تقدم دبلوماسي في محادثات وقف إطلاق النار بلبنان
تقدم إسرائيل في محادثات وقف إطلاق النار مع حزب الله، رغم عدم تلقي الحزب أي مقترحات جديدة. التصريحات تشير إلى تصعيد دبلوماسي مع تحديات كبيرة، بينما تواصل إسرائيل ضرباتها في لبنان. تفاصيل أكثر على خَبَرَيْن.
إسرائيل تلاحظ "تقدماً" في محادثات الهدنة مع لبنان، لكن لا اتفاق حتى الآن
تقول إسرائيل إن هناك "تقدمًا مؤكدًا" في المحادثات حول وقف إطلاق النار في لبنان، على الرغم من أن جماعة حزب الله المدعومة من إيران تقول إنها لم تتلق أي اقتراح سلام حتى الآن.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الاثنين إن التحدي الرئيسي يتمثل في فرض أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وأن إسرائيل تعمل مع الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية.
وأضاف: "سنكون مستعدين للتواجد هناك إذا علمنا أولاً وقبل كل شيء أن حزب الله ليس على حدودنا، وأنه شمال نهر الليطاني، وأن حزب الله لن يتمكن من التسلح مجدداً بأنظمة أسلحة جديدة".
يمر نهر الليطاني عبر جنوب لبنان، على بعد حوالي 30 كم (20 ميلاً) شمال الحدود الإسرائيلية.
وجاءت تصريحات ساعر بعد يوم واحد من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بأن الجيش الإسرائيلي قد هزم حزب الله، وأن القضاء على زعيمه حسن نصر الله كان تتويجاً للإنجاز الذي حققه.
وقال كاتس يوم الأحد: "مهمتنا الآن هي مواصلة الضغط من أجل تحقيق ثمار هذا النصر".
وفي بيروت، أقر مسؤول في حزب الله بتكثيف الجهود الدبلوماسية، مضيفًا أن الحزب لم يتلق أي اقتراح جديد لا من الحزب ولا من الحكومة اللبنانية.
وقال محمد عفيف في مؤتمر صحفي متلفز: "هناك حركة كبيرة بين واشنطن وموسكو وطهران وعدد من العواصم". وأضاف: "أعتقد أننا ما زلنا في مرحلة جس النبض وتقديم أفكار أولية ومناقشات استباقية، لكن حتى الآن لا يوجد شيء فعلي بعد".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأكثر مبيعاً في إسرائيل قد ذكرت يوم الاثنين أن إسرائيل ولبنان تبادلا مسودات عبر المبعوث الأمريكي عاموس هوخشتاين، مما يشير إلى تقدم في الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق.
ومنذ أواخر سبتمبر، أرسلت إسرائيل قواتها إلى جنوب لبنان بهدف معلن هو تأمين حدودها الشمالية من هجمات حزب الله الصاروخية والسماح لأكثر من 60 ألف نازح مدني بالعودة إلى منازلهم في الشمال.
كما كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية في جميع أنحاء لبنان، حيث ضربت منطقة البقاع الشرقي والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وجنوب البلاد - وهي جميع المناطق التي يسيطر عليها حزب الله. كما ألحقت خسائر فادحة في صفوف قيادة الحزب، حيث قتلت العديد من كبار أعضائه، بمن فيهم نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول.
وقد وسّعت إسرائيل حربها إلى لبنان بهدف تفكيك البنية التحتية لحزب الله بعد أكثر من عام من تبادل إطلاق النار شبه اليومي على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وتدعم الجماعة المدعومة من إيران حركة حماس الفلسطينية المتمركزة في غزة.
شاهد ايضاً: مُعاناة جد غزة الذي بكى على "روح روحه"
إلا أن حجم الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي - بدءاً من التفجير الجماعي لآلاف المباني السكنية في الجنوب وصولاً إلى تهجير عشرات الآلاف من السكان قسراً في مئات القرى - أثار تساؤلات حول نية إسرائيل، مما يشير إلى وجود حملة ممنهجة لتطهير المنطقة.
وقال سلطان بركات، أستاذ أول في السياسة العامة في جامعة حمد بن خليفة في قطر، للجزيرة نت، إنه في حين أن إسرائيل لها اليد العليا عندما يتعلق الأمر بمحاربة حزب الله، فإن قصفها المستمر للبنان يشير إلى "أجندة خفية".
وأضاف: "أعتقد أن هناك مستوى من التنسيق يجري على المستوى الإقليمي وربما على المستوى الوطني.
وأضاف بركات: "هناك تناقض بين القول إننا انتصرنا في الحرب ثم الرغبة في الاستمرار في هذه الحرب إلا إذا كانت الأجندة الخفية هي في الحقيقة زيادة الضغط على لبنان... إلى مستوى يصبح فيه لبنان غير ذي صلة في أي اتفاق مستقبلي".