انتخاب المشهداني رئيسًا للبرلمان العراقي الجديد
انتخب مجلس النواب العراقي محمود المشهداني رئيسًا جديدًا للبرلمان بعد صراع طويل على الخلافة. يتعين عليه مواجهة تحديات الفساد والانقسامات، بينما يسعى العراق للتوازن بين علاقاته مع إيران والولايات المتحدة. تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.
برلمان العراق ينتخب رئيسًا جديدًا، مُنهيًا حالة الجمود التي استمرت عامًا كاملًا
انتخب مجلس النواب العراقي محمود المشهداني، وهو نائب سني بارز له علاقة وثيقة مع إيران، رئيسًا جديدًا للبرلمان بعد أشهر من الجمود بين الفصائل السياسية.
وقد تم اختيار المشهداني، الذي شغل منصب رئيس البرلمان في الفترة من 2006 إلى 2009، بتصويت 182 نائباً من أصل 269 نائباً حضروا الجلسة يوم الخميس. ويضم البرلمان 329 مقعداً.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أنهت المحكمة الاتحادية العليا بشكل مفاجئ ولاية رئيس البرلمان السني الأقوى محمد الحلبوسي، دون أن توضح السبب، مما مهد الطريق لصراع على الخلافة استمر لما يقرب من 12 شهرًا.
انتخب الحلبوسي، الذي كان يشغل منصب محافظ الأنبار، في عام 2018. وكان عمره آنذاك 37 عامًا وأصبح أصغر رئيس برلمان في تاريخ البلاد. أعيد انتخابه في عام 2022 لولاية ثانية وخدم حتى إقالته في عام 2023.
وقد ضمن المشهداني انتخابه بدعم كبير من التحالف الذي يضم الأحزاب الشيعية المؤثرة والجماعات المتحالفة مع إيران إلى جانب ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وبموجب نظام التقاسم الطائفي للسلطة في البلاد، يكون رئيس البرلمان سنيًا دائمًا، ورئيس الوزراء شيعيًا، ورئيس الجمهورية كرديًا.
ويُعد دور رئيس مجلس النواب حاسمًا في المشهد السياسي العراقي الذي غالبًا ما يكون منقسمًا. وسيتعين على المشهداني الآن مواجهة العديد من التحديات، بما في ذلك الفساد والانقسامات الداخلية التي قد تهدد منصبه أيضاً.
كما سيتعين عليه أيضًا التعامل مع بعض التشريعات المثيرة للجدل، بما في ذلك التعديل المقترح على قانون الأحوال الشخصية العراقي الذي يحكم شؤون الأسرة، والذي يقول المنتقدون إنه سيؤدي في الواقع إلى تقنين زواج الأطفال.
ويأتي انتخابه في الوقت الذي يحاول فيه العراق التعامل مع تداعيات حروب إسرائيل في غزة ولبنان وموازنة علاقته مع إيران والولايات المتحدة.
وقد دأبت الميليشيات الموالية لإيران، مثل المقاومة الإسلامية في العراق، على شن هجمات بطائرات بدون طيار على قواعد تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا انتقاماً من دعم واشنطن لإسرائيل.
وقد سعت الحكومة العراقية إلى تجنب استعداء الولايات المتحدة التي اعتمدت عليها في الدعم الاقتصادي والعسكري، حيث لا تزال القوات الأمريكية متمركزة في البلاد بشكل أساسي لمواجهة تنظيم داعش.