مأساة السودان: تحذيرات من مجاعة ودعوات للتدخل
إنذارات بانهيار إنساني في السودان بعد نزوح ملايين ونقص تمويل دولي. مؤتمر المانحين يهدف لتحسين التنسيق ودعم المدنيين. تحقيق يكشف انتهاكات قسرية ونداء لتوسيع الاستجابة الإنسانية على الفور.

السودان على شفا الانهيار: أزمة إنسانية غير مسبوقة
بينما يحتفل السودان بالذكرى السنوية القاتمة للصراع المستمر منذ عام، حذرت وكالات الإغاثة من أن البلاد تتأرجح على حافة الانهيار، وتواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة تجاهلها العالم إلى حد كبير.
تحذيرات من المجاعة: الوضع المأساوي للأطفال
وقد رسمت منظمة الإغاثة الإسلامية، وهي وكالة إنسانية وتنموية، صورة صارخة للوضع في السودان، محذرة من أنه على شفا مجاعة جماعية، حيث يواجه الأطفال الصغار احتمال الموت جوعاً.
نزوح الملايين: تأثير النزاع على السكان
وبحسب منظمة أطباء بلا حدود، فإن الوضع في السودان مزرٍ للغاية، حيث أجبر أكثر من 8.4 مليون شخص، من بينهم 2 مليون طفل دون سن الخامسة، على الفرار من منازلهم في أعقاب النزاع.
استجابة دولية غير كافية: الأرقام تتحدث
شاهد ايضاً: المتمردون في السودان يعلنون حكومة موازية في ذكرى الحرب القاسية التي استمرت عامين مع الجيش
وعلى الرغم من هذه الأرقام المثيرة للقلق، إلا أن الاستجابة الدولية لم تكن كافية على الإطلاق، حيث لم يتم تمويل سوى 5% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2024 حتى الآن، بحسب بيان الإغاثة الإسلامية.
وقال الصادق النور، المدير القطري للوكالة في السودان: "على مدار العام الماضي، رأيت بلدي ينحدر إلى العنف والجنون والدمار بعد أن أهملته بقية دول العالم".
تصاعد العنف: الوضع الأمني في السودان
أدى الصراع، الذي وضع القوات المسلحة السودانية في مواجهة قوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى نزوح الملايين ومقتل أو إصابة عدد لا يحصى من المدنيين بجروح خطيرة.
تسليح المدنيين: خطر جديد يواجه السكان
وقد حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان له يوم الاثنين من تصاعد العنف في السودان "مع قيام أطراف النزاع بتسليح المدنيين، وانضمام المزيد من الجماعات المسلحة إلى القتال".
تدمير المنشآت الحيوية: أثر الحرب على البنية التحتية
وقال مكتبه إن آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات وغيرها من المنشآت المدنية الحيوية دُمرت منذ بداية الحرب الأهلية، "مما أغرق البلاد في أزمة إنسانية حادة، وخلق أكبر أزمة نزوح في العالم".
الأمن الغذائي: أزمة حادة تهدد 18 مليون شخص
وأضاف تورك: "يواجه ما يقرب من 18 مليون شخص انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، منهم 14 مليون طفل، وأكثر من 70 في المئة من المستشفيات لم تعد تعمل وسط ارتفاع في الأمراض المعدية".
مؤتمر المانحين: كسر جدار الصمت
تأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر للمانحين في فرنسا يوم الاثنين، والذي قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، إن الهدف منه دعم محاولات الوساطة وتحسين التنسيق بين المجتمع الدولي وتقديم الدعم للمدنيين السودانيين.
أهداف المؤتمر: دعم المدنيين وتحسين التنسيق
وفي مؤتمر صحفي عقده في باريس إلى جانب نظيرته الألمانية أنالينا بايربوك، قال في مؤتمر صحفي في باريس: "نحن هنا اليوم لكسر جدار الصمت حول هذا النزاع وتعبئة المجتمع الدولي بأسره".
وقالت بايربوك: "اليوم نثبت أننا لن ننسى معاناة الناس في السودان"، مضيفةً أن الوضع الإنساني في البلد الذي مزقته الحرب "كارثي حقاً".
التجنيد القسري: انتهاكات حقوق الإنسان في السودان
شاهد ايضاً: إيكواس تعهدت بـ "فتح الباب" بعد خروج ثلاث دول من غرب إفريقيا تعرضت لانقلابات من الكتلة الإقليمية
وجد تحقيق أجرته شبكة CNN أن ما يقرب من 700 رجل و65 طفلاً تم تجنيدهم قسراً من قبل قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية على مدى ثلاثة أشهر في ولاية الجزيرة وحدها.
وقال المحامي في المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام، محمد بدوي، لشبكة سي إن إن إن حينها، إن التكتيكات القسرية والعنيفة التي تتبعها قوات الدعم السريع كانت أشبه بـ "نظام السخرة"، قائلاً إن الناس يمكن أن يُعتقلوا إذا لم "يقتلوا من أجل" قوات الدعم السريع.
عدم الاستجابة: دعوات لتوسيع المساعدات الإنسانية
دعت منظمة أطباء بلا حدود يوم الجمعة القادة الذين حضروا مؤتمر باريس "لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية على الفور" في السودان. وزعمت المنظمة الخيرية أن "النقص المزمن في الاستجابة من المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة جعل الوضع المتردي أصلاً في السودان يائساً"، حيث "تمنع السلطات السودانية بشكل منهجي إيصال المساعدات إلى بعض المناطق، بينما تقوم قوات الدعم السريع بنهب المرافق الصحية والإمدادات".
نقص الاستجابة: تأثيره على الوضع الإنساني
شاهد ايضاً: ادعاء ماكرون بأن الأفارقة لم يعبروا عن شكرهم للمساعدة العسكرية الفرنسية يثير غضبًا واسعًا
كما قال محمد عثمان، الباحث في الشأن السوداني في منظمة هيومن رايتس ووتش، إن "الاستجابة العالمية للنزاع الوحشي في السودان يجب أن تتغير".
وحث عثمان القادة على محاسبة المسؤولين عن الفظائع وانتهاكات القانون الإنساني الدولي.
مسؤولية القادة: محاسبة مرتكبي الفظائع
"وقال: "لقد ألحقت الأطراف المتحاربة في السودان معاناة هائلة بالسودانيين من جميع مناحي الحياة. وأضاف: "على القادة المجتمعين في باريس أن يعملوا على معالجة المستويات المنخفضة المخزية للتمويل الإنساني، بما في ذلك التمويل المخصص للمستجيبين المحليين، وأن يلتزموا باتخاذ تدابير ملموسة ضد أولئك الذين يعرقلون عمداً إيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين".
محادثات السلام: آمال في مستقبل أفضل
لم يتم تحديد موعد محدد لمحادثات السلام حتى الآن، وفقًا للمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو.
استضافة المحادثات: دور المملكة العربية السعودية
وقال في إحاطة إعلامية لوزارة الخارجية الأمريكية إن المملكة العربية السعودية تخطط لاستضافة محادثات شاملة، وأنها تأمل في الإعلان عن موعد قريب. وكان بيريلو قد أشار في وقت سابق إلى أن المحادثات قد تُستأنف في منتصف شهر أبريل تقريباً، بعد شهر رمضان، ربما في 18 أبريل.
أخبار ذات صلة

تواصل البحث عن المفقودين بعد غرق قارب في جمهورية الكونغو الديمقراطية أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل

التحالف المعارض يحقق فوزًا ساحقًا في انتخابات موريشيوس

انتخابات بوتسوانا: الحزب الحاكم يسعى لتمديد فترة حكمه الممتدة لـ 58 عاماً
