مستشفيات غزة على حافة الانهيار بسبب نقص الوقود
أطلق مستشفى الشفاء ومستشفى ناصر في غزة نداءات يائسة لإنقاذ الأرواح مع اقتراب نقص الوقود من تحويلهما إلى "مقابر صامتة". حياة الأطفال والمرضى في خطر شديد، والأطباء يكافحون في ظروف مروعة لإنقاذ من يمكن إنقاذه. خَبَرَيْن.

أصدر اثنان من أكبر المستشفيات في غزة نداءات يائسة للحصول على المساعدة، محذرين من أن نقص الوقود الناجم عن الحصار الإسرائيلي قد يحول المراكز الطبية إلى "مقابر صامتة" قريباً.
وجاءت هذه التحذيرات من مستشفى الشفاء في شمال مدينة غزة ومستشفى ناصر في جنوب خان يونس يوم الأربعاء، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الإسرائيلية قصفها للقطاع الفلسطيني مما أسفر عن استشهاد 74 شخصًا على الأقل.
وقال محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في غزة، للصحفيين إن حياة أكثر من 100 طفل خديج ونحو 350 مريضًا من مرضى غسيل الكلى معرضة للخطر.
وأضاف: "ستتوقف محطات الأكسجين عن العمل. المستشفى بدون أوكسجين لم يعد مستشفى. وسيتوقف المختبر وبنوك الدم عن العمل، وستتلف وحدات الدم في الثلاجات".
وأضاف: "سيتوقف المستشفى عن كونه مكانًا للشفاء وسيصبح مقبرة لمن بداخله".
ومضى أبو سلمية في اتهام إسرائيل بـ"تغذية" مستشفيات غزة بالوقود، وقال إن قسم غسيل الكلى في مستشفى الشفاء قد أغلق بالفعل للحفاظ على الطاقة الكهربائية لوحدة العناية المركزة وغرف العمليات التي لا يمكن أن تبقى بدون كهرباء ولو لدقائق معدودة.
'الساعات الأخيرة'
في خان يونس، قال مجمع ناصر الطبي إنه دخل هو الآخر في "الساعات الحاسمة والأخيرة" بسبب نقص الوقود.
وقال المستشفى في بيانٍ له: "مع اقتراب عداد الوقود من الصفر، دخل الأطباء معركة إنقاذ الأرواح في سباق مع الزمن والموت والظلام". "تقاتل الفرق الطبية حتى الرمق الأخير. لا يملكون سوى ضمائرهم وأملهم في من يسمع النداء إنقاذ مجمع ناصر الطبي قبل أن يتحول إلى مقبرة صامتة لمرضى كان من الممكن إنقاذهم".
وقال محمد صقر، المتحدث باسم المستشفى، إن المنشأة تحتاج إلى 4,500 لتر (1,189 جالون) من الوقود يوميًا لتعمل، ولكن لا يوجد لديها الآن سوى 3,000 لتر (790 جالون) ما يكفي لمدة 24 ساعة.
وقال صقر إن الأطباء يجرون العمليات الجراحية بدون كهرباء أو تكييف هواء، كما أن عرق العاملين يتساقط على جروح المرضى، مما يعرضهم لخطر العدوى.
يُظهر مقطع فيديو من مستشفى ناصر، نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، الأطباء وهم يتعرقون بغزارة أثناء إجراء عملية جراحية.
"كل شيء مغلق هنا. التكييف مغلق. لا توجد مراوح"، يقول أحد الأطباء في الفيديو وهو يستعرض الظروف في الجناح. "جميع الموظفين مرهقون، وهم يشتكون من ارتفاع درجة الحرارة."
دمر القصف الإسرائيلي المستمر بلا هوادة نظام الرعاية الصحية في غزة خلال 21 شهرًا منذ أن شنت إسرائيل هجومها على القطاع الفلسطيني في أعقاب الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل أكثر من 600 هجوم على المرافق الصحية في غزة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وحتى شهر مايو من هذا العام، لم يبقَ سوى 19 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي، حيث تضرر أو دُمر 94% من جميع المستشفيات.
كما قتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1,500 عامل صحي في غزة، واعتقلت 185 عاملاً صحياً في غزة، وفقاً للأرقام الرسمية.
في غضون ذلك، وصفت منظمة الصحة العالمية القطاع الصحي في غزة بأنه "في حالة يرثى لها"، مع نقص الوقود والإمدادات الطبية وتكرار وصول أعداد كبيرة من المصابين جراء الهجمات الإسرائيلية.
حصار خانق
وقال مدير المستشفيات الميدانية في غزة مروان الهمص إن "مئات" الأشخاص قد يموتون في القطاع إذا لم يتم إدخال إمدادات الوقود بشكل عاجل.
وأضاف أن هذا يشمل "عشرات" الأطفال الخدج الذين قد يموتون خلال اليومين المقبلين. وأشار إلى أن مرضى غسيل الكلى والعناية المركزة قد يفقدون حياتهم أيضًا، مضيفًا أن إصابات الجرحى تتفاقم وسط تدهور الأوضاع، بينما تنتشر أمراض مثل التهاب السحايا.
وقال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إيلدر، الذي عاد مؤخرًا من غزة، "يمكن أن يكون لديك أفضل العاملين في المستشفيات على هذا الكوكب"، ولكن إذا حُرموا من الأدوية والوقود، فإن تشغيل مرفق صحي "يصبح أمرًا مستحيلًا".
تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة منذ أوائل مارس/آذار.
وقد سمحت خلال الأسابيع الماضية بتوزيع بعض المواد الغذائية في غزة من خلال مجموعة مدعومة من الولايات المتحدة في مواقع استشهد فيها المئات من طالبي المساعدات برصاص الجنود الإسرائيليين.
لكن الوقود لم يدخل القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يوم الثلاثاء: "ما تبقى من الوقود القليل الذي يتم استخدامه بالفعل لتشغيل العمليات الأكثر أهمية مثل وحدات العناية المركزة وتحلية المياه لكن هذه الإمدادات تنفد بسرعة، ولم يتبق فعلياً أي مخزون إضافي يمكن الوصول إليه".
وأضاف: "المستشفيات تعمل على تقنين الإمدادات. سيارات الإسعاف متوقفة. أنظمة المياه على حافة الهاوية. ومن المحتمل أن تزداد الوفيات الناجمة عن ذلك بشكل حاد قريبًا ما لم تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال وقود جديد بشكل عاجل ومنتظم وبكميات كافية."
شاهد ايضاً: صواريخ إسرائيلية تضرب مبنى سكني في وسط بيروت
أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى استشهاد ما لا يقل عن 57,575 شخصًا وإصابة 136,879 شخصًا، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. وقد قتل ما يقدر بـ 1,139 شخصًا في إسرائيل خلال هجمات 7 أكتوبر 2023، وتم أسر أكثر من 200 شخص.
أخبار ذات صلة

وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية تقول إن هجومًا جديدًا بالصواريخ والطائرات المسيرة قد شُنّ ضد إسرائيل

يقول رئيس الوزراء العراقي أن رئيس داعش في العراق وسوريا قُتل.

مقتل 14 عنصرًا من الأمن في "كمين" نفذته قوات سابقة للأسد، وفقًا للسلطات السورية الجديدة
