تصعيد العنف في الضفة الغربية واعتقالات جماعية
قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيًا في الضفة الغربية وسط تصعيد عنيف، مع دعوات لضم المزيد من الأراضي. الاعتقالات الجماعية مستمرة، والمستوطنون يهاجمون القرى. هل انتهى حل الدولتين؟ تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.

قتلت القوات الإسرائيلية رجلًا فلسطينيًا بالرصاص في الضفة الغربية المحتلة وسط تصعيد حاد في أعمال العنف، وذلك في أعقاب دعوة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش هذا الأسبوع إلى السيطرة على معظم الأراضي.
وحددت وزارة الصحة الفلسطينية هوية الشهيد بأنه أحمد شحادة (57 عاما)، وقالت إنه استشهد يوم الجمعة بـ"رصاص الاحتلال" قرب حاجز المربعة جنوب نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت مصادر عن عميد أحمد، مدير مركز الإسعاف والطوارئ التابع للهلال الأحمر في نابلس، قوله إن جنود الاحتلال منعوا طاقمه من الوصول إلى موقع إطلاق النار.
شاهد ايضاً: الجزيرة تدعو إلى عمل عالمي لحماية صحفيي غزة
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان له أن رجلاً "ألقى جسمًا مشبوهًا" على الجنود العاملين بالقرب من الحاجز، وبعد ذلك "قاموا بتصفيته".
وإلى الجنوب، نفذت القوات الإسرائيلية عدة مداهمات في بيت لحم، حيث دخل الجنود إلى منطقة خلايل اللوز جنوب شرق المدينة ونصبوا حاجزًا عسكريًا، وفقًا لمصادر".
كما أفادت المصادر بوقوع مداهمات على قريتي أرطاس والعبيات، حيث قام الجنود بتمزيق صور الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية.
وفي موازاة ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون يحملون السكاكين والعصي قرية خلة الضبع في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، مما أدى إلى إصابة 20 شخصًا، من بينهم رضيع يبلغ من العمر ثلاثة أشهر.
وقال الناشط الفلسطيني أسامة المخامرة إن الإصابات تراوحت بين كدمات وكسور وجروح ناجمة عن الطعنات، وأن تسعة أشخاص نُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد هدمت قبل أربعة أشهر 25 منزلاً ومنشأة زراعية وآبار مياه في القرية، بحجة "البناء غير المرخص".
وقد أعطيت حملة إسرائيل لتوسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية زخماً متجدداً من قبل وزير المالية اليميني المتطرف وزعيم المستوطنين سموتريتش، الذي قال يوم الأربعاء إن على إسرائيل ضم ما يقرب من 82 في المئة من الضفة الغربية.
وقال سموتريتش بفظاظة إنه يريد "الحد الأقصى من الأراضي والحد الأدنى من السكان" تحت السيادة الإسرائيلية، "لإزالة الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال بشكل نهائي".
ويعيش أكثر من 700,000 مستوطن، أو 10 في المئة من سكان إسرائيل، في 150 مستوطنة غير قانونية و 128 بؤرة استيطانية منتشرة في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
وقال خافيير أبو عيد، مدير الاتصالات السابق في منظمة التحرير الفلسطينية، إن الأعلام الإسرائيلية والمستوطنات أصبحت مرئية الآن عبر 30-40 كم (18-25 ميلًا) بين رام الله ونابلس.
وقال: "من الواضح أن الخرائط التي قدمها سموتريتش تم تصميمها على الأرض من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي".
'قليل جدًا ومتأخر جدًا'
وأطلق سموتريتش حملته المتطرفة في الوقت الذي تعهدت فيه فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وأستراليا وكندا بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.
وتأتي هذه الحملة الدبلوماسية في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجومها الشامل على قطاع غزة كجزء من خططها للاستيلاء على القطاع بأكمله، بينما تسرع في الخلفية خططها لضم الضفة الغربية.
يوم الجمعة، أعلنت وزيرة خارجية فنلندا إيلينا فالتونين على قناة X أن بلادها ستنضم إلى الحملة الدولية المتنامية لحل الدولتين، والتي تقودها فرنسا والمملكة العربية السعودية. ووصفت ذلك بأنه "أهم جهد دولي منذ سنوات لتهيئة الظروف لحل الدولتين".
في اليوم السابق، تبنى وزراء خارجية جامعة الدول العربية المجتمعون في القاهرة قرارًا يقول إن التعايش السلمي في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق بينما إسرائيل "تصدر تهديدات ضمنية باحتلال أو ضم المزيد من الأراضي العربية".
وقالت الجامعة العربية إن أي تسوية دائمة يجب أن تستند إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية لعام 2022، التي تعرض تطبيعاً كاملاً للعلاقات مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
لكن أبو عيد من منظمة التحرير الفلسطينية قال إن الوقت ينفد. وقال: "يشعر الكثيرون أنه لم يعد هناك حل الدولتين الذي يمكن الحديث عنه، وربما هذا الرد الدولي المتأخر الذي يعترف بدولة فلسطين يعتبر مرة أخرى أن الوقت قد تأخر كثيرًا".
الاعتقالات الجماعية
مع استيلاء إسرائيل على المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، كثفت قواتها من حملة الاعتقالات الجماعية، حيث اعتقلت ما لا يقل عن 70 شخصًا في عشرات القرى خلال الأسبوع الماضي.
وأفادت مصادر عن اعتقالات في بلدة حارس قرب سلفيت، حيث تم اعتقال رئيس المجلس القروي عمر سمارة ونائب رئيس المجلس القروي تيسير كليب و"عدد كبير من أهالي القرية".
كما اعتقلت القوات رجلًا في مدينة قلقيلية أثناء مداهمة منازل العائلات.
لطالما وصفت جماعات حقوق الإنسان ظروف السجن الإسرائيلية للفلسطينيين بأنها قاسية ومهينة، مع ورود تقارير عن الإهمال الطبي وسوء المعاملة.
وقد أصدر مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين بيانًا عن بلال البرغوثي البالغ من العمر 39 عامًا من بيت ريما والذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد في سجن جلبوع الإسرائيلي، واصفًا الظروف التي يحتجز فيها بأنها "قتل بطيء وتعذيب ممنهج".
وقال معتقلون سابقون إن البرغوثي، الذي يعاني من مجموعة من الأمراض المزمنة، فقد الكثير من وزنه، ومُنع من الزيارات، وتعرض للضرب والإهانات والسمط بالماء الساخن.
وقالت جمعية الأسرى الفلسطينيين يوم الجمعة إن القوات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 19,000 معتقل بما في ذلك 585 امرأة على الأقل و 1,550 طفلاً في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ بدء الحرب على غزة.
وقالت الجمعية إن هذا الرقم لا يشمل الاعتقالات في غزة نفسها، حيث يُعتقد أن العدد بالآلاف، بحسب بيانها الذي نقلته مصادر.
كما ذكرت الجمعية أن 77 فلسطينيًا قد لقوا حتفهم في المعتقلات الإسرائيلية، من بينهم 46 من غزة. ولا تزال إسرائيل تحتجز جثامين 74 من هؤلاء الشهداء، إلى جانب ما لا يقل عن 85 أسيرًا آخر تحتجز جثامينهم من قبل عائلاتهم.
أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يبدأ "توقفًا تكتيكيًا" يوميًا في أجزاء من غزة التي تعاني من المجاعة

جثث مشوهة تكشف فظائع الحياة والموت تحت حكم الديكتاتور الأسد في سوريا

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل شابًا فلسطينيًا خلال مداهمة في مدينة بالضفة الغربية المحتلة
