حكم تاريخي يلغي صفقات المغرب في الصحراء الغربية
ألغت محكمة العدل الأوروبية صفقات تجارية تسمح للمغرب بتصدير منتجات من الصحراء الغربية، مؤكدة حق سكان المنطقة في تقرير المصير. الحكم يُعتبر انتصارًا تاريخيًا للصحراويين ويثير ردود فعل قوية من المغرب. تفاصيل أكثر على خَبَرَيْن.
صفقات التجارة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في الصحراء الغربية تُعتبر غير صالحة، والرباط تتهم بـ"التحيز"
أكدت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي حكمًا سابقًا بإلغاء صفقات تجارية تسمح للمغرب بتصدير الأسماك والمنتجات الزراعية إلى الاتحاد الأوروبي من منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها، وهي خطوة انتقدها المغرب ووصفها بأنها "تحيز سياسي صارخ".
وقضت محكمة العدل الأوروبية يوم الجمعة بأن المفوضية الأوروبية انتهكت حق سكان الصحراء الغربية في تقرير المصير بإبرام صفقات تجارية مع المغرب.
وقالت المفوضية إنها ستدرس حكم محكمة العدل الأوروبية بالتفصيل، بينما أدانه المغرب.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان لها إن الحكم تضمن أخطاء قانونية و"أخطاء وقائعية مشبوهة"، وحثت المجلس الأوروبي والمفوضية والدول الأعضاء على الوفاء بالتزاماتها والحفاظ على أصول الشراكة مع المغرب.
كانت الصحراء الغربية، وهي مساحة تعادل مساحة بريطانيا، مسرحًا لأطول نزاع إقليمي في أفريقيا منذ أن غادرت إسبانيا القوة الاستعمارية في عام 1975 وضم المغرب الإقليم.
وقد أشادت جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، والتي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، بالحكم باعتباره "انتصارًا تاريخيًا" للشعب الصحراوي في المنطقة.
قرار الجمعة هو الحكم النهائي بعد عدة طعون من قبل المفوضية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي. وكان الاتحاد قد وقع اتفاقيات للصيد البحري والزراعة مع المغرب في عام 2019 شملت أيضًا منتجات من الصحراء الغربية.
وقالت المحكمة إن "موافقة شعب الصحراء الغربية على التنفيذ شرط لصحة القرارات التي وافق بموجبها مجلس الاتحاد الأوروبي على تلك الاتفاقيات نيابة عن الاتحاد الأوروبي".
وقالت إن عملية التشاور التي جرت لم تشمل "شعب الصحراء الغربية بل السكان الموجودين حاليا في ذلك الإقليم، بغض النظر عما إذا كانوا ينتمون إلى شعب الصحراء الغربية أم لا".
شاهد ايضاً: مطار نيوزيلندا يحدد مدة ثلاث دقائق لتبادل العناق
وقضت المحكمة أيضًا بضرورة وضع علامة تشير إلى منشأ البطيخ والطماطم المنتجة في الصحراء الغربية.
وقالت المحكمة: "يجب أن تشير الملصقات إلى الصحراء الغربية وحدها كبلد منشأ تلك السلع، مع استبعاد أي إشارة إلى المغرب، وذلك لتجنب تضليل المستهلكين".
'انتصار تاريخي'
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، انها تقوم بتحليل الحكم وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يثمن عالياً شراكته الاستراتيجية "الطويلة الأمد والواسعة النطاق والعميقة" مع المغرب.
وقالت في بيان مشترك مع رئيس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "يعتزم الاتحاد الأوروبي بحزم الحفاظ على العلاقات الوثيقة مع المغرب ومواصلة تعزيزها".
ورحب أوبي بوشرية، ممثل البوليساريو لدى الأمم المتحدة في سويسرا، بحكم محكمة العدل الأوروبية، وقال "إنه انتصار تاريخي للشعب الصحراوي يؤكد خطأ الاتحاد الأوروبي والمغرب ويؤكد السيادة الدائمة للشعب الصحراوي على موارده الطبيعية"، حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
وأضاف بوشرية "إنه أبلغ رد على الموقف الأحادي الأخير لفرنسا وغيرها".
وقد دعمت القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة في عام 2020، ومؤخراً فرنسا، سيادة المغرب على الإقليم، مما أثار غضب الجزائر.
وقد علق آلاف اللاجئين الصحراويين في طي النسيان، حيث يعيشون في مخيمات صحراوية في تندوف بالجزائر.
وقد توسطت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار في عام 1991 لإنهاء الحرب بين المغرب والبوليساريو، لكنها فشلت في تنظيم استفتاء بسبب خلافات حول من يجب أن يصوت.
وقد حث مجلس الأمن الدولي في قراراته الأخيرة على البحث عن حل سياسي مقبول للطرفين للنزاع.