فرنسا تعترف بفلسطين في خطوة تاريخية نحو السلام
اعترفت فرنسا بدولة فلسطين في خطوة تاريخية خلال قمة الأمم المتحدة، مما يزيد الضغط على إسرائيل في ظل تصاعد الصراع. ماكرون يؤكد على ضرورة حل الدولتين، بينما تواصل دول أخرى دعم القضية الفلسطينية. تفاصيل أكثر في خَبَرَيْن.

اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية، لتنضم بذلك إلى العديد من الدول الغربية في هذا الشأن، وذلك قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قمة الأمم المتحدة التي عقدت لإحياء حل الدولتين الذي طال انتظاره للصراع الإسرائيلي الفلسطيني: "لقد اجتمعنا هنا لأن الوقت قد حان".
وأضاف: "تقع على عاتقنا، هذه المسؤولية، أن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على إمكانية حل الدولتين.
وقال في المؤتمر الذي غاب عنه مبعوثا الولايات المتحدة وإسرائيل، "أعلن اليوم أن فرنسا تعترف بدولة فلسطين".
وقد أدى اعتراف أستراليا وبريطانيا وكندا والبرتغال يوم الأحد إلى زيادة الضغط على إسرائيل في الوقت الذي تكثف فيه حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 65,300 فلسطيني، وحولت القطاع الفلسطيني إلى أنقاض.
وأشادت السلطة الفلسطينية بالخطوة الفرنسية ووصفتها بأنها "قرار تاريخي وشجاع".
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله في بيان لها "ترحب وزارة الخارجية والمغتربين باعتراف جمهورية فرنسا الصديقة بدولة فلسطين، وتعتبره قراراً تاريخياً وشجاعاً ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ويدعم الجهود الجارية لتحقيق السلام وتنفيذ حل الدولتين".
"حق وليس مكافأة"
في كلمته في المؤتمر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعمه لحل الدولتين، واصفًا إياه بأنه المسار الوحيد القابل للتطبيق نحو السلام بعد سنوات من المفاوضات الفاشلة والانتهاكات المستمرة على الأرض.
وقال إن إقامة دولة للفلسطينيين "حق وليس مكافأة".
وشكر وزير خارجية المملكة العربية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود الرئيس ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة على جهودهما الرامية إلى تحقيق حل الدولتين، والذي قال إنه "السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم".
وقال إن المؤتمر الذي تترأسه السعودية وفرنسا يأتي في وقت "تواصل فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وجرائمها الوحشية" ضد الفلسطينيين في غزة "وانتهاكاتها في الضفة الغربية واعتداءاتها المتكررة على الدول العربية والإسلامية، وآخرها الاعتداء على قطر".
وقال إن "هذه التصرفات تؤكد إصرار إسرائيل على مواصلة ممارساتها العدوانية التي تهدد السلم والاستقرار الإقليمي والدولي وتقوض جهود السلام في المنطقة".
في المقابل، انتقدت الولايات المتحدة، وهي أقرب حلفاء إسرائيل، اعتراف الحكومات الغربية بفلسطين، حيث قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت سابق إن هذه الخطوة "ستشجع حماس" وتجعل من الصعب إنهاء الحرب.
'زخم يتزايد'
قال سلطان بركات، الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة في قطر، إن الاعتراف بفلسطين يتجاوز الرمزية ويمثل "بعض الدعم العملي الحقيقي لقضية فلسطين".
وأضاف: "هذا صدع آخر يضاف إلى قضية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعلينا أن نستمر في ذلك."
ومن المتوقع أن تتصدر فلسطين جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيحضرها أكثر من 140 من قادة العالم. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يتمكن من الحضور، حيث رفضت الولايات المتحدة الأمريكية منحه تأشيرة دخول.
وكان الرئيس عباس قد دعا في كلمته أمام المؤتمر يوم الاثنين عبر الفيديو إلى وقف فوري لإطلاق النار وضرورة إدخال المساعدات إلى غزة، حيث توفي أكثر من 400 شخص بسبب المجاعة، بينما تعاني أجزاء من القطاع من المجاعة.
إن هناك زخمًا يتزايد لدى قادة الأمم المتحدة لمناقشة حل الدولتين.
ولكن المشكلة الوحيدة التي يواجهونها هي أن إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة أمر يتطلب موافقة من الإدارة الأمريكية، التي لا يبدو أنها مستعدة للسير في هذا الطريق.
بالنسبة للكثير من القادة الأوروبيين، هذه ليست بادرة رمزية بل محاولة للدفع باتجاه نظام سياسي جديد يسود في المستقبل القريب. ويقولون إن لديهم نفوذًا سيستخدمونه في نهاية المطاف لوضع حد للحرب في غزة.
وكانت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت قد صرحت يوم الاثنين الماضي بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد أن اعتراف عدة دول غربية بدولة فلسطين "مكافأة لحماس".
"لقد كان الرئيس واضحًا جدًا، فهو لا يوافق على هذا القرار. لقد تحدث عن ذلك في المملكة المتحدة... إنه يشعر أن هذا لا يفعل أي شيء للإفراج عن الرهائن وهو الهدف الأساسي الآن في غزة، ولا يفعل شيئًا لإنهاء هذا الصراع وإنهاء هذه الحرب... إنه يعتقد أنها مكافأة لحماس"، وقالت ذلك في إحاطة إعلامية سلطت الضوء على أكثر من 40 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين في غزة.
أخبار ذات صلة

ترامب يتنبأ بنهاية حاسمة لحرب غزة خلال ثلاثة أسابيع

إيران تنفذ حكم الإعدام بتسعة مقاتلين مدانين من داعش

مجموعات من القبور الجماعية في سوريا قد تضم مئات الآلاف من الجثث، بحسب ما أفادت به مجموعة مناصرة
