اعتراض السفينة مدلين يكشف عن أزمة غزة المتفاقمة
اعترض الجيش الإسرائيلي سفينة "مدلين" في المياه الدولية، واحتجز 12 ناشطًا بينهم غريتا ثونبرغ. السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين تحت الحصار. تعرف على تفاصيل هذه الحادثة وأثرها على جهود كسر الحصار. خَبَرَيْن.

في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين، اعترض الجيش الإسرائيلي سفينة "مدلين"، التي أطلقها تحالف أسطول الحرية، على بعد حوالي 185 كم (100 ميل بحري) من غزة، في المياه الدولية.
ومن بين أفراد طاقم السفينة المحتجزين الـ12، المدافعة عن المناخ غريتا ثونبرغ، وعضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، والصحفي في قناة الجزيرة عمر فياض، ونشطاء آخرون.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم نقل السفينة "مدلين" وطاقمها إلى ميناء أشدود، على بعد حوالي 30 كم (19 ميلاً) شمال غزة، حيث أصدر وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير تعليمات لسلطات السجن باحتجاز النشطاء في الحبس الانفرادي، معزولين عن بعضهم البعض وعن العالم الخارجي.
كانت السفينة، التي غادرت صقلية في 1 يونيو/حزيران، تحمل مساعدات إنسانية للفلسطينيين الذين يعانون من الجوع ويخضعون لحصار إسرائيلي صارم منذ 2 مارس/آذار. وقد تم تخفيف الحصار جزئياً الشهر الماضي فقط، وسط ضغوط دولية متزايدة.

أساطيل تحاول كسر حصار إسرائيل على غزة
حاولت العديد من سفن أسطول الحرية كسر الحصار المفروض على غزة.
في عام 2008، نجح قاربان من حركة غزة الحرة في الوصول إلى غزة، وهو ما يمثل أول كسر للحصار البحري الإسرائيلي. استمرت الحركة، التي تأسست في عام 2006 على يد ناشطين خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، في إطلاق 31 قارباً بين عامي 2008 و2016، خمسة منها وصلت إلى غزة رغم القيود الإسرائيلية المشددة.
ومنذ عام 2010، اعترضت إسرائيل جميع الأساطيل التي حاولت كسر حصار غزة أو هاجمتها في المياه الدولية.
فيما يلي شرح للمواقع التقريبية التي تم فيها إيقاف أساطيل السفن البارزة، والتي واجه بعضها قوات إسرائيلية قاتلة:
2010 - أسطول الحرية لغزة
في عام 2010، داهمت قوات الكوماندوز الإسرائيلية سفينة "مافي مرمرة" في المياه الدولية. أسفر الهجوم عن استشهاد 10 نشطاء وإصابة العشرات، مما أدى إلى غضب عالمي. كانت السفينة تحمل مساعدات إنسانية وأكثر من 600 راكب.
وكانت السفينة "مافي مرمرة" مملوكة ومدارة من قبل مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH)، وهي منظمة تركية غير حكومية. وأدى الحادث إلى توتر شديد في العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وأثار إدانة واسعة النطاق لانتهاك القانون الدولي.
في عام 2013، اعتذرت إسرائيل عن "الأخطاء العملياتية" في الغارة. ولا تزال صفقة التعويضات قيد التفاوض بين البلدين. وتجري محاكمة الجنود والمسؤولين الإسرائيليين الذين شاركوا في الهجوم غيابياً في تركيا بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
2011 - أسطول الحرية الثاني
تم إطلاق أسطول الحرية الثاني في عام 2011 كمتابعة لمهمة عام 2010. وقد نظمه تحالف من النشطاء الدوليين والمنظمات غير الحكومية الدولية، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية. ضم الأسطول أكثر من 300 مشارك من جميع أنحاء العالم، وكان من المقرر أن يبحر على متن 10 سفن.
إلا أن الضغوط الدبلوماسية المكثفة التي مارستها إسرائيل، إلى جانب التقارير التي تحدثت عن تخريب السفن والقيود التي فرضتها الدول المضيفة مثل اليونان، حالت دون مغادرة معظم السفن.
كانت سفينة "الكرامة" وحدها هي التي كادت أن تصل إلى غزة. وقد أعلنت السفينة الفرنسية، التي كانت تتسع لـ17 راكباً في البداية، أن وجهتها كانت ميناءً مصرياً عند مغادرتها المياه اليونانية، لكن الناشطين أعلنوا لاحقاً أنهم متجهون إلى غزة. اعترضت قوات الكوماندوز البحرية الإسرائيلية السفينة وسحبتها إلى أشدود. وتم احتجاز النشطاء لاستجوابهم وترحيلهم في وقت لاحق.
2015 - أسطول الحرية الثالث
تم إطلاق أسطول الحرية الثالث في عام 2015 كثالث محاولة كبرى من قبل النشطاء الدوليين لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. وشملت المهمة، التي نظمها أسطول الحرية الثالث، عدة سفن، وكانت السفينة "ماريان" التي ترفع العلم السويدي من غوتنبرغ تقود الجهود.
في 29 يونيو 2015، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية السفينة "ماريان" على بعد حوالي 100 ميل بحري من ساحل غزة في المياه الدولية. صعدت قوات الكوماندوز على متن السفينة وحولت مسارها إلى أشدود. تم احتجاز النشطاء الذين كانوا على متنها وترحيلهم لاحقاً، وتم الإفراج عن بعض أفراد الطاقم بعد ستة أيام.
شاهد ايضاً: أين يعيش ستة ملايين لاجئ سوري اليوم؟

2018 - المستقبل العادل لفلسطين
كان أسطول "المستقبل العادل لفلسطين" - المعروف أيضاً باسم أسطول الحرية لغزة 2018 - جزءاً من الجهود المستمرة التي تبذلها حركة الحرية والعدالة لتحدي الحصار البحري الإسرائيلي على غزة. وضمت الحملة سفينتين رئيسيتين هما "العودة" و"الحرية"، إلى جانب سفينتي دعم هما "ميرياد" و"فلسطين".
شاهد ايضاً: عصبية ابن خلدون وسقوط بشار الأسد السريع
في 29 يوليو/تموز و3 أغسطس/آب 2018، اعترضت البحرية الإسرائيلية سفينتي "العودة" و"الحرية" واحتجزتهما في المياه الدولية. وقد تم اعتقال جميع من كانوا على متن السفينتين، وأبلغ بعضهم عن تعرضهم للصعق بالصواعق الكهربائية أو الاعتداء أو الضرب من قبل القوات الإسرائيلية.
وتم احتجاز معظم المشاركين في السفينة قبل ترحيلهم إلى بلدانهم.
2025 - كسر الحصار 'الضمير'
أثناء استعدادها للإبحار إلى غزة في 2 مايو/أيار، تعرضت سفينة "الضمير" للقصف مرتين من قبل طائرات مسلحة بدون طيار، على بعد 14 ميلاً بحرياً (25 كم) قبالة ساحل مالطا. أدى الهجوم إلى اندلاع حريق وتسبب بخرق كبير في هيكل السفينة، مما أجبر النشطاء الأتراك والأذريين الثلاثين الذين كانوا على متنها على بذل جهود يائسة لإخراج المياه من السفينة وإبقائها طافية.
وقد أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة في الهجوم، بما في ذلك حروق وجروح.
غزة تواجه المجاعة
وفقاً لأحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه واحد من كل خمسة فلسطينيين في غزة المجاعة بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل للقطاع، الذي استمر ثلاثة أشهر وخفف جزئياً الشهر الماضي، مما سمح بدخول بعض المساعدات الغذائية.
ويواجه نحو 1.95 مليون شخص، أو 93 في المائة من سكان القطاع، نقصاً حاداً في الغذاء.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن استمرار الحصار الإسرائيلي "سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من النزوح الجماعي داخل المحافظات وعبرها"، حيث ستنفد المواد الضرورية لبقاء الناس على قيد الحياة.
وعلى الرغم من مبادرة توزيع المساعدات التي تقودها إسرائيل وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تحمل اسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي بدأت بإيصال المساعدات إلى غزة الشهر الماضي، إلا أن مركز التوزيع الجديد الذي تم إنشاؤه في غزة تفكك في حالة من الفوضى في غضون ساعات من افتتاحه في 27 مايو/أيار، وشابته فظائع بعد إطلاق النار المميت في مراكز توزيع المساعدات.
ثمانية عشر عاماً من الحصار الإسرائيلي
يبلغ عدد سكان قطاع غزة حوالي 2.3 مليون نسمة، يعيشون في واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم.
ومنذ عام 2007، تفرض إسرائيل رقابة صارمة على المجال الجوي والمياه الإقليمية لغزة، وتفرض قيوداً على حركة البضائع والأشخاص من وإلى غزة.
حتى قبل الحرب، لم يكن لدى غزة مطارات عاملة بعد أن قصفت إسرائيل مطار ياسر عرفات الدولي وهدمته في عام 2001، بعد ثلاث سنوات فقط من افتتاحه.
ومرة أخرى أصبحت غزة مسرحاً للدمار والمعاناة الإنسانية على نطاق واسع، ولا تزال غزة المكان الذي يوصف غالباً بأنه "أكبر سجن مفتوح في العالم".
أخبار ذات صلة

لماذا تم اعتقال خمسة أشخاص بسبب تسريب وثائق حماس في إسرائيل؟

محتجون إسرائيليون يقاطعون خطاب نتنياهو مع استئناف محادثات الهدنة في غزة

إسرائيل تشن غارات على العاصمة السورية دمشق وموقع عسكري قرب حمص
