اتهامات متبادلة بين السودان والإمارات تتصاعد
دحضت الحكومة العسكرية السودانية اتهامات الإمارات بقصف مقر سفيرها، مشيرةً إلى قوات الدعم السريع. الإمارات أدانت الهجوم واعتبرته انتهاكًا صارخًا، بينما اتهم الجيش السوداني الميليشيا بتحمل المسؤولية. تفاصيل الأزمة تتصاعد. خَبَرْيْن.
الجيش السوداني ينفي استهدافه للمكتب الدبلوماسي الإماراتي في الخرطوم
دحضت الحكومة العسكرية السودانية الاتهامات التي وجهتها دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قواتها بقصف مقر إقامة سفيرها في الخرطوم، مشيرةً بدلاً من ذلك إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة لها.
وقالت الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من يوم الاثنين إن المقر الدبلوماسي تعرض لهجوم من قبل طائرة عسكرية سودانية، وأدانت الهجوم ووصفته بـ "الهجوم الشنيع". وسبق أن اتهمت الحكومة في الخرطوم، التي تخوض حملة جديدة لاستعادة السيطرة على العاصمة، الإمارات العربية المتحدة بدعم قوات الدعم السريع، التي تخوض معها حربًا منذ أكثر من عام.
وقالت وزارة خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة في بيان لها: "دعت الإمارات العربية المتحدة الجيش إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن هذا العمل الجبان".
ووصفت الوزارة الهجوم بأنه "انتهاك صارخ للمبدأ الأساسي لحرمة المباني الدبلوماسية"، وقالت الوزارة إن الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى.
وأضافت أنها سترسل شكاوى إلى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
ورداً على ذلك، أصدر الجيش السوداني بياناً ألقى فيه باللوم على قوات الدعم السريع للقيام بهذه "الأعمال المشينة والجبانة".
شاهد ايضاً: استهداف العاملين في المجال الإنساني؟ ارتفاع عدد القتلى من موظفي الإغاثة في عام 2024 إلى مستويات غير مسبوقة
وفي انتقاد واضح لخصمه، الذي يقاتل من أجل السيطرة على مساحات من السودان منذ أبريل/نيسان 2023، قال الجيش إنه "لا يستهدف مقار البعثات الدبلوماسية أو وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات الطوعية ولا يحولها إلى قواعد عسكرية وينهب أصولها".
وأضاف البيان: "إن من يقوم بهذه الأعمال الشنيعة والجبانة هي الميليشيا الإرهابية المتمردة (قوات الدعم السريع)... تدعمها في ارتكاب كل ذلك دول معروفة للعالم".
وكانت الحكومة العسكرية قد اتهمت دولة الإمارات بتقديم السلاح والدعم لقوات الدعم السريع في الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وأشعلت أزمة إنسانية خانقة.
وفي يونيو الماضي، اتهم سفير السودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس محمد، أبو ظبي بتقديم الدعم المالي والعسكري لقوات الدعم السريع، وزعم أن هذه المساعدة هي "السبب الرئيسي وراء هذه الحرب التي طال أمدها".
وقد وصفت الدولة الخليجية هذه المزاعم بـ "التضليل"، قائلةً أن جهودها تتركز حصرياً على وقف التصعيد وتخفيف المعاناة الإنسانية في السودان.
ومع ذلك، فقد وصف مراقبو عقوبات الأمم المتحدة الاتهامات بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت الدعم العسكري لقوات الدعم السريع بأنها ذات مصداقية.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من 25 مليون شخص - أي نصف سكان السودان - بحاجة إلى مساعدات، وأن المجاعة تلوح في الأفق، وأن حوالي 8 ملايين شخص فروا من ديارهم.