تمويل مثير للجدل يغذي الأزمة الإنسانية في غزة
تسارع وزارة الخارجية الأمريكية في منح 30 مليون دولار لمنظمة إغاثة مثيرة للجدل في غزة، رغم انتقادات لعدم تلبية المعايير. هل ستؤدي هذه القرارات إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية؟ اكتشف المزيد على خَبَرَيْن.

تنازل مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية عن تسعة ضمانات إلزامية لمكافحة الإرهاب ومكافحة الاحتيال للإسراع في منح 30 مليون دولار الشهر الماضي إلى منظمة إغاثة مثيرة للجدل في غزة مدعومة من إدارة ترامب وإسرائيل، وفقًا لمذكرة داخلية.
وقد وقّع جيريمي لوين، وهو مساعد سابق في وزارة الكفاءة الحكومية، على الجائزة على الرغم من التقييم الوارد في المذكرة بأن خطة تمويل صندوق غزة الإنساني فشلت في تلبية "الحد الأدنى من المعايير الفنية أو الميزانية المطلوبة".
أُرسلت مذكرة العمل في 24 يونيو إلى لوين من قبل كينيث جاكسون، وهو أيضًا موظف سابق في وزارة (DOGE) ويعمل نائبًا لمدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالوكالة. وقد أشرف الثنائي على تفكيك الوكالة ودمج مهامها في وزارة الخارجية.
وتجاوز لوين أيضًا 58 اعتراضًا أراد خبراء الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن يقوم بتسوية اعتراضات مؤسسة الخليج للخدمات الإنسانية في طلبها قبل الموافقة على التمويل، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر.
ووافق لوين، الذي يدير برنامج المساعدات الخارجية في وزارة الخارجية، على الأموال بعد خمسة أيام فقط من تقديم مؤسسة الخليج للإنماء الإنساني لاقتراحها في 19 يونيو، وفقًا لـ"مذكرة العمل" التي تحمل توقيعه في 24 يونيو.
وكتب لوين إلى قادة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في رسالة بريد إلكتروني بتاريخ 25 يونيو تحث على صرف الأموال من قبل الوكالة "في أسرع وقت ممكن".
لم يصدر عن لوين وجاكسون أي تعليقات على هذه المسألة. تؤكد الوثائق على الأولوية التي منحتها إدارة ترامب لمؤسسة غزة الإنسانية على الرغم من افتقار المجموعة للخبرة واستشهاد مئات الفلسطينيين بالقرب من مراكز توزيع المساعدات في غزة.
وقد أقرت مؤسسة GHF، التي تنسق بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي، بالتقارير عن أعمال العنف، لكنها تدعي أنها وقعت خارج منطقة عملياتها.
وأشار لوين في رسالة البريد الإلكتروني إلى أنه ناقش الأموال مع مساعدي ستيف ويتكوف، مفاوض الرئيس دونالد ترامب بشأن غزة، ومكتب وزير الخارجية ماركو روبيو.
وأقرّ بأن تفويض الأموال سيكون مثيرًا للجدل، وكتب: "سأتلقى الرصاصة في هذا الأمر".
"غير إنساني ومميت"
قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إنه تمت الموافقة على مبلغ 30 مليون دولار بموجب بند قانوني يسمح للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بتسريع منح المنح استجابةً "لحالات الطوارئ" من أجل "تلبية الاحتياجات الإنسانية بأسرع ما يمكن".
وجاء في البيان: "تظل منحة الصندوق الإنساني العالمي خاضعة لرقابة صارمة، بما في ذلك عمليات الصندوق الإنساني العالمي وتمويلاته". "كجزء من المنحة، خضعت مؤسسة GHF لمتطلبات جديدة للرقابة والإبلاغ".
ورداً على طلب للتعليق، قال متحدث باسم مؤسسة GHF: "تم تصميم نموذجنا خصيصاً لمنع الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام. كل دولار نتلقاه محمي لضمان وصول جميع الموارد التي ستشمل في نهاية المطاف أموال دافعي الضرائب الأمريكيين إلى سكان غزة." وأضاف المتحدث الرسمي أن طلبات التوضيح من الحكومة الأمريكية حول طلبات التمويل هي طلبات روتينية.
وفي معرض حديثه عن الشروط التسعة التي تم التنازل عنها، قال المتحدث: "نحن نعالج كل سؤال وفقًا للوائح والإجراءات العادية وسنواصل القيام بذلك حسب الحاجة".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 743 فلسطينيًا استشهدوا وأصيب أكثر من 4,891 آخرين أثناء سعيهم للحصول على المساعدة في مواقع المساعدات التابعة لصندوق غزة الإنساني.
وقد أثارت مؤسسة غزة الإنسانية، التي بدأت العمل في القطاع الفلسطيني الذي يتعرض للقصف في أواخر مايو/أيار، انتقادات واسعة النطاق وسط تقارير متعددة تفيد بأن المتعاقدين معها، وكذلك القوات الإسرائيلية، قد أطلقوا النار على طالبي المساعدات.
وقد طالبت جماعات إنسانية وحقوقية رائدة بالإغلاق الفوري لصندوق غزة الإنساني الذي اتهمته بـ"إجبار مليوني شخص على العيش في مناطق مكتظة وعسكرية حيث يواجهون إطلاق النار يومياً وسقوط ضحايا بشكل جماعي".
ووصفت منظمة العفو الدولية عمليات المجموعة بأنها "مخطط عسكري غير إنساني ومميت"، بينما تصر الأمم المتحدة على أن هذا النموذج ينتهك المبادئ الإنسانية.
لا خيار أمام الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف في غزة، حيث تلوح في الأفق مجاعة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، سوى البحث عن المساعدات من صندوق غزة الإنساني رغم المخاطر التي ينطوي عليها ذلك.
أخبار ذات صلة

أردوغان في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي: نتنياهو أكبر عقبة أمام السلام الإقليمي

تركيا تدعو إلى الشمولية والمعاملة العادلة للأقليات في سوريا ما بعد الأسد

لماذا تدعم ألمانيا الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة؟
