مقتل الناشط الفلسطيني عودة حدالين برصاص مستوطنين
قُتل الناشط الفلسطيني عودة حدالين برصاص مستوطن إسرائيلي في قرية أم الخير، وهو معروف بمساهمته في فيلم "لا أرض أخرى". الحادث يأتي في ظل تصاعد العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. تفاصيل مروعة عن الاعتداءات المستمرة.

قال مسؤولون محليون وصحفيون إن مستوطناً إسرائيلياً أطلق النار على الناشط والمدرس الفلسطيني عودة محمد حدالين في قرية أم الخير في مسافر يطا بالضفة الغربية المحتلة ما أدى إلى استشهاده.
كان حدالين معروفاً بنشاطه، بما في ذلك مساعدته لصانعي فيلم "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار، والذي يوثق اعتداءات المستوطنين والجنود الإسرائيليين على المجتمع الفلسطيني في مسافر يطا.
وكتبت وزارة التربية والتعليم في السلطة الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من يوم الاثنين أن حدالين "قُتل برصاص المستوطنين... خلال هجومهم على قرية أم الخير" بالقرب من الخليل.
كما أكد مخرجا فيلم "لا أرض أخرى" الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام والصحفي الفلسطيني باسل عدرا استشهاد الناشط بعد إطلاق النار عليه.
وكتب عدرا على وسائل التواصل الاجتماعي: "صديقي العزيز عودة ذُبح هذا المساء".
وأضاف: "كان يقف أمام المركز الجماهيري في قريته عندما أطلق مستوطن رصاصة اخترقت صدره وأودت بحياته".
وتابع: "هذه هي الطريقة التي تمحونا بها إسرائيل حياة واحدة في كل مرة."
ووصف المخرج المشارك أبراهام عودة بأنه "ناشط رائع ساعدنا في تصوير فيلم "لا أرض أخرى في مسافر يطا".
كما نشر أبراهام مقطع فيديو للحادث وقال إن "السكان تعرفوا على ينون ليفي، المعاقب من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، على أنه مطلق النار".
وقال أبراهام: "هذا هو في الفيديو وهو يطلق النار بجنون".
عودة مات للتو. قُتل. https://t.co/rRWqSa48iN
- يوفال أبراهام (@yuval _abraham) 28 يوليو 2025
اعترفت الشرطة الإسرائيلية بأنها تحقق في "حادث وقع بالقرب من الكرمل، وهي مستوطنة إسرائيلية غير قانونية مجاورة لأم الخير.
وجاء في بيان صادر عن الشرطة أنه "تم اعتقال مواطن إسرائيلي في مكان الحادث ثم اعتقلته الشرطة للتحقيق معه".
وأضافت الشرطة أن الجنود الإسرائيليين اعتقلوا أيضاً أربعة فلسطينيين "على صلة بالحادث، إلى جانب سائحين أجنبيين كانا في المكان".
وأضافت الشرطة أنه "في أعقاب الحادث، تم التأكد من مقتل فلسطيني، ويجري التحقق من ضلوعه في الحادث على وجه الدقة".
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن فلسطينيًا ثانيًا أصيب في الهجوم بعد تعرضه للضرب على يد مستوطن. وأضافت وفا أنه تم نقله إلى المستشفى بسيارة إسعاف.
وينحدر حدالين من مسافر يطا، وهي سلسلة من القرى الفلسطينية الواقعة على التلال جنوب الخليل، حيث حارب السكان لعقود من أجل البقاء في منازلهم بعد أن أعلنت إسرائيل المنطقة منطقة "إطلاق نار" أو منطقة تدريب عسكرية إسرائيلية.
كانت جهودهم لمنع القوات الإسرائيلية من تدمير منازلهم موضوع فيلم "لا أرض أخرى"، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار في مارس/آذار.
وتأتي وفاة حدالين في الوقت الذي أصدرت فيه منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" تقريرًا يوم الاثنين تتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وقالت منظمة بتسيلم إن هناك "ارتفاعاً غير مسبوق في الهجمات اليومية التي يشنها المستوطنون، وغالباً ما يكونون مسلحين ومجهزين بكامل عتادهم العسكري، على الفلسطينيين في الضفة الغربية".
وقالت بتسيلم إن "هذه الهجمات تشمل الحرق المتعمد، والسرقة، واقتحام المنازل والاستيلاء عليها، والتهديدات المسلحة، والضرب، وغير ذلك"، وتحدث بدعم من "الحكومة الإسرائيلية ووكالات إنفاذ القانون".
ويعيش حوالي 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب ما يقرب من نصف مليون إسرائيلي يعيشون في المستوطنات التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الشاب محمد سامر سليمان الجمل البالغ من العمر 27 عاماً توفي متأثراً بجراحه بعد إطلاق النار عليه من قبل القوات الإسرائيلية عند حاجز على المدخل الشمالي لمدينة الخليل مساء الاثنين، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". وأضافت أن القوات الإسرائيلية تركت سليمان الجمل ينزف حتى الموت ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
وقد قتل الجنود والمستوطنون الإسرائيليون أكثر من 1,000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقُتل أكثر من 30 إسرائيليًا، من بينهم مدنيون وجنود، في الضفة الغربية المحتلة خلال الفترة نفسها.
أخبار ذات صلة

إسرائيل تواصل قصف غزة، مما أسفر عن استشهاد 72، فيما تعثرت محادثات الهدنة

وزير الخارجية السوري: سيزور المملكة العربية السعودية في أول رحلة رسمية خارج البلاد

لاجئو السودان في لبنان يناشدون للإجلاء بعد فقدان كل الخيارات
