تصعيد نووي إيراني يهدد المحادثات مع واشنطن
حذّرت إيران من تصعيد أنشطتها النووية بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث دشّنت مركزًا جديدًا لتخصيب اليورانيوم. التوترات تتصاعد مع استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. تفاصيل أكثر على خَبَرَيْن.

حذّرت إيران من أنها ستكثّف أنشطتها النووية بعد أن تبنّى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، المكوّن من 35 عضوًا، قرارًا يوم الخميس يُعلن أنها تنتهك التزاماتها في مجال عدم الانتشار النووي.
وردّت طهران بإعلانها عن تدشين مركز جديد لتخصيب اليورانيوم وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة، وهي خطوة تصعيدية من المرجح أن تعقّد المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، المقرر استئنافها نهاية هذا الأسبوع.
وصوّتت الدول المشاركة في اجتماع مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا على القرار، حيث صوتت 19 دولة لصالح القرار، مقابل معارضة 3 دول، وامتناع 11 دولة عن التصويت، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اتهمت إيران سابقًا بعدم التعاون، لكن خطوة يوم الخميس تمثّل استنتاجًا رسميًا بعدم الامتثال، وتثير احتمال تصعيد القضية إلى مجلس الأمن الدولي.
وقد تم تقديم القرار من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، بعد أن وجد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو/أيار أن إيران غير ممتثلة لواجباتها النووية، بما في ذلك عدم الإجابة عن أسئلة حول جزيئات اليورانيوم الموجودة في مواقع غير معلنة في البلاد، وتخزينها لليورانيوم المخصّب بدرجة تقترب من درجة صنع الأسلحة. وتقول إيران إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية "مُسيّس".
واليورانيوم هو وقود نووي يمكن استخدامه لصنع قنبلة نووية عندما يكون عالي التخصيب. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصّص للأغراض السلمية.
أدانت طهران الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لطرحها القرار، وقالت إنه "لا خيار أمامها سوى الرد".
وقبل يومٍ من التصويت، قال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن "إيران تعتزم إطلاق سلسلة من الإجراءات النووية الانتقامية بمجرد اعتماد القرار في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف المسؤول أن "هذه الإجراءات تشمل تقليص التعاون مع الوكالة وفرض بعض القيود، وتفعيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة والجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي، وإزالة كاميرات المراقبة من منشأة أصفهان".
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على قناة "X" الأسبوع الماضي: "تذكّروا كلماتي، بينما تفكّر أوروبا في خطأ استراتيجي كبير آخر: إيران ستردّ بقوة على أي انتهاك لحقوقها".
في عام 2022، وجّهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اللوم إلى إيران بسبب جزيئات اليورانيوم التي وُجدت في مواقع غير معلنة. كما رفضت إيران هذا الاقتراح ووصفته بأنه "مُسيّس"، وردّت بإزالة كاميرات المراقبة من المواقع الرئيسية — مما حرم المفاوضين من الحصول على معلومات محدثة عن برنامج التخصيب.
تصاعد التوترات
يأتي قرار مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الذي تخوض فيه طهران وواشنطن مفاوضات معقدة حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي يوم الخميس الماضي إن البلدين سيجريان محادثات غير مباشرة في العاصمة العُمانية مسقط يوم الأحد للمرة السادسة. وعلى الرغم من الجولات المتعددة من المفاوضات حول اتفاق نووي جديد، لا تزال هناك نقطة شائكة رئيسية: إصرار إيران على حقها في تخصيب اليورانيوم.

شاهد ايضاً: قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في غارات على الضفة الغربية المحتلة وضربات بطائرات مسيرة
قال ترامب إنه أصبح أقل ثقة في قدرته على إبرام اتفاق مع إيران، وقال في مقابلة جديدة إن طهران قد "تماطل" في إبرام اتفاق.
وأضاف: "أصبحتُ أقل ثقةً أكثر فأكثر بشأن ذلك. يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن هذا أمر مؤسف، لكنني أقل ثقة الآن مما كنتُ سأكون عليه قبل شهرين"، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك بوست" في مقابلة نُشرت يوم الأربعاء.
تصاعدت التوترات الإقليمية بشكل كبير قبل الجولة المقبلة من المحادثات.
شاهد ايضاً: الولايات المتحدة تفرض المزيد من العقوبات على الحوثيين في اليمن في ظل تصاعد التوتر مع إسرائيل
ففي ليلة الأربعاء، بذلت وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان جهودًا لترتيب مغادرة الموظفين غير الأساسيين من مواقع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وفقًا لمسؤولين أمريكيين ومصادر مطلعة على الجهود المبذولة. ولم يتضح سبب هذا التغيير في الموقف، لكن مسؤولًا دفاعيًا قال إن القيادة المركزية الأمريكية تراقب "تطور التوتر في الشرق الأوسط".
وقال ترامب إنه يتم نقل الأفراد "لأنه قد يكون مكانًا خطيرًا، وسنرى ما سيحدث. لكننا أبلغناهم بذلك".
وأصدرت السفارة الأمريكية في القدس المحتلة يوم الخميس أيضًا تنبيهًا أمنيًا يمنع موظفي الحكومة الأمريكية وعائلاتهم من السفر خارج تل أبيب والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر.
أخبار ذات صلة

السودان يتهم الإمارات بـ "الدعم والتواطؤ" في الإبادة الجماعية أمام المحكمة الدولية

الهجمات الإسرائيلية على غزة تودي بحياة 88 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال أثناء نومهم

كاتدرائية جنوب أفريقية مناهضة للفصل العنصري أصبحت مركزًا لدعم فلسطين
