تصعيد إسرائيلي يفاقم أزمة غزة الإنسانية
تواصل القوات الإسرائيلية قصف قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد 72 فلسطينيًا، وسط أزمة إنسانية متفاقمة. المحادثات لوقف إطلاق النار تتعثر، والوضع الصحي يزداد سوءًا. هل ستنجح الجهود الدولية في تحسين الأوضاع؟ تابع التفاصيل على خَبَرَيْن.

واصلت القوات الإسرائيلية قصفها لقطاع غزة المحاصر، مما أسفر عن استشهاد 72 فلسطينيًا على الأقل، من بينهم العديد من طالبي المساعدات، في الوقت الذي تتعثر فيه محادثات وقف إطلاق النار وسط تفاقم أزمة الوقود والجوع.
وذكرت مصادر أن هجومًا إسرائيليًا بالقرب من نقطة توزيع مساعدات في رفح جنوب قطاع غزة أسفر عن استشهاد خمسة أشخاص على الأقل كانوا يسعون للحصول على مساعدات يوم الاثنين.
ورفعت عمليات القتل هذه حصيلة الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا بالقرب من مواقع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة إلى 838 شخصاً، وفقاً لمصادر.
وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة أيضًا، أسفرت غارة إسرائيلية على مخيم للنازحين في خان يونس عن استشهاد تسعة أشخاص وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين. وفي مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، استشهد أربعة أشخاص في غارة جوية إسرائيلية على مركز تجاري، بحسب المصادر.
كما استأنفت القوات الإسرائيلية تصعيد هجماتها في شمال غزة ومدينة غزة. وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بوقوع كمين في مدينة غزة، حيث أصيبت دبابة بنيران الصواريخ، ثم أصيبت دبابة بأسلحة خفيفة. وشوهدت مروحية تقوم بإجلاء المصابين. وأكد الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق مقتل ثلاثة جنود في الحادث.
وردت القوات الإسرائيلية بـ"قصف جوي مكثف في محيط حيي التفاح والشجاعية وسوّت المباني السكنية بالأرض.
وقالت مصادر إن 24 فلسطينياً على الأقل استشهدوا في مدينة غزة وأصيب العشرات بجروح.
وتأتي هذه الهجمات في الوقت الذي تواصل فيه وكالات الأمم المتحدة مناشدتها للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، حيث تلوح في الأفق مجاعة ونقص حاد في الوقود أدى إلى انهيار القطاع الصحي المنهك أصلاً.
كما تفاقمت أزمة المياه في غزة منذ أن منعت إسرائيل جميع شحنات الوقود تقريبًا إلى القطاع في 2 مارس/آذار. ومع عدم وجود وقود، توقفت محطات تحلية المياه ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات الضخ إلى حد كبير.
وقال وزير الخارجية المصري يوم الاثنين إن تدفق المساعدات إلى غزة لم يزد رغم الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي والذي كان من المفترض أن يؤدي إلى هذه النتيجة.
وقال بدر عبد العاطي للصحفيين قبيل اجتماع الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط في بروكسل: "لم يتغير شيء على الأرض".
'كارثة حقيقية'
قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي يوم الخميس إن الاتحاد وإسرائيل اتفقا على تحسين الوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك زيادة عدد شاحنات المساعدات وفتح نقاط العبور وطرق المساعدات.
وعندما سُئل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن الخطوات التي اتخذتها إسرائيل، أشار إلى تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لكنه لم يقدم تفاصيل بشأن التنفيذ.
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك تحسينات بعد الاتفاق، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي للصحفيين إن الوضع في غزة لا يزال "كارثيًا".
وقال: "هناك كارثة حقيقية تحدث في غزة نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي".
في هذه الأثناء، دخلت محادثات وقف إطلاق النار المتعثرة أسبوعها الثاني يوم الاثنين، حيث يسعى الوسطاء إلى سد الفجوة بين إسرائيل وحماس.
ويبدو أن المفاوضات غير المباشرة في قطر لا تزال في طريق مسدود بعد أن ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر في عرقلة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا.
ونقلت مصادر عن مسؤول مطلع على المحادثات أنها "مستمرة" في الدوحة يوم الاثنين.
ونُقل عن المصدر قوله: "تتركز المناقشات حاليًا على الخرائط المقترحة لانتشار القوات الإسرائيلية داخل غزة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "الوسطاء يبحثون بنشاط آليات مبتكرة لسد الفجوات المتبقية والحفاظ على الزخم في المفاوضات".
واتهمت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يقول إنه يريد رؤية الحركة الفلسطينية مدمرة بأنها العقبة الرئيسية.
وكتبت الحركة على تلغرام: "نتنياهو ماهر في تخريب جولات المفاوضات الواحدة تلو الأخرى، وغير راغب في التوصل إلى أي اتفاق".
ويتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة لإنهاء الحرب، مع تزايد الخسائر العسكرية وتصاعد الإحباط الشعبي.
كما أنه يواجه رد فعل عنيف حول جدوى وأخلاقيات خطة لبناء ما يسمى "مدينة إنسانية" من الصفر على أنقاض رفح جنوب غزة لإيواء 600,000 فلسطيني إذا ما تم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وتفيد التقارير بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير راضية عن الخطة، التي قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إنها ترقى إلى مستوى خطط لإقامة "معسكر اعتقال".
أخبار ذات صلة

اعرف أسماءهم: الفلسطينيون في الضفة الغربية الذين استشهدوا على يد الإسرائيليين هذا الأسبوع

طائرات سورية وروسية تشن غارات على الثوار بعد استيلائهم على معظم مناطق حلب

حان الوقت لإبعاد إسرائيل عن الأمم المتحدة
