إيران تهدد بالرد على الضربات الأمريكية وإسرائيل
تتوالى التهديدات الإيرانية بعد الضربات الأمريكية على منشآتها النووية، حيث أطلقت صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل. تصريحات قوية من المسؤولين الإيرانيين تشير إلى تصعيد محتمل في المنطقة. تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.

تواصل إيران توعدها بالرد على الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الحساسة، حيث أطلقت موجة جديدة من الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.
وقال عبد الرحيم موسوي، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجديد، في بيان مقتضب صباح الاثنين إن الولايات المتحدة انتهكت سيادة إيران عندما هاجمت مواقع فوردو ونطنز وأصفهان النووية يوم الأحد و"دخلت الحرب بشكل واضح ومباشر".
وأضاف: "على الولايات المتحدة المجرمة أن تعلم أنه بالإضافة إلى معاقبة ذريتها غير الشرعية والعدوانية، فإن أيدي مقاتلي الإسلام في القوات المسلحة قد أطلقت في القوات المسلحة لاتخاذ أي إجراء ضد مصالحها وجيشها، ولن نتراجع أبدا في هذا الصدد"، في إشارة إلى إسرائيل.
وكان إبراهيم ذو الفقاري، الذي يقوم بدور المتحدث باسم الضربات الانتقامية الإيرانية ضد إسرائيل، قد قال في آخر تصريح متلفز له يوم الاثنين إن الهجمات الأمريكية تهدف إلى "إحياء النظام الصهيوني المحتضر"، لكنها في الواقع ستعمل على "توسيع نطاق الأهداف المشروعة والمتنوعة للقوات المسلحة الإيرانية، وتهيئة الأرضية لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة".
وفي إشارة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال ذو الفقاري باللغة الإنجليزية: "أيها المقامر ترامب، قد تبدأ هذه الحرب، ولكننا نحن من سينهيها".
وكان الجيش الإيراني قد أعلن يوم الاثنين أنه أطلق عشرات الطائرات المسيرة ذات الرؤوس المتفجرة المضادة للتحصينات على إسرائيل. وادعى أن غالبية المقذوفات التي أطلقت منذ الساعات الأولى من اليوم قد نجحت في الوصول إلى أهدافها.
كما بدأت صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل قبل ظهر يوم الاثنين، حيث تم تسجيل عدد كبير من التأثيرات في عدة مناطق، بما في ذلك منطقة أشدود في جنوب إسرائيل ومنطقة لخيش جنوب القدس.
وجاءت هذه الهجمات بعد أن أعاد حساب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي نشر مقتطفات من خطاب متلفز ألقاه الأسبوع الماضي من مكان مجهول، قال فيه إن إسرائيل "يجب أن تُعاقب وهي تُعاقب الآن".
ويواصل الجيش الإسرائيلي شن هجمات جوية في جميع أنحاء إيران أيضًا، حيث قال في بيان له يوم الاثنين إنه ضرب ستة مطارات على الأقل في غرب وشرق ووسط إيران، بما في ذلك مطار مهر آباد في العاصمة طهران.
وأضاف البيان أن "الغارات ألحقت أضرارًا بمدارج ومخابئ تحت الأرض وطائرة للتزود بالوقود وطائرات من طراز F-14 وF-5 وAH-1 تابعة للنظام الإيراني"، مضيفًا أن 15 من طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفذت أيضًا هجمات في كرمانشاه لاستهداف مواقع إطلاق وتخزين صواريخ أرض-أرض إيرانية.
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، قال مسؤولون إيرانيون إن موقع فوردو النووي تعرض للهجوم مرة أخرى، دون تحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم. وقال مرتضى حيدري، المتحدث باسم منظمة إدارة الأزمة في قم، إنه "لا يوجد خطر على المواطنين" في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، استهدفت غارات جوية إسرائيلية مكثفة طهران وكرج القريبة منها حوالي الظهر بالتوقيت المحلي، حيث شوهدت أعمدة كبيرة من الارتفاع في مناطق في أنحاء العاصمة.
وانقطع البث المباشر للتلفزيون الرسمي لعدة دقائق، وتم التأكد من إصابة مبنى تقني يدعم البث المباشر لعدة قنوات. كما تعرض مدخل سجن إيفين للقصف، وكذلك مبنى تابع لجمعية الهلال الأحمر. كما تم استهداف جامعة الشهيد بهشتي العريقة في شمال طهران.
ووفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية، قُتل أكثر من 400 شخص في الهجمات الإسرائيلية حتى يوم السبت، معظمهم من المدنيين. كما قُتل ما لا يقل عن 24 شخصًا في إسرائيل جراء القذائف الإيرانية، وفقًا للسلطات الإسرائيلية.
بعد الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الثلاث، التي زعم ترامب أنها "دمرت" المنشآت النووية الثلاث، هدد المسؤولون الإيرانيون بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة. كما كانت هناك مناقشات حول إمكانية محاولة إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي والخروج المحتمل من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT).
وقد أشار المشرعون الإيرانيون إلى أنهم سيدعمون مشروع قانون للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن القرار النهائي سيكون بيد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
كما تعهد الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن باستئناف هجماتهم البحرية إذا دخلت الولايات المتحدة الحرب لصالح إسرائيل. وكانت الجماعة قد توصلت إلى اتفاق مع ترامب في مطلع مايو/أيار الماضي لوقف الهجمات إذا أوقفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية اليومية على اليمن، لكنهم واصلوا هجماتهم الصاروخية على إسرائيل اعتراضاً على حربها على غزة التي أودت بحياة نحو 56 ألف فلسطيني منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في موسكو يوم الاثنين لعقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولدى وصوله إلى العاصمة الروسية، قال عراقتشي لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن طهران تقدر إدانة الكرملين للضربات الأمريكية، وتأمل أن يتم دعمها "بخطوات عملية" في مجلس الأمن الدولي والمحافل الدولية الأخرى.
وعقد مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر من يوم الاثنين اجتماعه الثالث بشأن الهجمات على إيران منذ بدء الحرب، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه لا يزال يشعر بالقلق إزاء "التطورات الخطيرة" في جميع أنحاء المنطقة ودعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية.
كما يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعًا استثنائيًا يوم الاثنين في ضوء الهجمات على المواقع النووية الإيرانية، بينما يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث سيناقشون النزاعات في إيران وغزة، من بين أمور أخرى.
وخصصت الصحف الإيرانية يوم الاثنين صفحاتها الأولى للهجمات الأمريكية على إيران، وكذلك الهجمات الصاروخية على إسرائيل.
وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة "كيهان" المحافظة المتشددة "صواريخ خيبر شيكان الإيرانية تشعل النار في إسرائيل"، في إشارة إلى الصواريخ الباليستية المتطورة التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني في موجة الهجمات التي شنها يوم الأحد.
ونشرت صحيفة "هام ميهان" الإصلاحية صورة لترامب بمظهر شيطاني، وقالت إنه يعتمد بشكل كبير على "دبلوماسية البلطجة"، بينما كتبت صحيفة "شرق": "مرحبًا أيها العالم، نحن هنا"، في إشارة إلى الخسائر المدنية للهجمات الإسرائيلية.
أخبار ذات صلة

قد تؤدي مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية إلى تشجيع المزيد من المحاكم على محاكمة جرائم الحرب الإسرائيلية

إسرائيل تُخطر الأمم المتحدة بقطع العلاقات مع الأونروا وسط تحذيرات من مجاعة في غزة

فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات المتأخرة بإقليم كردستان العراق
