مجاعة غزة تتفاقم وأصوات الضحايا ترتفع
ارتقى طفل فلسطيني ورجل بسبب المجاعة الناتجة عن التجويع الإسرائيلي في غزة، مع تصاعد حالات الوفاة. منظمة الصحة العالمية تدعو لإدخال المساعدات، بينما تتعرض المناطق الآمنة للقصف. الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل مأساوي. خَبَرَيْن.

ارتقى طفل فلسطيني يبلغ من العمر ست سنوات ورجل يبلغ من العمر 30 عاماً بسبب سوء التغذية الناتج عن التجويع الإسرائيلي للقطاع المحاصر، حسبما أعلن مستشفى ناصر في جنوب غزة، مع ارتفاع حالات الوفاة الناجمة عن الجوع واستمرار القصف الإسرائيلي المميت على القطاع.
وجاء ارتقاء وسام أبو محسن والشاب جمال فادي النجار يوم الثلاثاء بعد وقت قصير من إعلان وزارة الصحة في غزة عن ارتقاء خمسة أشخاص آخرين بسبب المجاعة خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 227 شخصاً، بينهم أكثر من 100 طفل.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حثت إسرائيل يوم الثلاثاء على السماح لها بتخزين الإمدادات الطبية في غزة قبل أن يمضي الجيش الإسرائيلي في خطته للاستيلاء على مدينة غزة، وهي خطوة أثارت إدانة دولية.
شاهد ايضاً: إسرائيل تحاول استغلال نضال البلوش
وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية: "نريد تخزين الإمدادات، وكلنا نسمع عن 'السماح بدخول المزيد من الإمدادات الإنسانية'، حسناً، هذا لم يحدث بعد، أو أنه يحدث بوتيرة منخفضة للغاية".
وفي سياق منفصل، قالت بريطانيا وكندا وأستراليا واليابان و23 من حلفائها الأوروبيين إن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها".
"المجاعة تتكشف أمام أعيننا. هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة الآن لوقف المجاعة وعكس مسارها"، قال وزراء خارجية الدول في بيان مشترك نشرته بريطانيا. "إننا ندعو حكومة إسرائيل إلى منح التصاريح لجميع شحنات المساعدات الدولية للمنظمات غير الحكومية وإلغاء حظر الجهات الإنسانية الأساسية من العمل".
إسرائيل تهاجم "المناطق الآمنة" وعمال الإنقاذ
شاهد ايضاً: ارتفاع عدد القتلى في الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا إلى 16 مع نزوح 120,000 من منطقة الحدود
قالت مصادر طبية في غزة للجزيرة إن ما لا يقل عن 67 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر يوم الثلاثاء، من بينهم 16 شخصًا كانوا يسعون جاهدين للحصول على مساعدات لعائلاتهم.
قصفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق من بينها المواصي التي أعلنتها إسرائيل "منطقة آمنة".
استشهدت عائلة مكونة من خمسة أفراد في ملجأها المؤقت هناك في وقت مبكر من صباح اليوم. كما وقعت هجمات مركزة على مدينة غزة، حيث تم استهداف المنازل السكنية.
تم استهداف عائلة مكونة من أربعة أفراد، عائلة النديم، وتم إنقاذ فتاة صغيرة، ولكن هناك العديد من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض.
كما تعرضت عمليات الإنقاذ لإطلاق النار. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن أحد أفراده، وهو عبد الرحمن ماهر أبو لطيفة، استشهد في غارة إسرائيلية على خيمته في المواصي. كما استشهد والداه. وقال الجهاز إن 137 من أفراده استشهدوا منذ بدء الحرب.
وأدت غارات أخرى إلى استشهاد ثلاثة أفراد من عائلة الحصري في مدينة غزة، بينما استشهد أحد أفراد عائلة السالمي أيضاً. ولا يزال عشرون شخصاً آخر عالقين تحت الأنقاض.
وأظهرت اللقطات آثار الهجوم الإسرائيلي على وسط مدينة غزة، حيث كان سيل من الدماء يجري في الشارع بينما كان الناس يحملون جريحًا إلى إحدى السيارات.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القصف الإسرائيلي على مدينة غزة تكثف لليوم الثالث على التوالي، مستخدماً "جميع أنواع الأسلحة... القنابل والطائرات بدون طيار وأيضاً الذخائر شديدة الانفجار التي تسبب دماراً هائلاً لمنازل المدنيين".
إسرائيل 'تمنع' إدخال المواد الغذائية
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يوم الثلاثاء إن إسرائيل تمنع دخول أكثر من 430 مادة غذائية إلى غزة، رغم سماحها بمرور بعض شاحنات المساعدات الشهر الماضي تحت ضغوط دولية.
وقال المكتب في بيان له إن المواد المحظورة تشمل "اللحوم المجمدة بأنواعها والأسماك المجمدة والأجبان ومنتجات الألبان والخضروات المجمدة والفواكه"، إلى جانب "مئات الأصناف الأخرى التي يحتاجها الجوعى والمرضى".
وأضاف البيان أن إسرائيل استهدفت مصادر الغذاء بشكل مباشر، ولم تكتفِ بمنع المساعدات فحسب، بل تعمدت قصف 44 بنكاً غذائياً وقتل العشرات من العاملين فيها، واستهداف "57 مركزاً لتوزيع الأغذية بالقصف".
وكان المكتب قد اتهم في وقت سابق مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهو الهيئة العسكرية التي تتولى الإبلاغ عن إيصال المساعدات إلى القطاع، بـ"محاولة مثيرة للشفقة للتغطية على جريمة موثقة دولياً، وهي التجويع المنهجي لسكان قطاع غزة".
يأتي ذلك بعد يوم واحد من استهداف إسرائيل لفريق من صحفيي الجزيرة في مدينة غزة وقتلهم، وهو الهجوم الذي أثار احتجاجات في دول العالم.
وتواجه إسرائيل أيضًا إدانة بسبب خططها للاستيلاء على مدينة غزة وتهجير ما يقرب من مليون فلسطيني بالقوة. ولم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جدولًا زمنيًا واضحًا لذلك، حيث قال يوم الأحد إن ذلك سيحدث "بسرعة إلى حد ما".
وقد ألقت وزارة الخارجية الفلسطينية باللوم على المجتمع الدولي لعدم تحركه إزاء "الإبادة الجماعية لشعبنا" في غزة، وحثت القوى العالمية على الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية والقانونية والسياسية.
وقالت في بيان صدر عنها في العاشر من الشهر الجاري: "على الرغم من الإجماع الدولي... على ضرورة تطبيق القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، فإن دولة الاحتلال إسرائيل تواصل توسيع عدوانها وتعميق استخدامها للتجويع والتعطيش والحرمان من العلاج الطبي كسلاح في الحرب".
وذكرت وزارة الصحة في غزة أن الحرب الإسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 61,599 فلسطينيًا وإصابة 154,088 آخرين منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة إنه منذ 27 مايو/أيار، عندما أدخلت إسرائيل والولايات المتحدة نظام توزيع الأغذية الجديد التابع لمؤسسة غزة الإنسانية في غزة، استشهد 1,838 فلسطينيًا من طالبي المساعدات وأصيب أكثر من 13,409 آخرين.
أخبار ذات صلة

من هو يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد؟

إدانات ودعوات لضبط النفس: ردود الفعل العالمية على الضربات الإسرائيلية ضد إيران

تحذير مسرب من الولايات المتحدة لإسرائيل بضرورة "السماح بدخول المساعدات إلى غزة" هو مجرد تشتيت انتباه
