إصابة جنود اليونيفيل في هجوم صاروخي بجنوب لبنان
أصيب ثمانية جنود من اليونيفيل في لبنان جراء سقوط صاروخ يُعتقد أنه من حزب الله. الهجوم يأتي في وقت تصاعد فيه التوترات بين إسرائيل وحزب الله، مما يثير مخاوف بشأن سلامة قوات حفظ السلام. التفاصيل كاملة على خَبَرَيْن.
ثمانية جرحى في هجوم جديد على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان
تقول قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إن ثمانية من جنود حفظ السلام التابعين لها أصيبوا بجروح بعد سقوط صاروخ، من المرجح أن يكون قد أطلقه حزب الله أو جماعة تابعة له، على مقرها في جنوب لبنان.
وقالت القوة في بيان لها يوم الثلاثاء إن "صاروخا أصاب مقر اليونيفيل في الناقورة، مما أدى إلى اشتعال النيران في ورشة سيارات"، مضيفة أن "الصاروخ أطلق من شمال مقر اليونيفيل، ومن المرجح أن يكون قد أطلقه حزب الله أو جماعة تابعة له".
وقالت وزارة الدفاع الفيدرالية النمساوية إن الهجوم أدى إلى إصابة جنود نمساويين من القوة بجروح، وأدانت الهجوم، مضيفة أنه "لا يمكن في الوقت الحالي تحديد مصدر الهجوم".
وجاء في البيان: "أصيب ثمانية جنود نمساويين من كتيبة اليونيفيل بجروح في الساعة 12:58 ظهراً [10:58 بتوقيت غرينتش] جراء سقوط صاروخ في معسكر الناقورة، ولم تكن إصابة أي منهم خطيرة".
وأضاف البيان أن الإصابات كانت "طفيفة وسطحية"، ولم يكن أي من الجنود، وهم من أفراد فصيلة الإصلاح، بحاجة إلى عناية طبية طارئة.
وقالت وزيرة الدفاع كلاوديا تانر في البيان: "ندين هذا الهجوم بأشد العبارات الممكنة ونطالب بالتحقيق في الهجوم على الفور".
"جميع الأطراف مدعوة إلى ضمان سلامة جميع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الفور. ولا يمكن ولن يتم التسامح مع تعريض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للخطر عن عمد أو عن غير قصد".
وتساهم النمسا بنحو 180 جندياً في القوة البالغ قوامها 10,000 جندي. وهم جزء من "الوحدة اللوجستية متعددة الأدوار" التي تقوم بأدوار مثل نقل البضائع والأفراد وإصلاح المركبات وتوفير الوقود ومكافحة الحرائق.
وكانت اليونيفيل قد واجهت سلسلة من الهجمات على جنود حفظ السلام التابعين لها في الأسابيع الأخيرة. وقد طالبت الحكومة الإسرائيلية اليونيفيل بمغادرة مواقعها في جنوب لبنان، لكن الأمم المتحدة تؤكد أن البعثة لن تغادر أي مكان.
'لا فراغ في القيادة'
تعرضت مواقع اليونيفيل للهجوم 20 مرة على الأقل منذ بدء التوغل الإسرائيلي البري في لبنان في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك إطلاق النار المباشر وحادثة وقعت في 13 تشرين الأول/ أكتوبر عندما اقتحمت دبابتان إسرائيليتان بوابات قاعدة لليونيفيل، وفقاً للأمم المتحدة. كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على العديد من مواقع اليونيفيل الأمامية.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار منذ أن أطلقت الجماعة اللبنانية المسلحة صواريخ باتجاه إسرائيل في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما قالت إنه "تضامن" مع الفلسطينيين في غزة. وصعّد الجيش الإسرائيلي الصراع بشكل كبير الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل الكثير من قيادات الحزب، وأطلق العنان لقصف لا هوادة فيه في جميع أنحاء لبنان وأرسل قوات برية إلى جنوب البلاد.
وقالت إسرائيل إنها تنوي تفكيك البنية التحتية لحزب الله وإنهاء الهجمات عبر الحدود التي دفعت عشرات الآلاف من الأشخاص إلى النزوح من منازلهم في شمال إسرائيل.
ويأتي هذا الهجوم على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وسط قتال بري عنيف بين مقاتلي حزب الله والجنود الإسرائيليين في المناطق الحدودية بعد الغارات الإسرائيلية على سهل البقاع الشرقي، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصاً، وفقاً لمسؤولين لبنانيين.
وسقط العديد من القتلى في محافظة بعلبك، وفقاً للوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.
ووصف رئيس بلدية بعلبك بشير خضر الغارات بأنها "أعنف يوم في بعلبك منذ بداية العدوان". وقال في منشور على موقع "إكس" إن الناس لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.
قُتل أكثر من 2,700 لبناني ونزح 1.2 مليون آخرين منذ بدء التصعيد.
وكان الجيش الإسرائيلي قد زعم في بيان له يوم الثلاثاء أنه دمر "مركز قيادة" لحزب الله ومخبأ آخر لتخزن المتفجرات في جنوب لبنان.
وفي الوقت نفسه، قال حزب الله إنه أطلق صواريخ ومدفعية على القوات الإسرائيلية جنوب شرق بلدة الخيام الجنوبية.
كما أعلنت الجماعة أن نعيم قاسم سيخلف الزعيم القتيل حسن نصر الله في منصب الأمين العام لحزب الله.
وقال حزب الله في بيان له يوم الثلاثاء إن قاسم انتخب بسبب "تمسكه بمبادئ وأهداف حزب الله".
وقال علي رزق، وهو محلل أمني وسياسي مقيم في بيروت، إن القرار يدل على أن الحزب يعيد بناء نفسه بعد مقتل العديد من كبار قادته.
"سيكون لهذا القرار تأثير في رفع معنويات أنصار حزب الله إلى حد ما. كما أنه سيكون بمثابة رسالة إلى أعداء حزب الله مفادها أنه لا يوجد فراغ في القيادة وأن كل شيء يسير بسلاسة وأن حزب الله يعيد بناء نفسه".