الجزيرة ترد على اتهامات الجيش الإسرائيلي بشجاعة
رفضت قناة الجزيرة اتهامات الجيش الإسرائيلي لصحفييها في غزة بالتعاون مع حماس، معتبرةً ذلك محاولة لإسكات الحقيقة حول الحرب. تدعو الجزيرة المجتمع الدولي لحماية الصحفيين في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها.
الجزيرة تندد بالادعاءات الإسرائيلية "غير المبررة" بشأن صحفييها في غزة
رفضت قناة الجزيرة بشدة ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن ستة من صحفييها العاملين في غزة هم أعضاء في حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين.
وأدانت الشبكة الإعلامية يوم الأربعاء بشدة "الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة" من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي وصف في منشور على موقع X بعض مراسلي الجزيرة العربية المذكورين بأنهم "عملاء" يعملون لصالح الجناح المسلح لحماس للترويج للحركة في القطاع المحاصر والمعرض للقصف.
والصحفيون الستة المذكورون هم أنس الشريف وطلال عروقي وعلاء سلامة وحسام شباط وإسماعيل فريد وأشرف سراج.
ونشر الجيش "وثائق" يدعي أنها تثبت "دمج إرهابيي حماس داخل" الجزيرة. وزعم أن الأوراق تظهر قوائم بأسماء الأشخاص الذين أكملوا دورات تدريبية ورواتبهم.
وقالت الشبكة في بيان لها: "ترفض الجزيرة بشكل قاطع تصوير قوات الاحتلال الإسرائيلي لصحافيينا كإرهابيين وتستنكر استخدامهم لأدلة ملفقة".
وأضاف البيان: "تعتبر الشبكة هذه الاتهامات المفبركة محاولة سافرة لإسكات القلة القليلة المتبقية من الصحفيين في المنطقة، وبالتالي حجب الحقائق القاسية للحرب عن الجماهير في جميع أنحاء العالم".
وقالت الشبكة إن هذه الاتهامات "التي لا أساس لها من الصحة" جاءت في أعقاب تقرير حديث لوحدة التحقيقات التابعة لها كشف عن جرائم حرب محتملة ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال العدوان المستمر على غزة، حيث قتل أكثر من 42 ألف فلسطيني - العديد منهم من النساء والأطفال.
وقالت قناة الجزيرة إن مراسليها يعملون من شمال غزة ويوثقون الوضع الإنساني المزري الذي يتكشف "بصفتها الوسيلة الإعلامية الدولية الوحيدة" هناك.
فرضت إسرائيل قيودًا صارمة على وصول وسائل الإعلام الدولية إلى غزة منذ أن شنت هجومها على القطاع الفلسطيني في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ردًا على هجوم قادته حماس على جنوب إسرائيل.
ويخضع شمال غزة للحصار منذ 19 يومًا حيث تواصل القوات الإسرائيلية هجومًا بريًا متجددًا في المنطقة. وقد قُتل نحو 770 شخصًا في جباليا منذ بدء الهجوم المتجدد، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، حيث تمنع إسرائيل دخول المساعدات والمواد الغذائية إلى نحو 400,000 شخص محاصرين في المنطقة.
'نمط أوسع من العداء'
"ترى الشبكة أن هذه الاتهامات جزء من نمط أوسع من العداء تجاه قناة الجزيرة، النابع من التزامها الثابت ببث الحقيقة المجردة حول الوضع في غزة وأماكن أخرى."
وكانت القوات الإسرائيلية قد داهمت الشهر الماضي مكتب الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة وأمرت بإغلاقه فوراً بعد قرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مايو/أيار 2024 بإغلاق عمليات الجزيرة داخل إسرائيل.
قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة صحفيين على الأقل من صحفيي الجزيرة في غزة منذ أكتوبر من العام الماضي.
ففي شهر يوليو، قُتل صحفي الجزيرة العربية إسماعيل الغول ومصوره رامي الريفي في هجوم جوي إسرائيلي على مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة. كان الصحفيان يرتديان سترات إعلامية وكانت هناك علامات تعريفية على سيارتهما عندما تعرضا للهجوم.
في ديسمبر/كانون الأول، قُتل الصحفي في قناة الجزيرة العربية سامر أبودقة في غارة إسرائيلية في خان يونس جنوب غزة. كما أصيب مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح في ذلك الهجوم.
وكانت زوجة الدحدوح وابنه وابنته وحفيده قد قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين في أكتوبر من العام الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني، قُتل نجل الدحدوح، حمزة، الذي كان يعمل أيضًا صحفيًا في الجزيرة، في غارة صاروخية إسرائيلية على خان يونس.
قبل الحرب على غزة، قُتلت مراسلة الجزيرة المخضرمة شيرين أبو عقلة برصاص القوات الإسرائيلية أثناء تغطيتها لغارة إسرائيلية في جنين بالضفة الغربية في مايو 2022.
وفي حين اعترفت إسرائيل بأن أحد جنودها أطلق النار على الأرجح على أبو عقلة فأرداها قتيلة، إلا أنها لم تجرِ أي تحقيق جنائي بشأن مقتلها.
وفقًا للجنة حماية الصحفيين، قُتل ما لا يقل عن 128 صحفيًا وعاملاً إعلاميًا في الهجمات الإسرائيلية في غزة منذ بدء الحرب.
وقالت منظمة مراقبة حرية الصحافة العام الماضي إن الحرب الإسرائيلية على غزة هي الأكثر دموية في التاريخ الحديث بالنسبة للصحفيين.
وفي تقريرها، لفتت المنظمة الانتباه إلى ما وصفته بـ"نمط واضح من استهداف الصحفيين وعائلاتهم من قبل الجيش الإسرائيلي".
ويواصل المراسلون الفلسطينيون في غزة العمل في ظل ظروف قاسية ويواجهون القصف المستمر والتهجير والاستهداف المحتمل من قبل القوات الإسرائيلية.
ودعت قناة الجزيرة في بيانها المجتمع الدولي إلى التحرك "بأقصى سرعة" لحماية حياة الصحفيين الستة، مضيفةً أنها متمسكة بإيمانها بأن "الصحافة ليست جريمة".