إيطاليا وإسبانيا تدعمان أسطول الصمود نحو غزة
إيطاليا وإسبانيا ترسلان سفنًا بحرية لدعم أسطول الصمود العالمي في مواجهة الحصار الإسرائيلي على غزة. مع تصاعد التوترات، هل ستنجح هذه الخطوة في إيصال المساعدات؟ اكتشف المزيد عن المخاطر والدعم المتزايد لفلسطين. خَبَرَيْن.



قررت كل من إيطاليا وإسبانيا هذا الأسبوع إرسال سفن بحرية لمساعدة أسطول الصمود العالمي في طريقه لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة.
وتأتي هذه الخطوة غير المسبوقة لدعم الأسطول المتجه نحو القطاع الفلسطيني بعد الهجمات المتكررة ضد أسطول الصمود، بما في ذلك هجوم بطائرة بدون طيار في وقت مبكر من يوم الأربعاء.
ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تقف وراء هذه الهجمات. ومع ذلك، وتماشياً مع العديد من عملياتها الخارجية المشبوهة، لم تعلق الحكومة الإسرائيلية على ذلك. ومع ذلك، فقد تصاعد الخطاب الإسرائيلي ضد الأسطول.
شاهد ايضاً: توقيع اتفاق بين متمردي M23 وجمهورية الكونغو الديمقراطية في قطر لإنهاء القتال في شرق الكونغو
ففي وقت مبكر من الرحلة، وصف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير النشطاء على متن الأسطول بـ"الإرهابيين" وقال إنه يجب معاملتهم على هذا الأساس. وفي الآونة الأخيرة، وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي حثت مرارًا وتكرارًا الأسطول على تفريغ حمولته في الأراضي الإسرائيلية، الجهود المبذولة لإيصال المساعدات بأنها "مبادرة جهادية".
فما مدى الخطر الذي يتعرض له الأسطول، وهل ستحدث السفن البحرية الإسبانية والإيطالية أي فرق؟
إليك ما نعرفه:
ما مدى الخطر الذي يتعرض له الأسطول؟
شاهد ايضاً: الحوثيون في اليمن يطلقون النار على مطار إسرائيلي أثناء البحث عن طاقم سفينة في البحر الأحمر
قال أسطول "صمود" العالمي إنه يتوقع هجومًا إسرائيليًا "وشيكًا" بعد أن اقترب من غزة. إسرائيل نفسها قالت إنها "لن تسمح لأي سفينة بالدخول إلى منطقة القتال النشط" وخرق حصارها البحري لغزة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد اعترضت ثلاث محاولات سابقة لإيصال مساعدات مماثلة إلى غزة هذا العام.
ففي مايو/أيار، هوجمت سفينة الضمير وأجبرت على العودة إلى الميناء في مالطا بعد استهدافها بطائرات بدون طيار. كما اعترضت إسرائيل محاولة أخرى في يونيو / حزيران عندما اعترضت إسرائيل سفينة "مدلين" في المياه الدولية واحتجزت طاقمها. كما اعترضت القوات الإسرائيلية محاولة ثالثة في يوليو من قبل السفينة حنظلة في المياه الدولية واحتجزت طاقمها.
{{MEDIA}}
ماذا قالت الحكومتان الإيطالية والإسبانية؟
في حديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي كان من بين أبرز منتقدي إسرائيل، للصحفيين: "إن حكومة إسبانيا تطالب بالامتثال للقانون الدولي واحترام حق مواطنيها في الإبحار في البحر الأبيض المتوسط في ظل ظروف آمنة."
أما موقف إيطاليا وحكومتها اليمينية، التي كثيرًا ما دعمت إسرائيل، فهو أقل وضوحًا. فعلى الرغم من وجود عدد من المواطنين الإيطاليين، بمن فيهم برلمانيون، على متن الأسطول، إلا أن دعم إيطاليا العسكري للمهمة يبدو مشروطًا.
فقد وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني مهمة الأسطول بأنها "غير مبررة وخطيرة وغير مسؤولة"، وفي حديثها خارج الأمم المتحدة يوم الأربعاء، حثت رئيسة الوزراء الإيطالية الأسطول على تسليم المساعدات التي ستصل إلى قبرص إلى البطريركية اللاتينية في القدس، والتي ستقوم بتوزيعها بعد ذلك. وهو ما رفضه أسطول الصمود العالمي.
لكن وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو قال يوم الأربعاء إن إرسال السفينة البحرية كان "عملاً إنسانياً".
وقال: "إنه ليس عملاً من أعمال الحرب. إنه ليس عملاً استفزازياً. إنه عمل إنساني، وهو واجب على الدولة تجاه مواطنيها".
{{MEDIA}}
ما مدى شعبية دعم فلسطين في إسبانيا وإيطاليا؟
يوجد في كل من إسبانيا وإيطاليا حركات كبيرة مؤيدة لفلسطين تم تحفيزها بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة.
وقد نُظمت احتجاجات حاشدة وحصار للموانئ في إيطاليا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يسلط الضوء على الدعم الجماهيري للقضية الفلسطينية في البلاد، حتى مع رفض الحكومة الإيطالية أن تحذو حذو العديد من جيرانها الأوروبيين في الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
شاهد ايضاً: والدة الناشطة المصريّة البريطانية المسجونة تحتفل بمرور 100 يوم على إضرابها عن الطعام، حسبما أفادت العائلة
وفي إسبانيا، تُرجم الدعم في الشوارع لفلسطين إلى دعم حكومي رسمي حيث أصبح سانشيز أحد أكثر قادة العالم صراحةً في انتقاد إسرائيل. وقد وافق رئيس الوزراء على فرض حظر كامل على توريد الأسلحة إلى إسرائيل ودعا إلى عدم السماح لإسرائيل بالمنافسة في الرياضة الدولية.
وأدت تسمية فريق لركوب الدراجات باسم إسرائيل إلى احتجاجات كبيرة في سباق فويلتا هذا الشهر في جميع أنحاء إسبانيا وهي مظاهرات حظيت بدعم سانشيز.
إذن ما هي السفن ولماذا هي هناك؟
أرسلت إيطاليا في البداية الفرقاطة البحرية فيرجينيو فاسان، التي اقتربت من الأسطول قبل أن يتم استبدالها بالفرقاطة ألبينو.
قالت البحرية الإيطالية إن السفينة التي أرسلتها إيطاليا لن تقوم بأي مهام مرافقة.
أبحرت سفينة الدورية الإسبانية فورور من ميناء قرطاجنة الإسباني يوم الخميس، متجهة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن إسبانيا قبلت طلباً من بلجيكا لمساعدة المواطنين البلجيكيين على متن الأسطول وتجري محادثات مع أيرلندا حول نفس الموضوع. وأضاف أن أسطول الصمود العالمي هو مهمة إنسانية ولا يشكل تهديداً لأحد.
هل القانون الدولي في صف الأسطول؟
شاهد ايضاً: إسرائيل تعيش في الماضي: إبادة جماعية مستمرة
بموجب القانون الدولي، يتمتع المدنيون المشاركون في تقديم المساعدات الإنسانية، مثل المتطوعين على متن الأسطول، بالحماية بموجب أحكام اتفاقية جنيف.
ووفقًا لمنظمي الأسطول، فإن أي هجوم على الأسطول سيشكل انتهاكًا للقانون الدولي وللأمر المؤقت الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير 2024، والذي يأمر إسرائيل بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويحظى الأسطول بحماية إضافية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وهذا يضمن حرية الملاحة و"المرور البريء" في المياه الإقليمية طالما أن الأسطول لا يهدد السلام أو الأمن.
وبموجب القانون البحري، يجوز للسفن الإيطالية والإسبانية العمل كرادع والمساعدة في أي عمليات بحث وإنقاذ، ولكن بخلاف ذلك يجب أن تعمل ضمن حدود قانونية صارمة. ومن الناحية العملية، تقصر هذه القواعد دورها على حماية ودعم الأسطول دون التعدي على الأراضي الإسرائيلية.
أخبار ذات صلة

قاضي أمريكي يأمر بالإفراج عن الناشط الفلسطيني محمود خليل

رصد الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في لبنان

مقتل ثلاثة على الأقل جراء قصف إسرائيل لجنوب وشرق لبنان
