استقالة ويلبي تكشف عن إخفاقات الكنيسة التاريخية
استقال كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي بعد انتقادات لاذعة بسبب فشله في معالجة مزاعم الاعتداء الجنسي في معسكرات صيفية مسيحية. ويلبي يعبر عن شعوره بالعار ويؤكد التزام كنيسة إنجلترا بالتغيير لضمان سلامة الجميع.
جاستن ويلبي يستقيل من منصب رئيس أساقفة كانتربري على خلفية فضيحة الاعتداءات
أعلن كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، وهو أكبر رجل دين في كنيسة إنجلترا، استقالته من منصبه، قائلاً إنه فشل في ضمان إجراء تحقيق مناسب في مزاعم الاعتداء الجسدي والجنسي من قبل متطوع في معسكرات صيفية مسيحية منذ عقود.
وفي خطاب استقالته يوم الثلاثاء، قال ويلبي إنه يجب أن يتحمل "المسؤولية الشخصية والمؤسسية" عن عدم اتخاذ إجراء بشأن "الانتهاكات الشنيعة".
وقال ويلبي: "لقد جددت الأيام القليلة الماضية شعوري بالعار العميق الذي شعرت به منذ فترة طويلة بسبب الإخفاقات التاريخية في حماية كنيسة إنجلترا".
"آمل أن يوضح هذا القرار مدى جدية كنيسة إنجلترا في فهم الحاجة إلى التغيير والتزامنا العميق بخلق كنيسة أكثر أمانًا. وأنا إذ أتنحى عن منصبي فإنني أفعل ذلك بحزن مع جميع الضحايا والناجين من الانتهاكات".
استقال ويلبي البالغ من العمر 68 عامًا بعد خمسة أيام من تقرير ماكين المستقل الذي خصه بالنقد بسبب تعامله مع مزاعم الانتهاكات التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي.
وجد التقرير أن جون سميث، وهو محامٍ بريطاني، قد عرّض أكثر من 100 صبي وشاب لانتهاكات "وحشية ومروعة" على مدى 40 عامًا.
وجاء في التقرير أن سميث ضرب بعض الضحايا بما يصل إلى 800 ضربة بالعصا وزودهم بقماشات لامتصاص النزيف.
وكان بعد ذلك يلف نفسه فوق الضحايا، وأحيانًا كان يقبلهم على الرقبة أو الظهر.
كان سميث رئيس مجلس إدارة مؤسسة Iwerne Trust، التي كانت تمول المعسكرات المسيحية في دورست في إنجلترا، وهو المكان الذي عمل فيه ويلبي كمسؤول عن المهاجع قبل أن يتم ترسيمه.
وقال التقرير إن سميث انتقل إلى أفريقيا في عام 1984 واستمر في تنفيذ الانتهاكات في زيمبابوي وجنوب أفريقيا حتى قرب وفاته في عام 2018.
'الإخفاقات والإغفالات'
قال التقرير إن كنيسة إنجلترا على أعلى مستوياتها كانت على علم بمزاعم الانتهاكات الجنسية في المعسكرات في عام 2013، واكتشف ويلبي الاتهامات في العام نفسه، بعد أشهر من توليه منصب رئيس الأساقفة.
اعتذر ويلبي عن "الإخفاقات والإغفالات"، لكنه قال إنه لم يكن لديه "أي فكرة أو شكوك" بشأن الادعاءات قبل عام 2013. وخلص التقرير إلى أن هذا غير محتمل، متهماً إياه بالفشل في "مسؤوليته الشخصية والأخلاقية" لضمان إجراء تحقيق مناسب.
وأضاف التقرير أنه لو كان قد تم إبلاغ الشرطة بالادعاءات في عام 2013، لكان من الممكن أن يكون هناك تحقيق كامل وربما كان من الممكن أن يواجه سميث اتهامات قبل وفاته.
وتتطلب الإجراءات الكنسية لتعيين رئيس أساقفة جديد لأسقف كانتربري أن يقوم مجلس من رجال الدين ورئيس يرشحه رئيس الوزراء البريطاني بطرح اسمين عليه.
وقد رُشِّح أسقف نورويتش غراهام آشر وأسقف تشيلمسفورد غولي فرانسيس دهقاني لخلافة ويلبي ليصبح رئيس أساقفة كانتربري رقم 106.