مبادرة أمريكية لنزع سلاح حزب الله في لبنان
أشاد مبعوث أمريكي بتجاوب الحكومة اللبنانية مع اقتراح لنزع سلاح حزب الله مقابل إنهاء الضربات الإسرائيلية. التوترات مستمرة رغم الجهود الدبلوماسية، وحزب الله يرفض نزع سلاحه في ظل العدوان الإسرائيلي. تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.

أشاد مبعوث أمريكي رفيع المستوى بتجاوب الحكومة اللبنانية مع اقتراح أمريكي يهدف إلى نزع سلاح حزب الله في ظل استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في البلاد.
وقد عاد توماس باراك، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يشغل منصب سفير واشنطن لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا، إلى بيروت يوم الاثنين بعد أن سلم المقترح الأمريكي خلال زيارة قام بها في 19 حزيران/ يونيو.
ودعت الخطة إلى نزع سلاح جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية بالكامل في غضون أربعة أشهر مقابل وقف الضربات الجوية الإسرائيلية والانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من المواقع الخمسة التي لا يزال يحتلها في جنوب لبنان.
وقال باراك للصحفيين يوم الاثنين بعد لقائه بالرئيس اللبناني جوزيف عون: "ما قدمته لنا الحكومة اللبنانية كان شيئاً مذهلاً في فترة زمنية قصيرة جداً". وأضاف: "أنا راضٍ بشكل لا يصدق عن الاستجابة".
وفي حين أكد باراك أنه تلقى رداً من سبع صفحات من الجانب اللبناني، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل عن محتواه.
وقال باراك إنه يعتقد أن كلاً من لبنان وإسرائيل يسعيان إلى مسار نحو التهدئة. وأضاف: "كلا البلدين يحاولان تقديم الشيء نفسه، فكرة اتفاق وقف التصعيد ووقف الأعمال العدائية والطريق إلى السلام".
شاهد ايضاً: إسرائيل تواجه الآن خصومًا لا تستطيع هزيمتهم
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي لا تزال فيه التوترات على أشدها مع استمرار إسرائيل في قصف لبنان على الرغم من موافقتها على وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر.
اندلع الصراع بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر 2023 بعد أن هاجمت الجماعة اللبنانية إسرائيل تضامناً مع حركة حماس الفلسطينية في غزة. وتحول إلى صراع واسع النطاق بحلول سبتمبر من العام التالي، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 4,000 شخص، ونزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص، وفقًا للسلطات اللبنانية.
كما قتل زعيم حزب الله حسن نصر الله ومسؤولين كبار آخرين.
وقد وعد الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء، وكلاهما تم تنصيبهما في وقت سابق من هذا العام، بتعزيز الدولة والجيش، وقالا إن حزب الله، الذي طالما اعتبره البعض أقوى قوة عسكرية في لبنان، يجب ألا يكون أقوى من الحكومة.
ومع ذلك، استمرت إسرائيل في ضرب لبنان، مدعية أن عملياتها تهدف إلى منع حزب الله من إعادة التسلح. ويقول مسؤولون صحيون لبنانيون إن نحو 250 شخصاً استشهدوا وأصيب أكثر من 600 آخرين في الهجمات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار.
لم يصدر حزب الله ردًا رسميًا على المقترح الأمريكي. ومع ذلك، قال زعيمه نعيم قاسم يوم الأحد إن الحزب لن ينزع سلاحه بينما تواصل إسرائيل عدوانها.
وقال قاسم: "لا يمكن أن يُطلب منا تليين موقفنا أو إلقاء السلاح بينما يستمر العدوان الإسرائيلي".
وأقر باراك بأن حزب الله بحاجة إلى ضمانات بأن بإمكانه الاستمرار في العمل كقوة سياسية داخل لبنان.
لكن مؤشرات التهدئة كانت غائبة على الأرض. فقبل ساعات فقط من وصول باراك، شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية على جنوب وشرق لبنان ونفذت اجتياحاً برياً لقرية حدودية.
شاهد ايضاً: بشار الأسد يصدر أول بيان له منذ مغادرته سوريا
وقال مسؤولون ودبلوماسيون لبنانيون إن العمل العسكري الأخير بدا وكأنه محاولة لزيادة الضغط على حزب الله قبل المناقشات الدبلوماسية.
يوم السبت، أفادت وزارة الصحة العامة اللبنانية أن "هجوم طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلي على سيارة" في منطقة صف الهوى في بنت جبيل بجنوب لبنان أسفر عن استشهاد شخص وإصابة اثنين آخرين.
وفي وقت سابق من ذلك اليوم، قالت الوزارة إن غارة منفصلة بطائرة إسرائيلية مسيّرة أصابت شخصًا واحدًا في بلدة شبعا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الهجوم أصاب منزلاً في القرية التي تقع على طول حدود لبنان مع سوريا ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقالت الوزارة إن غارة إسرائيلية أخرى بطائرة بدون طيار استهدفت بلدة شقرا في بنت جبيل، مما أدى إلى إصابة شخصين، بينما أسفر هجوم إسرائيلي يوم الخميس عن استشهاد شخص واحد على الأقل وإصابة ثلاثة بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت.
أخبار ذات صلة

زعماء العالم يعبرون عن آرائهم حول الصراع "المقلق" بين إسرائيل وإيران

غارات إسرائيلية تودي بحياة خمسة في جنوب لبنان وسط هدنة هشة

الولايات المتحدة تعلن مقتل 37 مقاتلاً من داعش وحراس الدين في غارات منفصلة بسوريا
