تعميق التحالف الفلبيني الأمريكي لمواجهة الصين
وقّعت الفلبين والولايات المتحدة اتفاقية لتبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية، لتعزيز التعاون الأمني ومواجهة التهديدات الصينية. هذا الاتفاق يعزز العلاقات التاريخية بين البلدين ويساهم في تعزيز الأمن الإقليمي.
الفلبين والولايات المتحدة توقعان اتفاقية لتبادل المعلومات العسكرية لمواجهة الصين
وقّعت الفلبين والولايات المتحدة اتفاقًا لتبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية، في تعميق إضافي للعلاقات الأمنية بين البلدين الحليفين في معاهدة الدفاع، في الوقت الذي يسعيان فيه إلى مواجهة الصين الصاعدة من جديد.
وقد وقع وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو ونظيره الأمريكي الزائر لويد أوستن على الاتفاقية يوم الاثنين خلال حفل أقيم في وزارة الدفاع الوطني في العاصمة الفلبينية مانيلا.
وقال مسؤولون إن الاتفاقية، التي تسمى اتفاقية الأمن العام للمعلومات العسكرية، تسمح بتبادل المعلومات السرية التي يمكن أن تفيد الدفاع الوطني لحليف الولايات المتحدة، وتيسر بيع بعض التقنيات السرية.
وزيارة أوستن هي الرابعة له إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، ومن المرجح أن تكون الأخيرة له قبل أن يتخلى عن منصبه في يناير/كانون الثاني عندما يعود الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي بيان مقتضب نُشر على موقع X، قال أوستن إن الولايات المتحدة والفلبين "ملتزمتان بتعميق تحالفنا، وتعزيز الأمن الإقليمي، ودعم قيمنا المشتركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
ولم يدل تيودورو بأي تصريحات في حفل التوقيع، لكن وزارة الدفاع الوطني قالت إن الاتفاق "خطوة حاسمة لتعزيز تبادل المعلومات وتعميق التعاون البيني بين الفلبين والولايات المتحدة".
وقد تعمقت الارتباطات الأمنية بين مانيلا وواشنطن في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفلبيني فرديناند ماركوس الابن، حيث يحرص الزعيمان على مواجهة ما يعتبرانه سياسات الصين العدوانية في بحر الصين الجنوبي وبالقرب من تايوان.
وترتبط الدولتان بمعاهدة دفاع مشترك يعود تاريخها إلى عام 1951، والتي يمكن الاحتجاج بها إذا تعرض أي من الجانبين لهجوم، بما في ذلك في بحر الصين الجنوبي. وفي سبتمبر/أيلول، أعربت الفلبين أيضًا عن اهتمامها بالحصول على منظومة صواريخ تايفون الأمريكية متوسطة المدى، والتي أحضرتها الولايات المتحدة إلى البلاد لإجراء تدريبات مشتركة في وقت سابق من هذا العام.
وفي يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم تمويلاً عسكرياً بقيمة 500 مليون دولار للفلبين. كما زار أوستن الفلبين في عام 2023، حيث أعلن البلدان عن اتفاق يسمح للقوات الأمريكية بالوصول إلى أربع قواعد عسكرية أخرى في البلاد.
وقد تجاهلت الصين حكمًا دوليًا بأن مزاعمها بشأن بحر الصين الجنوبي ليس لها أساس قانوني، ونشرت سفنًا تابعة للبحرية وخفر السواحل تقول مانيلا إنها تضايق سفنها وتمنعها من الوصول إلى بعض الشعاب المرجانية والجزر في المياه.
وقد أدى ذلك إلى مواجهات عنيفة أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الأفراد الفلبينيين وإلحاق أضرار بسفنهم في الأشهر ال 18 الماضية. كما أدى ذلك إلى مخاوف من إمكانية انجرار الولايات المتحدة إلى نزاع مسلح بسبب معاهدة الدفاع التي أبرمتها مع الفلبين.
وعقب توقيع الاتفاقية، عقد أوستن اجتماعًا مع ماركوس في قصر مالاكانانج الرئاسي.
وقالت وزارة الدفاع الوطني إنه من المقرر أن يزور أوستن أيضًا جزيرة بالاوان الغربية يوم الثلاثاء لعقد اجتماع مع مسؤولي القوات الفلبينية المسؤولة عن تسيير دوريات في بحر الصين الجنوبي.