وفاة أطفال فلسطينيين بسبب البرد القارس في غزة
توفي ثلاثة أطفال فلسطينيين في مخيم المواصي بسبب البرد القارس ونقص الإمدادات. تعيش العائلات في ظروف قاسية، مع نقص في البطانيات والملابس. واقع مأساوي يعكس تأثير الحرب على سكان غزة. تابعوا التفاصيل على خَبَرَيْن.
مقتل ثلاثة أطفال جراء البرد القارس في مخيم للاجئين في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي
توفي ثلاثة أطفال فلسطينيين بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم في مخيم المواصي للاجئين في جنوب غزة في الأيام الأخيرة، مع انخفاض درجات الحرارة واستمرار الحصار الإسرائيلي على الغذاء والماء والإمدادات الشتوية الأساسية.
وأكد أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال في مستشفى ناصر في خان يونس، وفاة الطفلة سيلا محمود الفصيح البالغة من العمر ثلاثة أسابيع يوم الأربعاء، مضيفاً أن رضيعين آخرين يبلغان من العمر ثلاثة أيام وشهر واحد قد تم نقلهما إلى المستشفى خلال الـ 48 ساعة الماضية بعد أن توفيا بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم.
وقال الفرا في حديث للجزيرة نت "كانت بصحة جيدة وولدت بشكل طبيعي، ولكن بسبب البرد الشديد في الخيام حدث انخفاض كبير في درجة الحرارة مما أدى إلى توقف جهازها الجسدي عن العمل وأدى إلى وفاتها"، مشيراً إلى وفاة سيلا في مقابلة مع الجزيرة.
وقال محمود الفصيح، والد الطفلة سيلا، إن العائلة كانت تعيش في "ظروف سيئة" في خيمتها في منطقة المواسي، وهي منطقة من الكثبان الرملية والأراضي الزراعية على ساحل البحر الأبيض المتوسط في غزة، بالقرب من مدينة خان يونس الجنوبية.
وقد تم تصنيف المواصي على أنها "منطقة آمنة"، لكنها تعرضت لهجمات متكررة على مدار الـ14 شهرًا الماضية من الهجوم الإسرائيلي.
وقال للجزيرة نت: "ننام على الرمال وليس لدينا ما يكفي من الأغطية ونشعر بالبرد داخل خيمتنا". "الله وحده يعلم ظروفنا. أوضاعنا صعبة للغاية".
لم تكن خيمة العائلة محمية من الرياح وكانت الأرض باردة، حيث انخفضت درجات الحرارة ليلة الثلاثاء إلى 9 درجات مئوية (48 درجة فهرنهايت).
استيقظت الطفلة وهي تبكي ثلاث مرات خلال الليل. وفي الصباح، وجدها والداها غير مستجيبة وجسدها متصلب "مثل الخشب"، كما قال الفصيح في مقابلة أخرى مع وكالة أسوشيتد برس.
هرع بالطفلة إلى مستشفى ناصر، لكن الأوان كان قد فات على إنعاشها.
وقال الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، إن الطفلة سيلا "تجمدت حتى الموت من شدة البرد"، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي أعلن الموقع "منطقة إنسانية آمنة مؤقتة للنازحين".
أدى القصف الإسرائيلي والاجتياح البري لغزة إلى مقتل أكثر من 45,000 فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وقد تسبب الهجوم في دمار واسع النطاق ونزوح نحو 90 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وغالباً ما كان ذلك عدة مرات.
ويتكدس مئات الآلاف في مخيمات الخيام على طول الساحل مع حلول فصل الشتاء البارد والممطر. وتكافح منظمات الإغاثة لإيصال المواد الغذائية والإمدادات وتقول إن هناك نقص في البطانيات والملابس الدافئة والحطب.
وقال الفرا: "هذا مثال صارخ على عواقب هذه الحرب الظالمة وتأثيرها على سكان قطاع غزة".
وقد اتهمت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة.