تصاعد الاعتقالات والمداهمات في الضفة الغربية
أكثر من 50 فلسطينيًا اعتُقلوا في مداهمات عسكرية إسرائيلية، مع تصاعد العنف في الضفة الغربية. المستوطنون يهاجمون دون عقاب، والجيش الإسرائيلي يواصل هدم المنازل. كيف يؤثر ذلك على الفلسطينيين؟ اقرأ التفاصيل على خَبَرَيْن.

قال مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيي (ASRA) إن أكثر من 50 فلسطينيًا اعتقلوا في مداهمات عسكرية إسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، مع تصاعد العدوان المميت الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على القطاع، بالتزامن مع حربه العقابية على غزة.
وقد جرت عدة مداهمات يوم الخميس في نابلس وقلقيلية وطوباس والخليل وجنين وبيت لحم ورام الله.
وقال (ASRA) إن من بين المعتقلين أطفال ونشطاء وأسرى سابقين تم الإفراج عنهم. وأضافت أن عمليات المداهمة طالت منازل ومؤسسات تعليمية.
كما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات هدم المنازل بسرعة فائقة، متجاهلاً الإدانة الدولية.
وبعد أشهر من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مخيم جنين للاجئين، سُمح لبعض النساء الفلسطينيات بالعودة لفترة وجيزة، ولكن فقط لحزم ما استطاعوا من أمتعتهم القليلة التي لم يتبق منها سوى القليل، ثم أجبروا على المغادرة.
وبعد أن تقدموا بطلب للحصول على إذن من الجيش الإسرائيلي، تم منحهم 40 دقيقة لحزم أمتعتهم في حي الحواشين في جنين.
وقالت نسرين أبو زينة، وهي امرأة نازحة من جنين، إنهم أرادوا فقط تفقد المخيم ومنازلهم.
وقالت: "ندعو الله أن نعود يومًا ما". "لقد تم تفتيشنا مرارًا وتكرارًا، ولكننا تمكنا في النهاية من الوصول إلى منازلنا التي لا تزال قائمة. مشينا مسافة طويلة على الطرق المدمرة وكانت الرائحة الكريهة لا تطاق. ظلوا يستعجلوننا".
وفي الوقت نفسه، استشهد رجل فلسطيني بعد إصابة جندي إسرائيلي في عملية طعن في قرية رمانة غرب جنين.
وقد أصدرت حركة حماس بيانًا عرّفت فيه عن هوية الشهيد بأنه أحمد علي عمور، 55 عامًا. وجاء في البيان: "إننا إذ ننعي منفذ العملية... نؤكد أن هذه العملية تبعث برسالة مفادها أن كل محاولات الاحتلال لإخماد لهيب المقاومة في الضفة الغربية ستبوء بالفشل".
منذ الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، صعّدت إسرائيل من وتيرة عنفها في الضفة الغربية المحتلة، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1000 فلسطيني.
وبينما كان العالم منشغلًا بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 57,575 شخصًا وإصابة 136,879 آخرين وتشريد ما يقرب من مليوني نسمة من سكان القطاع كثفت إسرائيل غاراتها العنيفة على الضفة الغربية، فضلًا عن صمتها على هجمات المستوطنين الإسرائيليين وقتلهم للقرويين الفلسطينيين.
المستوطنون يهاجمون ويفلتون من العقاب
أصبح المستوطنون الإسرائيليون الذين يعيشون بشكل غير قانوني على الأراضي الفلسطينية أكثر جرأة في هجماتهم اليومية غارات مفاجئة وعنيفة على البلدات وحرق الممتلكات والاعتداء على الناس ومحاولة طردهم من منازلهم.
ويقوم الجيش الإسرائيلي بحمايتهم، وتنفذ حملة العنف والترهيب التي يقوم بها المستوطنون دون عقاب.
كما تم تزويد العديد من المستوطنين الإسرائيليين بأسلحة نصف آلية و"دمجهم"، في الواقع، في القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، للتعويض عن جميع الأفراد الذين تم نشرهم لتنفيذ الحرب على غزة.
وقد أدى هذا الأمر إلى عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين، مما زاد من تمكين الأخيرين من تصعيد العنف ضد الفلسطينيين.
وللتأكيد على هذه الديناميكية، ساعدت القوات الإسرائيلية في نقل وحدات سكنية متنقلة إلى قطعة أرض فارغة في منطقة تل الرميدة في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة يوم الأربعاء.
وكانت الشاحنات التي تنقل الوحدات السكنية ترافقها مركبات عسكرية إسرائيلية.
وقال عيسى عمرو، منسق تجمع شباب ضد الاستيطان، إن الوحدات السكنية المتنقلة وضعت في المنطقة المسماة H1 في إشارة إلى القسم الخاضع للسيطرة المدنية والأمنية للسلطة الفلسطينية في الخليل.
وقال إن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر في الخليل، مضيفًا أنه تطور خطير.
أخبار ذات صلة

تصعيد أم تهدئة؟ ما الخيارات المتاحة لإيران لإنهاء الحرب مع إسرائيل؟

غارات إسرائيلية في جنوب لبنان تودي بحياة ستة مسعفين وسط استمرار محادثات الهدنة

إسرائيل تشن غارات على العاصمة السورية دمشق وموقع عسكري قرب حمص
