غارات إسرائيلية على قطر تثير ردود فعل عالمية
قصفت إسرائيل الدوحة مستهدفة قادة حماس في هجوم أثار إدانات واسعة. الهجوم يأتي في وقت حساس بينما كانت قطر تتوسط لوقف إطلاق النار في غزة. ماذا يعني هذا التصعيد للشرق الأوسط؟ اكتشف التفاصيل الكاملة على خَبَرَيْن.

قصفت إسرائيل العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، في هجمات صاروخية قالت إنها استهدفت قادة كبار في حركة حماس، بمن فيهم مفاوضون من الحركة الفلسطينية الذين شاركوا في محادثات بشأن تأمين وقف إطلاق النار في غزة.
وقد أدانت قطر الهجوم واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي وسيادتها، كما أدانت عدة دول وتكتلات الهجوم على إسرائيل.
وجاء الهجوم في الوقت الذي كانت فيه قطر، وهي أحد الوسطاء الرئيسيين بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وحماس من جهة أخرى، تحاول التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 64,600 شخص منذ أكتوبر 2023، عندما شنت حربًا على القطاع الفلسطيني.
إليكم ما نعرفه حتى الآن عن الغارات الإسرائيلية يوم الثلاثاء:
ماذا حدث في قطر؟
في يوم الثلاثاء، حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت غرينتش)، سُمع دوي عدة انفجارات في الدوحة، وتصاعدت أعمدة الدخان الداكنة فوق أفق السماء.
أبلغ الناس عن سماع دوي الانفجارات في الأحياء في جميع أنحاء المدينة. كما سُمعت أصواتها في مكتب قناة الجزيرة في المدينة.
بعد فترة وجيزة من الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي (13:00 بتوقيت غرينتش)، أكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق صواريخ على الدوحة، مستهدفاً مجمعاً يُعتقد أنه كان يستضيف قادة سياسيين من حماس. وبعد فترة وجيزة، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانًا أدانت فيه الهجوم.
وهذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها إسرائيل قطر، وهي الدولة التي زارها مفاوضوها مرارًا وتكرارًا خلال العامين الماضيين لإجراء محادثات وقف إطلاق النار بوساطة الحكومة في الدوحة.
أين وقع الهجوم في قطر؟
وقع الهجوم في منطقة بحيرة الخليج الغربي في الدوحة، وهي موطن العديد من السفارات الأجنبية والمدارس ومحلات السوبر ماركت والمجمعات السكنية. يقطن المنطقة قطريون ومقيمون من جميع أنحاء العالم.
ماذا قالت حماس؟
قال مسؤول في حماس إن الهجوم استهدف مفاوضي حماس لوقف إطلاق النار. وقد جاء الهجوم في الوقت الذي كان فيه مفاوضو حماس يجتمعون للنظر في آخر مقترح لوقف إطلاق النار قدمته الولايات المتحدة.
إلا أن سهيل الهندي، عضو المكتب السياسي لحماس، أكد أيضاً أن قيادة الحركة التي استهدفت في الدوحة قد نجت من الهجوم.
ومن بين الذين يُعتقد أنهم استُهدفوا القياديان البارزان خليل الحية وخالد مشعل.
شاهد ايضاً: تحذير من رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية: الهجوم الإسرائيلي قد يدفع إيران للسعي نحو امتلاك أسلحة نووية
وقال الهندي إن الهجوم أسفر عن استشهاد نجل الحية، همام، وأحد كبار مساعديه. وأضاف أن الاتصال فُقد أيضاً مع ثلاثة حراس شخصيين آخرين.
وشدد على أن فقدان أي أرواح كان أمرًا مأساويًا.
وقال الهندي إن "دم قيادة الحركة مثل دم أي طفل فلسطيني".
ما الذي نعرفه عن الضحايا؟
بالإضافة إلى همام نجل الحية، وأحد مساعديه، أكدت قطر في وقت متأخر من المساء مقتل مسؤول أمني قطري واحد على الأقل في الهجوم. وقالت وزارة الداخلية القطرية إن أفراداً آخرين من قوات الأمن القطرية أصيبوا بجروح.
وقالت الوزارة في بيان لها: "تواصل الطواقم المختصة فحص المنطقة المستهدفة وتأمينها مع شعبة المتفجرات بقوات الأمن الداخلي".
وقالت حماس إن ستة أشخاص استشهدوا في المجمل.
ماذا قالت إسرائيل؟
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منشورًا على موقع "إكس" يوم الثلاثاء قال فيه إن إسرائيل تصرفت بمفردها في الهجوم.
وجاء في المنشور المستفز: "إن عملية اليوم ضد كبار قادة الإرهاب في حماس كانت عملية إسرائيلية مستقلة تماماً".
وقال البيان: "لقد بادرت إسرائيل بتنفيذها ونفذتها وتتحمل المسؤولية الكاملة عنها".
وأصدر نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بيانًا مشتركًا يبرر فيه الهجوم ويربطه بإطلاق النار في القدس الشرقية المحتلة يوم الاثنين الذي قتل فيه ستة إسرائيليين.
وجاء في البيان أن "رئيس الوزراء ووزير الدفاع يعتقدان أن العملية مبررة تماماً في ضوء حقيقة أن قيادة حماس هذه هي التي بادرت ونظمت مجزرة 7 أكتوبر، ولم تتوقف عن شن أعمال القتل ضد دولة إسرائيل ومواطنيها منذ ذلك الحين".
وتشكل الغارات على الدوحة انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة انتهاكًا لسيادة قطر وسلامة أراضيها.
أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد بالهجوم في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا بفظاظة "أهنئ سلاح الجو، (الجيش الإسرائيلي)، والشاباك وجميع قوات الأمن على العملية الاستثنائية لإحباط أعدائنا."
كيف كان رد فعل السلطات الفلسطينية الأخرى؟
قال مصطفى البرغوثي، وهو الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة يمثل "نقطة تحول ستكون لها تداعيات خطيرة" على الشرق الأوسط.
وقال البرغوثي: "هذه العملية ضد قطر التي تقود جهود الوساطة، وضد قيادة حماس التي تناقش الاقتراح الأمريكي". "هل هناك وقاحة أسوأ من هذه العملية؟"
كيف كان رد فعل قطر؟
أصدر ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزير الخارجية القطري، بياناً أدان فيه الهجوم. وجاء في البيان: "يشكل هذا الهجوم الإجرامي انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية وتهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في قطر".
وقال: "إن دولة قطر إذ تدين بشدة هذا الاعتداء، فإنها تؤكد أنها لن تتسامح مع هذا السلوك الإسرائيلي المتهور واستمرار عبثه بالأمن الإقليمي، وأي عمل يستهدف أمنها وسيادتها. التحقيقات جارية على أعلى المستويات، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل حال توفرها."
ما هي آخر المستجدات في قطر؟
قالت وزارة الداخلية القطرية أن الوضع آمن، وأن الانفجارات التي سُمع دويها في الدوحة كانت نتيجة هجوم على مقر سكني لحماس.
وقالت الوزارة في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "تؤكد الوزارة أن الفرق المختصة تعمل في مكان الحادث، والوضع آمن، وتهيب بالجميع استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية".
وأكدت الخطوط الجوية القطرية في بيان لها أن عملياتها الجوية لم تتأثر.
وجاء في البيان "لم تؤثر الأحداث المؤسفة التي وقعت مؤخراً في الدوحة على عمليات الخطوط الجوية القطرية ولم تحدث أي اضطرابات نتيجة لذلك. إن سلامة وأمن مسافرينا كانت وستظل دائماً على رأس أولوياتنا."
وكانت السفارة الأمريكية في قطر قد أصدرت أمرًا بإبقاء موظفيها في أماكنهم. إلا أنها رفعت الأمر بعد ذلك بوقت قصير.
كيف كان رد فعل المجتمع الدولي؟
أدانت عدة دول الهجوم الإسرائيلي على قطر.
فقد قالت وزارة الخارجية السعودية إنها "تدين وتستنكر بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الغاشم والانتهاك الصارخ لسيادة دولة قطر الشقيقة"، مضيفةً أنها تؤكد "تضامنها الكامل" مع الدولة الخليجية الشقيقة.
وحذرت الرياض من "العواقب الوخيمة المترتبة على تمادي الاحتلال الإسرائيلي في تجاوزاته الإجرامية وانتهاكه الصارخ لمبادئ القانون الدولي وكافة الأعراف الدولية".
وقالت وزارة الخارجية التركية إن الهجوم الإسرائيلي يكشف أن إسرائيل غير معنية بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة.
وقالت الوزارة في بيان لها إن "استهداف وفد حماس المفاوض في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات وقف إطلاق النار يدل على أن إسرائيل لا تهدف إلى التوصل إلى سلام، بل إلى مواصلة الحرب".
وأصدر وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بيانًا أعرب فيه عن تضامنه مع قطر، واصفًا الهجوم بـ"السافر والجبان".
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية الهجوم "انتهاكًا للقانون الدولي"، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية.
وكتب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا العمل العدواني من قبل إسرائيل غير مبرر على الإطلاق، وهو انتهاك سافر لسيادة قطر وسلامة أراضيها، ويشكل أخطر استفزاز يمكن أن يعرض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر."
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات بأنها "انتهاك صارخ" لسيادة قطر وسلامة أراضيها.
كما أدانت كل من مصر والكويت والأردن والعراق وسوريا وجزر المالديف ولبنان والمغرب والجزائر ومجلس التعاون الخليجي الهجوم.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منشور على موقع X إن الهجوم على قطر "غير مقبول مهما كان السبب"، معربًا عن تضامنه مع أمير قطر. وأضاف: "يجب ألا تنتشر الحرب في المنطقة تحت أي ظرف من الظروف".
وحذرت المملكة المتحدة من "تصاعد العنف" في المنطقة وقالت إنها لم يكن لديها علم مسبق بالهجوم.
أخبار ذات صلة

إسرائيل تجوع غزة: 263 حالة وفاة بسبب المجاعة، بينهم 112 طفلاً

اعتقال ابن عم الأسد المعروف بدوره في قمع الاحتجاجات في سوريا

إسرائيل والمحكمة الجنائية الدولية: ردّ أكاديمي على مقال في واشنطن بوست
