حريق مروع يخلف 49 قتيلاً في الكويت
حريق في مبنى سكني بالكويت يودي بحياة 49 شخصًا عمالًا أجانب. الحادث يكشف تحديات المهاجرين في الكويت ويثير موجة من الحزن والتعاطف. تفاصيل أكثر على خَبَرْيْن.
العشرات يلقون حتفهم في حريق بمبنى في الكويت يضم عمال أجانب
لقي ما لا يقل عن 49 شخصًا مصرعهم بعد أن اندلع حريق في مبنى سكني يضم عمالًا أجانب في الكويت يوم الأربعاء، وفقًا لوزارة الداخلية الكويتية.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي وتم تحديد موقعه الجغرافي من قبل شبكة سي إن إن لحظة اشتعال النيران في المبنى المكون من ستة طوابق في منطقة المفرق بالمدينة. وقال مسؤول الشرطة سيد حسن إبراهيم للتلفزيون الكويتي الرسمي إن حوالي 150 شخصًا كانوا يعيشون في المبنى عندما اندلع الحريق في الطابق الأرضي.
وقال إبراهيم إن سبب الحريق، الذي تم احتواؤه، غير معروف، لكن وجود أكثر من 20 خزانًا لغاز الطهي ومواد قابلة للاشتعال في المبنى المكتظ تسبب في انتشاره بسرعة.
وقال اللواء عيد راشد، من إدارة الطب الشرعي الجنائي بالشرطة، للتلفزيون الرسمي إن معظم الوفيات كانت بسبب الاختناق. وحذر من أن عدد القتلى قد يرتفع، مضيفًا أن 11 شخصًا يتلقون العلاج في المستشفيات. وقال إن السلطات تعرفت على ثلاثة من الجثث، لكنه لم يذكر ما إذا كان قد تم إخطار عائلاتهم.
وقال مسؤول في إدارة الإطفاء إن العدد الكبير من الطوابق وممرات الهروب جعل من الصعب على السكان المحاصرين الهروب من المبنى المحترق.
وكان مواطنون هنود من بين القتلى، وفقًا لوزارة الخارجية الهندية. وقد وصف رئيس وزراء البلاد ناريندرا مودي الحريق بـ"الحادث المؤسف" ووصفه بـ"المحزن".
وقال: "أفكاري مع جميع الذين فقدوا أعزاءهم وأقرباءهم. أدعو الله أن يتعافى المصابون في أقرب وقت ممكن".
كما وجه مودي حكومته إلى "تقديم كل المساعدة الممكنة" للسلطات الكويتية. ويسافر وزير الشؤون الخارجية الهندي إلى الكويت للإشراف على جهود الإغاثة وإعادة المواطنين الهنود المتوفين إلى وطنهم.
كما زار سفير الهند لدى الكويت، أدارش سوايكا، العديد من المصابين في المستشفى وموقع الحريق.
وتظهر صور آثار الحريق الطابق الأرضي وقد اسودّ لونه، بينما تقوم قوات الأمن الكويتية بتقييم الأضرار. وأضافت التقارير أنه تم احتجاز مالك المبنى والتحقيق معه بتهمة الإهمال.
يشكل المهاجرون ثلثي القوى العاملة في القطاع الخاص الكويتي، ولطالما قالت جماعات حقوقية إنهم يواجهون تحديات قانونية وتمييزية لا يواجهها المواطنون الكويتيون. وأشار التقرير العالمي لمنظمة هيومن رايتس ووتش لعام 2023 إلى أن العمال الوافدين في الكويت يواجهون "إساءات لفظية وجسدية وجنسية" وغالباً ما "يُحتجزون قسراً في منازل أصحاب العمل". وقالت دراسة أجراها باحثون دوليون وكويتيون في عام 2023 إن لوائح العمل الحالية في الكويت غير كافية، حيث وجدت "زيادات كبيرة في مخاطر الإصابات المهنية" من درجات الحرارة المرتفعة على الرغم من الجهود الحكومية السابقة لمعالجة هذه المسألة.
وقالت الدراسة: "يمكن أن يتأثر العمال المحرومون اجتماعيًا والعمال المهاجرون على وجه الخصوص بشكل غير متناسب بالحرارة الخطرة". "يميل هؤلاء العمال الضعفاء إلى تولي وظائف محفوفة بالمخاطر مع القليل من التدريب على الصحة والسلامة، ويعملون لساعات أطول، ويتلقون أجورًا أقل، ويواجهون حواجز ثقافية ولغوية، ويخشون من خطر الترحيل الذي يلوح في الأفق. وقد تبين أنهم يتعرضون لمعدلات أكبر من الإصابات المهنية."
لم ترد سفارة دولة الكويت في واشنطن على الفور على طلب CNN للتعليق.