احتجاجات حاشدة ضد التجنيد الإجباري في ألمانيا
خرج 3 آلاف متظاهر في برلين احتجاجًا على مشروع قانون الخدمة العسكرية الجديد، مطالبين باستثمار أفضل في مستقبلهم بدلاً من الحرب. هل ستؤدي هذه التوترات إلى تغييرات جذرية في ألمانيا وأوروبا؟ اكتشف المزيد على خَبَرَيْن.

خرج حوالي 3 آلاف شخص إلى شوارع برلين للاحتجاج على مشروع قانون الخدمة العسكرية الجديد في ألمانيا، بعد أن أيد سياسيو البوندستاغ (البرلمان الألماني) التشريع الذي يهدف إلى تعزيز القوات المسلحة في البلاد.
ووافق البرلمان الألماني يوم الجمعة على تشريع التجنيد الإجباري المثير للجدل بعد أشهر من النقاشات الساخنة. ويأتي ذلك وسط تعهد حلفاء الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، مما يعزز القدرات الدفاعية لأوروبا وسط مخاوف من أن تمتد الحرب الروسية على أوكرانيا عبر حدودها.
وقالت تيس داتزر، وهي متظاهرة تبلغ من العمر 18 عامًا في العاصمة الألمانية، إنها تشعر أنه من غير العادل لجيلها أن يضطر للذهاب إلى الحرب "من أجل بلد لا يفعل الكثير من أجلنا".
"لا يوجد استثمار في معاشاتنا التقاعدية، ولا في مستقبلنا، ولا في المناخ. لا أرى أي أسباب وجيهة تدفع جيلنا للذهاب إلى الحرب"، كما قالت.
وقالت منظمة الاحتجاج رونيا روه إن "كمية لا تصدق من الأموال تنفق على الجيش والتسلح" في ألمانيا، في حين أن هناك نقص في الأموال المخصصة للخدمات العامة الأساسية.
وقالت: "عندما ننظر إلى المدارس على وجه الخصوص، نجد أن هناك تكنولوجيا عفا عليها الزمن، وعدد قليل جدًا من المعلمين، ومباني مدرسية متهالكة".
ويضع مشروع قانون الخدمة العسكرية أهدافًا طموحة لتوسيع القوات المسلحة الألمانية، حيث يستهدف ما يصل إلى 260,000 جندي في الخدمة الفعلية ارتفاعًا من 183,000 جندي حاليًا و 200,000 جندي احتياطي بحلول عام 2035.
ويقدم نظامًا مزدوج المسار لزيادة عدد المجندين: خدمة تطوعية أكثر ربحًا تهدف إلى جذب المجندين الشباب، ولكن إذا لم يكن التجنيد كافياً، يمكن للمشرعين الآن تفعيل التجنيد الإجباري على أساس الاحتياجات.
وللقيام بذلك، سيُطلب من السياسيين إجراء تصويت في البوندستاغ (البرلمان الألماني). إذا كان عدد الأشخاص المؤهلين للتجنيد أكثر من الحاجة، فيمكن اختيار المجندين عشوائيًا.
سيخضع جميع الرجال المولودين بعد 1 يناير 2008 لتقييم طبي، في خطوة لم تشهدها ألمانيا منذ تعليق التجنيد الإجباري في عام 2011. سيُطلب من كل من الرجال والنساء البالغين من العمر 18 عامًا الإعلان عن استعدادهم للخدمة، على الرغم من أن الرجال فقط هم من يجب أن يستجيبوا.
تتحرك دول في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، بالإضافة إلى دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق لتوسيع نطاق الخدمة التطوعية وتعزيز التجنيد الإلزامي في قواتها المسلحة ردًا على الاستفزاز الروسي.
يعتقد القادة الأوروبيون وأجهزة الاستخبارات الأوروبية أن روسيا يمكن أن تشن هجومًا في أماكن أخرى من القارة، حيث قال كارستن بروير، المسؤول العسكري الألماني الأعلى، في عام 2024، إن موسكو قد تكون مستعدة لمهاجمة دول الناتو في غضون خمس إلى ثماني سنوات.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معلنًا إعادة العمل بشكل محدود من الخدمة العسكرية في فرنسا بعد 25 عامًا من إنهاء التجنيد الإجباري رسميًا، "الطريقة الوحيدة لتجنب الخطر هي الاستعداد له".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تعبئة الأمة للدفاع عن نفسها والاستعداد والاحترام".
في هذه الأثناء، اتهم القادة الأوروبيون موسكو بالانخراط في شكل من أشكال الحرب الهجينة بما في ذلك تخريب البنية التحتية وعمليات التسلل بالطائرات بدون طيار والهجمات الإلكترونية حيث يختبر الرئيس فلاديمير بوتين حدود حلف الناتو.
كما أن تضاؤل التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الواضح تجاه الحلف متهمًا أوروبا باستغلال واشنطن وداعيًا القارة إلى أن تصبح أكثر اعتمادًا على نفسها عسكريًا دفع القادة الأوروبيين إلى التحرك.
أخبار ذات صلة

في ظل نقص المجندين الروس، موسكو متهمة باستخدام الخداع والرشوة لتجنيد الأجانب للقتال في أوكرانيا

ترامب يمنح أوكرانيا أياماً لقبول خطته لإنهاء الحرب بينما يحذر زيلينسكي من "لحظة صعبة في التاريخ"

حريق في دار مسنين في البوسنة يسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة العشرات
