أمل كسر الحصار يتلاشى مع اعتراض سفينة مدلين
تابعت مدلين كولاب، صيادة السمك، رحلة السفينة "مدلين" لكسر حصار غزة، لكن القوات الإسرائيلية اعترضتها. تعكس قصتها معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يواجهون المجاعة والعزلة. الأمل يتلاشى، لكن الرسالة الإنسانية تصل. خَبَرَيْن

على مدار الأسبوع الماضي، تابعت مدلين كولاب، وهي صيادة سمك تبلغ من العمر 30 عاماً وملهمة اسم سفينة المساعدات "مدلين"، رحلة السفينة بمزيج من الأمل والقلق أثناء إبحارها نحو شواطئ غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي.
وطوال رحلتها، ظلت كولاب على اتصال وثيق مع منظمي تحالف أسطول الحرية الذي أطلق السفينة.
لكن تفاؤلها الحذر تحول إلى حسرة عندما استيقظت يوم الاثنين على خبر اعتراض القوات الإسرائيلية للسفينة في المياه الدولية واحتجاز جميع من كانوا على متنها وعددهم 12 شخصاً، بمن فيهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا ثونبرغ.
قالت كولاب: "شعرت بخيبة أمل كبيرة. لقد توقعت هذا السيناريو بشدة، لكنني كنت آمل حقاً في حدوث معجزة بأن تكسر السفينة الحصار بطريقة ما وتصل إلى غزة".
في الليلة التي سبقت اعتراض السفينة، كانت كولاب قد تحدثت إلى واحدة من بين 12 شخصاً كانوا على متن السفينة، وهي ريما حسن، عضو البرلمان الأوروبي من فرنسا. أخبرت حسن، وهي من أصل فلسطيني، كولاب عبر مكالمة فيديو أن حلمها الأكبر كان زيارة غزة.
وقالت كولاب: "لقد أثرت فيّ كلماتها حقاً، الطريقة التي كرست بها حياتها للقضية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن هذا الحلم البسيط جعلته إسرائيل مستحيلاً".
بالنسبة لكولاب، فإن اعتراض سفينة أسطول الحرية ضاعف من وطأة العزلة التي تعيشها تحت الحصار والقصف الإسرائيلي.
فمنذ بدء حربها الأخيرة على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 54,880 فلسطينياً وجرحت 126,227 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.
ومنذ عام 2007، يعيش الفلسطينيون في غزة تحت حصار جوي وبري وبحري تفرضه إسرائيل.
وقالت: "نحن نعيش في مكان معزول تماماً عن العالم. ومنذ عام 2010، قوبلت كل محاولة سابقة قامت بها الأساطيل لكسر الحصار بتدخل عسكري"، في إشارة إلى اعتراض القوات الإسرائيلية للبعثات السابقة أو مهاجمتها.
بالنسبة لكولاب، تعكس مهمة السفينة واعتراضها - التي جذبت اهتمام وسائل الإعلام الدولية - معاناة الفلسطينيين في غزة على نطاق أوسع، وهي معاناة تقول إنها لا تنتهي.
وقالت: "تعكس قصة هذه السفينة قصتي وقصة كل شخص متعب ومنهك في غزة. نحن مجرد موجة إعلامية - ترتفع بحدة ثم تتلاشى بنفس السرعة، ونترك لنواجه آلامنا في صمت".
ومع احتجاز أفراد طاقم سفينة "مدلين"، قالت كولاب إنها تأمل فقط في سلامتهم وعودتهم إلى ديارهم في نهاية المطاف. تم ترحيل ثونبرغ من إسرائيل يوم الثلاثاء.
وأضافت كولاب: "لقد وصلت رسالتهم النبيلة: لقد وصلت رسالة الإنسانية إلى العالم. ولكنني لم أعد أملك الكلمات لمناشدة أي شخص أن يتصرف".
يواجه سكان غزة المجاعة، وبعد أن رفعت إسرائيل حصارها الصارم جزئياً في مايو/أيار الماضي، أصبحت مراكز الإغاثة مسرحاً لعمليات القتل حيث فتح الجنود الإسرائيليون والمتعاقدون الأمنيون الأمريكيون النار على حشود من الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى الغذاء.
ويوماً بعد يوم، تزداد الحياة صعوبة، كما تقول أول صيادة سمك في غزة.
وقالت كولاب: "أنا أغرق في المعاناة وسط الحرب والمجاعة. أنا وعائلتي والجميع هنا".
أخبار ذات صلة

إسرائيل تقول إنها شنت "عمليات خاصة مستهدفة" في جنوب لبنان

المقاتلون السوريون يختارون محمد البشير رئيساً وزراءً مؤقتاً

حرب سوريا ستؤثر بشكل "ضخم" على لبنان: المبعوث الأمريكي هوكشتاين
