كيف انتشرت الصراصير الألمانية؟
كيف انتشرت الصراصير الألمانية في العالم؟ دراسة جديدة تكشف عن تاريخها وتطورها. اقرأ المزيد على خَبَرْيْن وتعرف على الأثر الوراثي لهذه الحشرات وتكيفها مع البيئة البشرية. #صراصير #علم #تاريخ
دراسة جينومية تكشف أصل صرصور ألماني وتربطه بتجارة الحضارات القديمة
أفادت دراسة جديدة بأن الصرصور الذي يخرج من بالوعة الحوض ويندس تحت الثلاجة هو على الأرجح صرصور ألماني، وتعود أصول هذه الحشرة الليلية إلى جنوب آسيا قبل أكثر من 2000 عام.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في 20 مايو أن رحلة الصراصير من البحث عن الطعام في الحضارات القديمة إلى الاسترخاء تحت أرضية المطبخ تتماشى بشكل وثيق مع التحولات التاريخية الكبرى في التجارة العالمية والاستعمار والحرب.
وتنتشر الصراصير الألمانية في مدن الولايات المتحدة وحول العالم، وقد ظهرت هذه الآفات القوية لأول مرة في السجلات العلمية منذ 250 عاما في أوروبا، ومن هنا جاءت التسمية الألمانية، ولكن لا يعرف الكثير عن أصلها.
لتتبع تطور الصراصير وكيف وصلت إلى أجزاء أخرى من العالم، قام الدكتور تشيان تانغ وفريقه بجمع 281 عينة من الصراصير الألمانية من 57 موقعًا في 17 بلدًا ودرسوا الحمض النووي الخاص بها. وأظهرت النتائج أن سلالة الصرصور الحديث تعود إلى ما هو أبعد بكثير من أوروبا في القرن الثامن عشر، حيث تطورت هذه الحشرة من الصرصور الآسيوي البري، المعروف علميًا باسم بلاتيلا أساهيناي، منذ 2100 عام.
ويعد هذا البحث الأول الذي يستخدم الجينوم لتتبع تطور الصراصير، وقد ساعد هذا الأسلوب في فهم كيفية انتقال هذه الحشرات مع البشر وتطورها عبر الزمن. وفقًا لتانغ، فإن هدف الدراسة الرئيسي هو إظهار كيف يمكن للأنواع أن تنتقل مع البشر وكيف يمكن لعلم الوراثة أن يعوض الجزء المفقود من السجلات التاريخية.
الصراصير وطرق التجارة
يعتقد تانغ وفريقه أن الناس في الهند أو ميانمار بدأوا في زراعة المحاصيل في موطن الصراصير الآسيوية الطبيعي في ذلك الوقت، مما أدى إلى تكيف الحشرات وتغيير نظامها الغذائي ليشمل الغذاء البشري، وتحول موطنها إلى داخل المنازل البشرية.
ومع تزايد التجارة والنشاط العسكري بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، انتشرت الصراصير المستأنسة غرباً، وربما كانت تتنقل في سلال غداء الجنود والمسافرين. ويقترب التحليل الجيني الذي أجراه فريق الدراسة من الوقت الذي وصفت فيه الصراصير لأول مرة في أوروبا من قبل العالم السويدي كارل لينيوس في عام 1776، ويعود ذلك بعد حوالي عقد من الزمن من اندلاع حرب السنوات السبع في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية. وبعد ذلك، انتشرت الصراصير من أوروبا إلى الأمريكتين قبل حوالي 120 عامًا، وفقًا لنتائج الدراسة.
تشير الدكتورة جيسيكا وير، أمينة علم الحيوان اللافقارية في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، إلى أن الحشرات جزء من نسيج ثقافتنا كبشر، وأنها كانت تتنقل مع الناس منذ زمن بعيد، في حين أن طرق التجارة عبر المحيط الأطلسي ربما كانت السبب في انتشار الصراصير الألمانية. وقد أدى تطور الحضارة البشرية والتقنيات المعيشية، مثل السباكة الداخلية والتدفئة الداخلية، إلى ازدهار الصراصير أيضًا، وقد توفرت لها فرص كبيرة للبقاء والتطور في المناطق الحضرية.
ويعتزم تانغ تحديد تسلسل الجينوم الكامل لمئات العينات التي قام بدراستها لفهم تكيف الصراصير الألمانية مع البيئة البشرية. ويتساءل عن كيفية تطور قدرتها على مقاومة المبيدات الحشرية بسرعة، مما يشير إلى أنها ربما تحتوي على ميزات جينية تتيح لها التكيف مع ضغوط البيئة البشرية.
تظهر الحشرات أيضًا سلوكيات اجتماعية، حيث تتواصل مع بعضها البعض حول مكان العثور على الطعام. ويريد تانغ معرفة ما إذا كانت هذه القدرة أيضاً سمة من سمات البقاء التي يجب على الصراصير أن تشكر البشر عليها.