مجزرة في طولكرم تثير غضب الفلسطينيين
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 18 شخصًا في هجوم جوي إسرائيلي على مخيم طولكرم. الهجوم يُعتبر الأعنف منذ أكثر من 20 عامًا، مما يزيد من التوترات في الضفة الغربية. تفاصيل صادمة حول الدمار والضحايا في خَبَرَيْن.
وزارة الصحة: مقتل 18 شخصًا في غارة إسرائيلية على مخيم للاجئين في طولكرم بالضفة الغربية
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن مقتل 18 شخصًا على الأقل في هجوم جوي إسرائيلي على مخيم طولكرم للاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة نفذت الهجوم يوم الخميس بالتنسيق مع جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك".
وقال الجيش في بيان لاحق إنه استهدف البنية التحتية لحركة حماس في طولكرم.
ولم تعلق الحركة الفلسطينية على الفور على ادعاء الجيش الإسرائيلي.
وقال فيصل سلامة، المسؤول في المخيم، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الغارة نُفذت بمقاتلة من طراز F-16.
وأظهرت اللقطات مشاهد الدمار في المخيم، الواقع شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية.
امتلأت المنطقة بأكوام هائلة من الحطام واندلعت الحرائق. وشوهد رجال الإنقاذ وهم يهرعون بالضحايا المصابين لتلقي الرعاية الطبية.
وتصاعدت الغارات والهجمات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ أن شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ السابع من أكتوبر من العام الماضي وحتى نهاية سبتمبر، قُتل 695 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لإحصائية صادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الغالبية العظمى من القتلى قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي، بينما قُتل العشرات على يد المستوطنين الإسرائيليين.
وفي تقرير لها من العاصمة الأردنية عمان، في الساعات الأولى من يوم الجمعة، قالت نور عودة من قناة الجزيرة إن الهجوم على مخيم طولكرم للاجئين كان "أكبر وأعنف غارة جوية شهدناها في الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 20 عامًا".
وأضافت عودة: "حتى بمعايير الانتفاضة الثانية، كانت هذه غارة كبيرة جداً ومميتة جداً على مخيم مكتظ بالسكان وفقير للاجئين".
يقطن في مخيم طولكرم للاجئين أكثر من 21,000 شخص يعيشون في مساحة 0.18 كيلومتر مربع فقط (0.11 ميل مربع)، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.
وأضافت عودة أن المعلومات حول الهجوم لا تزال تتوارد "لأن المستشفيات مكتظة".
وأوضحت أن "مبنى كامل قد سُوي بالأرض". "ولا يزال المسعفون يكافحون للتأكد من أنهم انتشلوا جميع الجثث، وأنه لا يوجد ناجون تحت الأنقاض هناك."
وأدان متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم على مخيم اللاجئين ووصفه بـ"الجريمة البشعة" ضد المدنيين.
وقال نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن الهجوم المميت "جزء من نمط أوسع من الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وكان خبير في الأمم المتحدة قد حذر الشهر الماضي من أن إسرائيل كثفت من هجومها العسكري على شمال الضفة الغربية، مما أدى إلى "تصعيد خطير".
"الكتابة على الحائط، ولا يمكننا الاستمرار في تجاهلها. هناك أدلة متزايدة على أنه لا يوجد فلسطيني في مأمن تحت سيطرة إسرائيل"، قالت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في بيان لها.
وأشارت إلى أن "الهجمات الجوية والبرية الممنهجة" في مناطق جنين ونابلس وطولكرم وطوباس - وفي مخيمات اللاجئين على وجه الخصوص - قد تكثفت خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت ألبانيز إن إسرائيل "تستهدف غزة والضفة الغربية في آن واحد، كجزء من عملية شاملة للإزالة والإحلال والتوسع الإقليمي".
وقد قُتل أكثر من 41,700 فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول.
كما شنت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة هجمات جوية وبرية في لبنان مع تصاعد إطلاق النار عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية الشهر الماضي.
وقد أدى القصف الإسرائيلي المتواصل على لبنان إلى نزوح مئات الآلاف من السكان، بينما قتل وجرح الآلاف.