تدريبات عسكرية مشتركة بين بيلاروسيا والصين
"بيلاروسيا والصين تبدأان تدريبات عسكرية مشتركة لمدة 11 يومًا قرب حدود بولندا، في وقت يتزايد فيه التوتر الجيوسياسي بسبب الغزو الروسي لبيلاروسيا وتعزيز العلاقات بين بكين ومينسك." - خَبَرْيْن

تدريبات عسكرية مشتركة بين الصين وبيلاروسيا
قالت وزارة الدفاع إن بيلاروسيا والصين بدأتا تدريبات عسكرية مشتركة لمدة 11 يومًا يوم الاثنين، حيث تجري الأنشطة على بعد أميال فقط من حدود بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
تفاصيل التدريبات المشتركة ومكافحة الإرهاب
قال اللواء فاديم دينيسينكو من الجيش البيلاروسي في منشور على تطبيق تيليجرام إن التدريبات المشتركة لمكافحة الإرهاب "الصقر المهاجم" في بيلاروسيا ستشهد "عمل العسكريين من كلا البلدين معًا" كوحدة واحدة في مراحل معينة.
وقال دينيسينكو: "الأحداث في العالم معقدة، والوضع معقد، لذلك، بعد دراسة أشكال وأساليب جديدة لإدارة الحرب، سنعمل هنا على كل هذه اللحظات مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما هو جديد تم تعلمه في العامين الماضيين".
الموقع الجغرافي وأهمية التدريبات
تُجرى المناورات المشتركة في ميدان تدريب بالقرب من مدينة بريست على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا وعلى بعد نحو 40 ميلاً من حدود مينسك مع أوكرانيا. وتأتي هذه التدريبات في الوقت الذي أدى فيه الغزو الروسي لذلك البلد منذ أكثر من عامين إلى زيادة حدة الانقسامات الجيوسياسية واستمرار تهديد الأمن الإقليمي الأوسع نطاقاً.
العلاقات بين بكين ومينسك في ظل الأزمات العالمية
وقد وثّقت بكين ومينسك علاقاتهما في السنوات الأخيرة في ظل حكم الزعيم الصيني شي جين بينغ والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، وكلاهما مستبد وحليف قوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تزامن التدريبات مع الأحداث السياسية في المنطقة
تزامن بدء مناورات مكافحة الإرهاب مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى وارسو، حيث وقع اتفاقية أمنية مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك.
كما أنها بدأت عشية انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن بمناسبة الذكرى الـ75 لتأسيسه - وهو تجمع سيبحث فيه القادة عن دعم أوكرانيا بعد مرور نحو عامين ونصف على الغزو الروسي.
ردود الفعل الدولية على التدريبات العسكرية
ولطالما اتهم حلف الناتو والاتحاد الأوروبي بيلاروسيا منذ فترة طويلة روسيا البيضاء باستخدام الحدود كسلاح من خلال دفع طالبي اللجوء من دول ثالثة إلى حدودها، ولا شك أن التدريبات المشتركة سوف ينظر إليها البعض على أنها استفزاز آخر. تواصلت CNN مع حلف الناتو للحصول على تعليق.
دور بيلاروسيا كحليف لروسيا في النزاع الأوكراني
كانت بيلاروسيا حليفاً حاسماً لروسيا في حرب الكرملين على أوكرانيا. استخدمت موسكو بيلاروسيا كمنصة انطلاق لغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022 بعد حشد قواتها على الحدود الأوكرانية خلال ما قالت إنها مناورات عسكرية مشتركة. كما أعلن بوتين العام الماضي أن روسيا ستضع أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.
الصين كداعم رئيسي لروسيا بعد الغزو الأوكراني
شاهد ايضاً: روسيا تعزز من حربها الجوية في أوكرانيا: مصنع سري يسرع إنتاج الطائرات المسيرة لدعم الهجوم
وقد برزت الصين كشريان حياة دبلوماسي واقتصادي رئيسي لروسيا منذ غزوها لأوكرانيا، واتهمها القادة الغربيون بدعم جهود موسكو الحربية من خلال توفير السلع ذات الاستخدام المزدوج - وهي تهمة تنفيها بكين.
استعدادات القوات الصينية في بيلاروسيا
وقالت وزارة الدفاع البيلاروسيا إن قوات من جيش التحرير الشعبي الصيني وصلت إلى بيلاروسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع. ونشرت سلسلة من الصور تظهر القوات الصينية وهي تفرغ معدات من طائرة شحن عسكرية وقالت إن التدريبات ستستمر حتى 19 يوليو.
أهداف التدريبات العسكرية المشتركة
وقالت وزارة الدفاع الصينية يوم الأحد إن التدريبات ستشمل "عمليات إنقاذ الرهائن ومهام مكافحة الإرهاب".
وأضافت: "يهدف التدريب إلى تعزيز مستويات التدريب والقدرات التنسيقية للقوات المشاركة، بالإضافة إلى تعميق التعاون العملي بين جيشي البلدين".
محادثات التعاون العسكري بين الصين وبيلاروسيا
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أجرى وفد من اللجنة العسكرية المركزية الصينية محادثات مع نظرائه في مينسك حيث ناقش الجانبان "آفاق التعاون البيلاروسي الصيني في مجال تدريب الأفراد العسكريين" وحددا مجالات جديدة للتعاون، وفقًا لوزارة الدفاع البيلاروسيا.
انضمام بيلاروسيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون
يأتي هذا العرض الأخير لتعاونهما الأمني بعد أيام فقط من انضمام بيلاروسيا إلى منظمة شنغهاي للتعاون المدعومة من بكين وموسكو يوم الخميس.
تطور منظمة شنغهاي للتعاون وتأثيرها الجيوسياسي
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في عام 2001 من قبل الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان لمكافحة الإرهاب وتعزيز أمن الحدود، وقد نمت منظمة شنغهاي للتعاون في السنوات الأخيرة حيث تقود بكين وموسكو عملية تحويل التكتل من نادٍ أمني إقليمي يركز على آسيا الوسطى إلى ثقل جيوسياسي موازن للمؤسسات الغربية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها.
أهمية انضمام بيلاروسيا إلى التكتل الإقليمي
وقد رأى المراقبون على نطاق واسع أن انضمام بيلاروسيا إلى التكتل - الذي أشاد به شي ولوكاشينكو في اجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان الأسبوع الماضي - علامة أخرى على هذا التحول.
تعزيز العلاقات بين الصين وبيلاروسيا
بعد ذلك، أشاد شي ب "الخطوات الكبيرة" في العلاقة بين البلدين - وهو شعور تردد صداه في اجتماع بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره البيلاروسي المعين حديثًا مكسيم ريجنيكوف يوم الاثنين في بكين.
التعاون الثنائي في مواجهة الهيمنة الأمريكية
واتفق وانج وريجنكوف على أن الجانبين "سيدعمان بعضهما البعض بحزم" في القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية وشواغلهما الرئيسية، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، والذي أشار أيضًا إلى طموحهما في "رفض الهيمنة الأحادية الجانب" - في إشارة إلى معارضتهما المشتركة للنظام العالمي الذي يعتبرانه خاضعًا لهيمنة الولايات المتحدة.
أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة وروسيا تعينان فرقًا للتفاوض على إنهاء حرب أوكرانيا في محادثات استُبعدت منها كييف

استخدام روسيا لصاروخ قادر على حمل رؤوس نووية يمثل تحولًا واضحًا عن عقيدة الردع في فترة الحرب الباردة

امرأة روسية أمريكية تعترف بذنبها في قضية الخيانة، تقارير وسائل الإعلام الروسية الرسمية
