روسيا والصين تحذران من تصعيد التوترات مع إيران
أدانت روسيا والصين الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، محذرتين من تصعيد خطير قد يجر العالم إلى حرب شاملة. بوتين يدعو للدعم الإيراني، بينما الصين تحث على العودة للدبلوماسية. الأوضاع تتجه نحو عدم الاستقرار.

أدانت روسيا والصين بشدة الهجمات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية، محذرين من أنها قد تجر العالم إلى حرب أوسع نطاقًا وتشكل سابقة دولية خطيرة.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الضربات الأمريكية بأنها "غير مبررة" وقال إنها تدفع العالم نحو نقطة تحول خطيرة.
وفي حديثه بعد محادثات أجراها مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في الكرملين، قال بوتين إن موسكو ستحاول مساعدة الشعب الإيراني لكنه لم يوضح كيف.
وقال بوتين لعراقجي: "إن العدوان غير المبرر على الإطلاق ضد إيران لا أساس له ولا مبرر". "من جانبنا، نحن نبذل جهودًا لمساعدة الشعب الإيراني."
كما كان للحكومة الصينية رأي آخر، حيث أدان وزير الخارجية وانغ يي الضربات الإسرائيلية على إيران والقصف الأمريكي لمنشآتها النووية. وقال إن منطق الهجوم على "تهديدات مستقبلية محتملة" يرسل إشارة خاطئة للعالم، وحث على العودة إلى الدبلوماسية.
ودعا وانغ جميع الأطراف إلى "استئناف الحوار والتفاوض فورًا"، محذرًا من أن التصعيد يهدد بزعزعة استقرار المنطقة.
وضع العالم "على خط خطير للغاية"
تصاعدت حدة التوترات في الأيام الأخيرة، حيث ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤولون الإسرائيليون علناً إمكانية اغتيال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والدفع باتجاه تغيير النظام وهي خطوات حذر الكرملين من أنها قد تُدخل المنطقة في حرب شاملة.
وخلال الاجتماع الرفيع المستوى في الكرملين يوم الاثنين، أفادت تقارير أن عراقجي سلّم بوتين رسالة من خامنئي رغم عدم الكشف عن محتواها. وقال مصدر إيراني رفيع المستوى إن الرسالة دعت إلى زيادة الدعم الروسي، لكن موسكو لم تؤكد تلقيها أي نداء من هذا القبيل.
وفي وقت لاحق، تحدث بوتين، بينما كان يخاطب تجمعاً لنخبة من المجندين العسكريين، بشكل أوسع عن تزايد عدم الاستقرار. وقال: "إن القوى خارج المنطقة تنجذب أيضًا إلى الصراع". "كل هذا يضع العالم على خط خطير للغاية."
وعلى الرغم من توقيع اتفاق استراتيجي مع إيران مدته 20 عاماً في وقت سابق من هذا العام، إلا أن روسيا تجنبت تقديم التزامات عسكرية ملموسة للدفاع عن طهران، كما أن الاتفاق يفتقر إلى أي بند دفاعي متبادل.
الإحباط الإيراني
أعرب المسؤولون الإيرانيون، الذين تحدثوا دون الكشف عن هويتهم، عن إحباطهم من تقاعس موسكو الملموس. وقالوا إن طهران شعرت بالخذلان من قبل كل من روسيا والصين، على الرغم من الدعوات المتكررة لتقديم الدعم.
ورفض نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف القول ما إذا كانت إيران قد طلبت أسلحة أو مساعدات عسكرية، لكنه أصر على أن علاقات موسكو مع طهران لا تزال قوية. وقال ريابكوف: "شراكتنا الاستراتيجية مع إيران غير قابلة للكسر"، مضيفًا أن لإيران كل الحق في الدفاع عن نفسها.
ومع ذلك، يبدو الكرملين حذرًا من أي خطوة قد تثير مواجهة مباشرة مع واشنطن، لا سيما في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى تخفيف حدة التوتر مع موسكو في خضم الحرب في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن التطورات بين الولايات المتحدة وإيران لن تؤثر على الحوار الروسي-الأمريكي، واصفاً إياها بـ"عمليات منفصلة".
لا تزال ذكريات الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قائمة. وفي جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الأحد، عقد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مقارنات مع غزو العراق عام 2003. وذكّر كيف ادعت الولايات المتحدة زوراً أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل.
وقال نيبينزيا: "مرة أخرى، يُطلب منا أن نصدق قصص الولايات المتحدة الخيالية". "وهذا يعزز قناعتنا بأن التاريخ لم يعلم زملاءنا الأمريكيين شيئًا."
لقد قدمت روسيا والصين وباكستان قرارًا مشتركًا يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الشرق الأوسط.
أخبار ذات صلة

صراع إسرائيل وإيران: كيف تعمل الصواريخ الباليستية وأين يمكن أن تصل؟

إيران تتهم الزوجين البريطانيين المحتجزين بالتجسس

"غزة تخشى رئاسة ترامب: إسرائيل ستواصل غزواتها بسهولة أكبر"
