن يزيد القانون من حدة المواجهة بين سلطات الدولة. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "بالنظر إلى الخلافات والانقسامات التي طال أمدها فإن التغييرات التي يتم إجراؤها قد تؤدي إلى مواجهة جديدة بين الأخوة القانونيين والحكومة".
الأحكام السابقة للمحكمة العليا وتأثيرها على حزب PTI
في يوليو الماضي، قضت المحكمة العليا الباكستانية بأنه ما كان ينبغي على لجنة الانتخابات الباكستانية أن تهمش حزب خان في الحملة الانتخابية من خلال إجبار نوابه على الترشح كمستقلين بسبب مخالفة فنية. كما منحت المحكمة حزب PTI عددًا من المقاعد غير المنتخبة للنساء والأقليات الدينية لحزب PTI، وهو ما يمنح حزب خان أكبر عدد من النواب في البرلمان.
كما تراجعت محاكم أخرى عن أحكام الإدانة أو الأحكام الشخصية الصادرة بحق خان. وفي وقت سابق من هذا العام، اتهم ستة قضاة في المحكمة العليا الباكستانية وكالة الاستخبارات الباكستانية بترهيبهم وإكراههم على قضايا "ذات طابع سياسي".
شعبية عمران خان وتحدياته للمؤسسة الحاكمة
لا يزال خان يتمتع بشعبية كبيرة ويواصل تحدي المؤسسة الحاكمة باحتجاجات متكررة، على الرغم من أنه يقبع في السجن بتهم يقول إن دوافعها سياسية. وقد تم عزله من السلطة في تصويت بحجب الثقة في عام 2022 بعد أن قال محللون إنه لم يعد يحظى بتأييد الجنرالات.
وشن حملة تحدٍ ضد الجيش وهو خط أحمر رئيسي في بلد شهد عقوداً من حكم الجيش والتي قوبلت بحملة قمع شديدة ضد قيادته وأنصاره.
أخبار ذات صلة

زعيم كوريا الشمالية كيم يتفقد المنشأة النووية ويدعو لتعزيز الترسانة

اكتشاف: يقول واحد من كل عشرة شباب في اليابان إنه تعرض للتحرش في الأماكن العامة
