نحن صنعنا التاريخ معًا: لويس هاميلتون يتحدث عن كتابة واحدة من أعظم فصول الفورمولا 1 مع مرسيدس

على مدار 12 موسماً، سطر لويس هاميلتون ومرسيدس واحدة من أكثر القصص الأسطورية في تاريخ الفورمولا واحد.

على الحلبة، أعادوا كتابة الأرقام القياسية في السجلات بسبعة ألقاب متتالية في الصانعين وستة ألقاب للسائقين في فترة هيمنة غير مسبوقة بين عامي 2014 و2020.

وبعيداً عن الحلبة، أصبح هاميلتون - بطل العالم الأول والوحيد في هذه الرياضة الذي يحمل لقب بطل العالم الأسود - ضميرها الحي الذي يقف ضد الظلم ويدعو إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة قضايا التنوع والتمثيل والإدماج في رياضة السيارات من خلال مؤسسته الخيرية "Mission 44".

ولكن كما هو الحال مع كل قصة، تأتي النهاية.

بالنسبة لهذه الشراكة الشهيرة، سيأتي ذلك الوقت في أبو ظبي في 8 ديسمبر/كانون الأول حيث سيغادر الثنائي في طريقهما المنفصل.

سيبدأ هاميلتون فصلاً مثيراً للاهتمام مع فيراري، بينما سيبدأ فريق مرسيدس حقبة جديدة بقيادة جورج راسل.

"لقد فعلنا الكثير معاً. قاتلنا عاماً بعد عام. لقد مررنا بالكثير من النجاحات والانخفاضات معاً"، هذا ما قاله هاميلتون لشبكة سي إن إن سبورت في مقابلة حصرية في قطر قبل سباق الجائزة الكبرى هناك في نهاية هذا الأسبوع، وهو السباق قبل الأخير في مسيرته مع مرسيدس.

وأضاف: "(نحن) أنجح شراكة في التاريخ، وهو أمر لم نكن نعلم أنه سيكون كذلك بالضرورة عندما بدأنا.

"لقد صنعنا التاريخ معاً. أنا لا أنظر إلى ما كنت أتمنى لو أننا فعلنا أكثر من ذلك لأنه لم يكن بإمكاننا فعل المزيد حرفياً وقد أنشأنا روابط وصداقات رائعة."

التوقع مقابل الواقع

بعد هيمنة مرسيدس على الرياضة خلال حقبة التوربو الهجين، أدى فشل مرسيدس في التكيف مع اللوائح الفنية الجديدة منذ موسم 2022 إلى تراجع الفريق في الترتيب خلف ريد بول وفيراري.

كانت حملة العام الماضي مؤلمة على وجه الخصوص، حيث لم يحقق الفريق أي فوز في الموسم الماضي للمرة الأولى منذ عام 2011.

حقق ماكس فيرشتابن أربعة ألقاب متتالية للسائقين، وتأكد ذلك بإحرازه المركز الخامس في سباق الأسبوع الماضي في لاس فيغاس، بينما فاز فريق ريد بُل الذي يقوده الهولندي بلقبَي الصانعين السابقين.

كانت الآمال كبيرة قبل انطلاق هذا الموسم بأن يتمكن هاميلتون ومرسيدس من تعويض بعض الفارق في الترتيب العام والمنافسة على اللقب، ولكن كما هو الحال في المواسم السابقة، فقد أثبت أن النتائج كانت متفاوتة.

يقول: "لقد مررنا بعامين صعبين، وهذا العام. كنا نأمل أن نمتلك سيارة يمكننا المنافسة على بطولة العالم".

وأضاف: "في نهاية المطاف، وصلنا إلى الاختبار الأول (و) أدركنا أن لدينا مجموعة من المشاكل ولم نكن نقاتل من أجل بطولة العالم، لذا كان ذلك صعباً على الجميع بالتأكيد.

"لقد كان الأمر شاقاً طوال العام لمجرد محاولة مواصلة تطوير السيارة ومحاولة اللحاق بالركب. لذا فإن تحقيقنا للفوز في النمسا، سيلفرستون، وسبا ولاس فيغاس - هذه الأمور حيوية جداً لصحة الفريق."

شكّل فوز فريق سيلفر اوريس بالمركز الثاني في سباق جائزة لاس فيغاس الكبرى نهاية الأسبوع الماضي حافزاً إضافياً حيث يسعى الفريق لإنهاء موسمه المتواضع بشكل جيد مع وداع مناسب للبطل سبع مرات.

على الرغم من أن سباق جائزة قطر الكبرى لا يزال في بداياته، حيث ظهر لأول مرة على الروزنامة في عام 2021، إلا أنه حلبة تشرف هاميلتون بلمسة الفوز.

في ذلك العام، وصل هاميلتون في ذلك العام في مطاردة ساخنة للمتصدر آنذاك والبطل النهائي فيرستابن قبل أن ينتصر في سباق حافل بالأحداث ليبدأ سباقًا مثيرًا في ختام الصراع على اللقب في السعودية وأبوظبي.

وقال: "الحرارة هنا (في قطر) هي القاتلة". "يجب أن يكون لديك الكثير من السوائل. المضمار سلس للغاية، لكن السباق كله متوسط وعالي السرعة، لذا فإنك تسحب قوة الجاذبية باستمرار طوال اللفة - لذا فإن الأمر صعب للغاية.

"في هذه المرحلة، يبدو الأمر أقل عاطفيًا لأنه على الرغم من اقترابنا من النهاية، إلا أنك تشعر الآن بأنك تريد إنهاء السباق بأقوى ما يمكن، وتريد أن تضع كل طاقتك في محاولة الفوز بأحد هذه السباقات الأخيرة. إذا تمكنا من الفوز بسباقين آخرين، فسيكون ذلك رائعاً، وهذا هو الهدف."

لمسة الفوز

في حين أنّ الانتصارات والصعود إلى منصّة التتويج كانت متفرّقة في المواسم الأخيرة، إلا أنّ الحقائق والأرقام والإنجازات التي حققها البريطاني تبقى محفورة بشكل بارز في كتب التاريخ.

فهو يحمل حتى الآن الأرقام القياسية في الفورمولا 1 لأكبر عدد من الانتصارات في مسيرته المهنية، وأكبر عدد من مراكز الانطلاق، وأكبر عدد من منصات التتويج، وأكبر عدد من النقاط على سبيل المثال لا الحصر.

وعلى الرغم من هذا النجاح، يبقى هاميلتون متواضعاً بشأن إنجازاته في هذه الرياضة.

ويشرح ذلك قائلاً: "إنها مثل أي قصة نجاح كبيرة أخرى في هذه الرياضة لأن هناك العديد من قصص النجاح في هذه الرياضة، حيث فاز العديد من الأشخاص ببطولات عالمية متعددة".

"أودّ أن أعتقد أنني تحدّيت الفريق بطرق ربما لم يسبق لهم أن واجهوا تحدياً من قبل من حيث كيفية انخراطنا في الخلفية، وكيف انخرطنا مع شركائنا وكيف فتحنا من خلال الحوار ومن خلال التعاون الأبواب أمام المزيد من الأشخاص من خلفيات مختلفة... وهذا أمر أفخر حقاً بأنني كنت جزءاً منه".

في هذا الأسبوع فقط، أعلنت فورمولا 1 عن توقيع ميثاق رسمي جديد للتنوع والشمول (D&I)، بناءً على تقرير قدمته لجنة هاميلتون في عام 2021.

سيتم دعم تنفيذ الميثاق من قبل مؤسسة Mission 44 الخيرية، ويأمل مؤسسها أن يمهد الطريق لجيل جديد من الفرص داخل رياضة السيارات وخارجها.

قال هاميلتون: "آمل أن يتم تمثيل هذه الرياضة في السنوات القادمة أكثر فأكثر في العالم الخارجي وأن يتزايد عدد الأطفال الصغار، بغض النظر عن المكان الذي تنتمي إليه، وبغض النظر عن شكلك، وبغض النظر عن جنسك، (يمكنهم) أن يحلموا بالعمل يوماً ما على مركبة فضائية أو أن يكونوا مهندسين في السباقات".

إلى ما لا نهاية وما بعدها؟

في حين أن هاميلتون لا يزال يضع نصب عينيه تحقيق اللقب الثامن للسائقين محطمًا الرقم القياسي، إلا أنه يحمل طموحًا آخر يمتد إلى ما هو أبعد من مضمار السباق: المغامرة في الفضاء.

فقد حقّق هاميلتون البالغ من العمر 39 عاماً مؤخراً حلم طفولته عندما ذهب في رحلة تدريبية لرواد الفضاء في تكساس كجزء من تفعيل مع شركة IWC شافهاوزن.

وقد خضع هاميلتون لنفس التدريب المستخدم لإعداد طاقمي إنسبيريشن4 وبولاريس داون لرحلات الفضاء التجارية.

إنها تجربة تركت الباب مفتوحاً أمام هذا الحلم الذي ربما يصبح حقيقة في يوم من الأيام.

يقول مبتسماً: "بصراحة، لم أعتقد أبداً أنني سأحظى بفرصة القيام بشيء من هذا القبيل - لقد كنت حرفياً طفلاً في متجر الحلوى".

"منذ أن كنت طفلاً، لطالما أردت الذهاب إلى الفضاء. وأنا أشاهد كل التقدم في تلك التكنولوجيا.

"لا أريد فقط الذهاب إلى خارج الغلاف الجوي. أريد أن أكون على أحد الكواكب. على الأقل الذهاب إلى القمر والقيام بالمشي على سطح القمر. سيكون ذلك رائعاً نوعاً ما."