إغلاق مخيم الركبان وعودة الأمل للسوريين
أُغلق مخيم الركبان للنازحين، رمز معاناة الحرب في سوريا، مع عودة آخر العائلات إلى منازلها. خطوة تمثل نهاية مأساة إنسانية وتأملات جديدة في إعادة بناء الوطن. اكتشفوا قصص العودة والأمل على خَبَرَيْن.

تم إغلاق مخيم الركبان سيئ السمعة للنازحين في الصحراء السورية، وهو رمز مظلم للحرب الأهلية في البلاد، مع عودة آخر العائلات المتبقية إلى مسقط رأسها.
وقال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى يوم السبت على قناة X إنه مع تفكيك المخيم، "ينتهي فصل مأساوي وحزين من فصول قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب للنظام البائد".
وأضاف: "لم يكن الركبان مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي كان شاهداً على قسوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس يواجهون مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة".
شاهد ايضاً: ما هي المسيرة العالمية نحو غزة؟
أُنشئ المخيم في عام 2014 في ذروة الحرب الأهلية المدمرة في البلاد، وقد أقيم المخيم في منطقة خفض التصعيد التي تسيطر عليها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة التي تقاتل ضد تنظيم داعش.
واستُخدم المخيم لإيواء الفارين من مقاتلي داعش وقصف حكومة الديكتاتور بشار الأسد آنذاك، بحثاً عن ملجأ وأملاً في عبور الحدود إلى الأردن في نهاية المطاف.
لكن نظام الأسد نادراً ما سمح بدخول المساعدات إلى المخيم، حيث منعت الدول المجاورة أيضاً الوصول إلى المنطقة، مما جعل الركبان معزولاً لسنوات تحت حصار خانق.
عاش حوالي 8,000 شخص في المخيم، وكانوا يقيمون في منازل من الطوب الطيني، بينما تم تهريب المواد الغذائية والسلع الأساسية بأسعار مرتفعة.
ولكن بعد الإطاحة بالأسد في أعقاب هجوم خاطف قاده الرئيس الحالي للحكومة السورية المؤقتة، أحمد الشرع، في ديسمبر/كانون الأول، بدأت العائلات بمغادرة المخيم والعودة إلى ديارها.
وكان الشرع قد وعد بتوحيد سوريا بعد سقوط الأسد وإعادة بناء البلاد في الداخل والانضمام إلى الساحة الدولية في الخارج.
وفي الشهر الماضي، التقى الشرع بزعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا في قرار من شأنه أن يتيح للبلاد "فرصة للنمو". وقد حذا الاتحاد الأوروبي حذوه ورفع العقوبات أيضاً. وقد منحت هاتان الخطوتان سوريا شريان حياة حاسم للانتعاش الاقتصادي بعد ما يقرب من 14 عامًا من الحرب والدمار الاقتصادي.
'قصرٌ في عيني'
ياسمين الصلاح، التي عادت إلى منزلها بعد تسع سنوات من النزوح في مخيم الركبان واحتفلت بعيد الأضحى المبارك،قالت يوم الجمعة إن مشاعرها هي "سعادة لا يمكن وصفها".
وقالت الصلاح: "رغم أن بيتنا مدمر، ولا نملك المال، ونحن جائعون، وعلينا ديون، وزوجي كبير في السن ولا يستطيع العمل، ولدي أطفال، إلا أنه قصرٌ في عيني".
تضرر منزلها في بلدة القريتين في الجزء الشرقي من محافظة حمص خلال الحرب.
وقال وزير الطوارئ والكوارث السورية رائد الصالح في العاشر من الشهر الجاري إن إغلاق المخيم يمثل "نهاية واحدة من أقسى المآسي الإنسانية التي واجهها أهلنا النازحون".
وأضاف: "نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية مسار ينهي معاناة ما تبقى من المخيمات ويعيد سكانها إلى منازلهم بكرامة وأمان".
شاهد ايضاً: حلم والدتي المكسور في لم شمل العائلة في غزة
ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، فقد عاد 1.87 مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط الأسد.
أخبار ذات صلة

واحد من كل ستة أطفال يعيشون في مناطق النزاع هذا العام: يونيسف

رحيل بشار الأسد: السوريون يخرجون إلى الشوارع للاحتفال بأسبوع تاريخي

كيف لا تزال الخطوط الجوية اللبنانية تحلق في سماء الشرق الأوسط رغم الصواريخ والقذائف؟
